أبنائي الكرام

محمد الأحمد

إن الإسلام يشيع الحب بين أتباعه حتى يكون المجتمع متآلفا، أخرج أبو داود عن أنس ــ رضي الله عنه ــ أن رجلا كان عند النبي، فمر رجل به فقال: يا رسول الله، إني أحب هذا، فقال له النبي: «أأعلمته»؟ قال: لا، قال: «أعلمه». فلحقه، فقال: إني أحبك في الله، فقال: أحبك الذي أحببتني له. فأحق الناس بالتعامل معهم بهذا الخلق الكريم بعد حب رسول الله هما الوالدان اللذان أمر الله ببرهما والإحسان إليهما، ومن الإحسان إليهما اختيار الطيب من الأقوال عند الحديث إليهما: وقد كان كثير من السلف إذا تكلم مع أمه لا يكاد يُسمع من شدة حرصه على خفض صوته تأدبا، وكان بعضهم يمر كل يوم على أمه فيقول: رحمك الله كما ربيتني صغيرا، وكان بعضهم يتأدب في الكلام مع والديه كأنه أسير لديهما.
وإننا لنعجب اليوم من حال شباب وفتيات يتعاملون مع الآباء معاملة فظة فيرفعون أصواتهم وينهرونهم ويسيئون إليهم ويؤذونهم بمنطقهم، وقد أجمع أكثر أهل السلف أن النظرة الحادة لأحد الوالدين قد يدخل بها الناظر في باب العقوق والعياذ بالله، ولا ننسى أيضا حظ الأبناء من معاملة الوالدين فأيضا لهما الحق في حسن الرعاية وحسن المعاملة.
وقد يعتقد الكثير من الآباء أن فترة العطف والحنان تنتهي ببلوغ الأبناء سن الرشد بحجة أنه أصبح رجلا ولا خلاف عليه، والأدهى والأمر من ذلك من يعامل طفله بجفاء بحجة «خله يطلع رجال» فيحرمه بذلك متعة سن الطفولة والتي هي حق من حقوقه، ولا يعلم أنه بهذه الطريقة يزرع الجفاء الاجتماعي به، وقد يكون والداه أول من يحصد هذا الزرع في الكبر لا قدر الله إن لم تتداركه رحمة الله.
أبنائي الكرام
إن بر الوالدين من أعظم القربات وأجل الطاعات، وببرهما تتنزل الرحمات وتكشف الكربات وتستجاب الدعوات،
أسأل الله أن يرزقنا برهم ويعيننا علىه من واسع رحمته.