تشويه الوالدين

ناصر مهنا اليحيوي

ليس هنالك أخطر من قيام أحد الوالدين بتشويه سمعة الآخر أمام أبنائه وبناته سواء أكانوا كبارا أو أطفالا وللأسف الشديد أن هذا يقع ونتائجه جدا سيئة على تربية الأبناء وتماسك الأسرة..
والمشكلة الكبرى أن هذا لا يقع فقط من الطليقين وإنما أيضا ممن يعيشون مع بعضهم البعض.. وهذا يأتي من نتيجة الجهل التربوي لديهما في كيفية تربية الأبناء ومدى انعكاس ذلك سلبا عليهم..
إن ممارسة التشويه موجودة بكثرة بين المطلقين.. الرجل تجاه طليقته والمرأة تجاه طليقها في حال أعطيت الحضانة إلى أحدهما.. ومن المفترض أن يطلب الأب من أبنائه احترام والدتهم والتأكيد عليهم في السعي إلى برها وإرضائها والسؤال عنها وزيارتها وتلبية حاجياتها والعمل على توفير سبل الراحة لها (نفسيا وماديا) وأنهم بهذا العمل يسلكون طريقا يؤدي بهم إلى سعادتي الدنيا والآخرة..
والعكس صحيح فالأم مطلوب منها أن تؤدي نفس الدور تجاه أبنائها وهذا ينتج عنه توازن فكري وعاطفي واجتماعي لدى الأبناء... فالحذر الحذر من ممارسة تشويه الوالدين لسمعة بعضهما البعض.. وهنا أورد قصة حدثت أمام مدير مرحلة ابتدائية وكنت شاهدا عليها..
أتى أب يسأل عن ابنه الصغير الذي يدرس في أحد الصفوف الأولية ويعيش مع والدته.. ولم يره منذ عامين بسبب منع الأم له من رؤيته.. حيث كانت لديها الحضانة.. فعرف الأب المدرسة التي يدرس بها ابنه وحضر إليها وطلب من مدير المدرسة رؤيته.. فأحضره له.. فما إن شاهد الصغير والده جالسا على الكرسي حتى وقف على بضعة أمتار.. فطلب منه المدير أن يقترب للسلام على والده فرفض وقال (إن أمي منعتني من السلام عليه)!!! مما أوقع الطفل في حيرة كبيرة بين حبه لأبيه وتهديد أمه له.. وهذا نتج عنه اضطراب نفسي للابن.. فحاول المدير إقناعه حتى وافق على احتضان أبيه وانسكبت الدموع من كليهما في مشهد عاطفي مؤثر جدا.. وما أن علمت الأم حتى أقامت الدنيا ولم تقعدها على مدير المدرسة وابنها..
إن هذا التصرف من الأم يعكس مدى الجهل الذي يحيط بها.. وكذلك عدم إدراكها لعواقب الأمور ومستقبل الابن.. لذا فإننا نؤكد على أهمية مراعاة مشاعر الأبناء وتقديرها والعمل على توجيههم التوجيه السليم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة.. فالأبناء يجب أن لا يدفعوا ثمن خلاف لا ذنب لهم فيه.