المجتمع بين متصدر ومتعثر

احمد عائل فقيهي

يتميز المجتمع السعودي خليجيا بحالة من الحراك الاجتماعي والثقافي والرياضي والفني وهو ما يجعله ينشغل بمتابعة الأحداث حد الإغراق والذهاب بعيدا في التفاصيل الصغيرة والشخصية بحياة هذا اللاعب أو هذا الفنان والفنانة والدخول في نقاشات وحوارات ساخنة وطويلة عن الشخصيات المشهورة التي تحتل واجهة الأحداث مهما كان انتماء كل واحد من هؤلاء.
إنه مجتمع يغوص أفراده في الخصوصيات وهي تأتي ضمن خصوصية المجتمع بكل شرائحه وطبقاته.
وفي السنوات الأخيرة وفي ظل وسائل الإعلام الجديدة وقنوات التواصل الاجتماعي أصبحنا أمام صناعة للغة ساخرة تنقد الواقع والأحداث التي يعج بها ويصطخب بها هذا الواقع بداية بالأسماء التي تحتل واجهة المشهد الإعلامي والاجتماعي والرياضي والفني والشخصيات الدينية من دعاة ومشايخ وانتهاء بمفتين معنيين بثقافة السحر والفتوى وبالتالي هو مجتمع يصنع ثقافته وهويته ضمن إطار تلك الخصوصية التي قلت بها سابقا وهي الخصوصية السعودية.
ومن مزايين الإبل إلى الكثير من القضايا التي تقف في مجملها في السطح وليس في العمق من قضايانا الاجتماعية.
اليوم نرى المجتمع يعيش بين لفظتين .. وقضيتين هما «متصدر لا تكلمني» وهي كلمة تعبر وتلخص مدى الاستحقاق الرياضي الذي بلغه نادي النصر في انتصاراته الرياضية الأخيرة. و«متعثر» وهي اللفظة التي تتعلق بكل المشاريع الإنمائية التي آلت في مجملها إلى التعثر نتيجة سوء الإدارة واختيار شركات المقاولات غير المؤهلة فنيا وهندسيا.
«متصدر» و«متعثر».. لفظتان متجاورتان ومتنافرتان.. اللفظة الأولى تعني بلوغ الصدارة والنجاح والثانية تعني التراجع وبينهما مجتمع يطمح ويطمع لبلوغ الصدارة والنهوض بالمجتمع نحو التقدم والتطور بالعقول الخلاقة والإبداع والعلم والمعرفة من أجل الوصول إلى لحظة التصدر لا لحظة التعثر.