حوادث مرور الشرقية تفتك بالأرواح

حوادث مرور الشرقية تفتك بالأرواح

فاطمة الغامدي (الدمام)

باتت حوادث المرور اليومية تقض مضاجع المواطنين والمقيمين بالشرقية بسبب التحويلات التي تقوم بها الأمانة لتعديل الكثير من الشوارع الرئيسية.
ورغم أن شوارع الدمام وباقي الأحياء تكاد لا تخلو من العبارات التحذيرية والإرشادية إلا أن أرقام الحوادث المسجلة ما زالت محل تساؤل الكثير من المواطنين والمقيمين.


«عكاظ» رصدت في ساعات الصباح الأولى الكثير من المخالفات التي تقع عند الإشارات المرورية، فالكثير من مستخدمي الطريق لا ينتظرون الإشارة الخضراء بل يطلقون العنان لسياراتهم غير عابئين بأرواحهم وأرواح غيرهم من السائقين، فما أن يقترب أحدهم من نظام ساهر إلا ويبطئ من سرعته، وما أن يتجاوزه حتى يدخل في سباق ماراثوني متجاهلا كل الأنظمة التي وضعت للحد من مخاطر الطرق الرئيسية.
يرجع محمد الزهراني - مواطن- أبرز أسباب وقوع الحوادث المرورية إلى السرعة الزائدة وعدم الانتباه واستخدام الجوال أثناء القيادة، إضافة لخطورة المطبات الإسفلتية التي لا ينتبه لها السائقون بسبب انشغالهم بالجولات، داعيا الأسر لتشجع أبنائها على احترام الطريق منذ الصغر ومنعهم من القيادة قبل بلوغ السن القانونية.
ويروي نايف الخالدي تجربة شخصية عاشها مع أصدقائة في أحد الطرق السريعة خلال الفترة الماضية فقد فيها ثلاثة منهم بسبب السرعة الزائدة، مطالبا المجتمع بالتوقف عند هذه الحوادث ورفع الوعي والإرشاد والتعريف بمخاطرها المميتة.
إلى ذلك يحذر الشيخ أحمد اليافعي إمام احد المساجد من السرعة الزائدة والانفلات على الطرق، مطالبا الشباب بالتروي وعدم التفحيط والاستعراض.
ومن جانبه، أوضح المهندس سلطان الزهراني أمين عام لجنة السلامة المرورية في المنطقة الشرقية أنه يتوفى سنويا في المنطقة الشرقية ما بين 1000 و1100 ويصاب ما بين 5 إلى 6 آلاف بإصابات بالغة.
وبالنسبة للوفيات الناتجة عن الحوادث المرورية في المنطقة الشرقية للعام الماضي، فقد ازدادت بنسبة 15 % عن العام الذي سبقه، حيث بلغ عدد الوفيات العام الماضي 1122 وفاة و6629 إصابة.
ويعزو الزهراني ارتفاع معدلات الحوادث المرورية في المملكة بشكل عام وبالمنطقة الشرقية بشكل خاص إلى عدة أسباب منها، ضعف التنسيق بين الجهات المعنية بالسلامة المرورية، والازدواجية في تنفيذ بعض المهام المتعلقة بالشأن المروري، ما يترتب عليه تكليف بعض هذه الجهات بمهام أخرى تفوق إمكاناتها، وعدم قدرتها على إنجاز عملها الرئيس المتمثل في ضبط الحركة المرورية على الطريق، علاوة على ذلك فإن المشكلة المرورية تفاقمت نتيجة للاعتماد غالبا على برامج وحلول نابعة من اجتهادات تفتقر للتنسيق والشمولية، وعدم وجود خطة استراتيجية وطنية للسلامة المرورية تعالج المشكلة من جميع جوانبها وفق إطار منهجي متفق عليه، إضافة إلى سلوكيات القيادة الخاطئة لدى بعض السائقين وخصوصا عدم الالتزام بربط حزام الأمان والسرعة الزائدة وقطع الإشارة والانشغال أثناء القيادة خصوصا باستخدام الجوال، مشيرا إلى أن السرعة الزائدة السبب الرئيس للحوادث المرورية بنسبة وصلت إلى (24.64 %)، كما أن (20.8 %) من أسباب الحوادث المرورية تعود إلى مخالفة أنظمة المرور كعدم التقيد بإشارات المرور، والتجاوز، والدوران، والتوقف غير النظامي، إضافة إلى عدم الالتزام بربط حزام الأمان 20 % فقط من ركاب المقعدة الأولى بالسيارة يربطون الحزام، و4 % من ركاب المقعدة الثانية بالسيارة فقط يربطون الحزام، وقد أثبتت الدراسات أن حزام الأمان يحمي بعد مشيئة الله بنسبة 70 % من الإصابات الخطرة والوفيات.
وعن تقييمه لنظام ساهر، أكد الزهراني أن أي نظام إلكتروني لضبط المخالفات من شأنه الحد من الحوادث متى ما تم التوسع فيه، مشيرا إلى أن كثيرا من الدول تطبق نظريات القانون في غياب القانون، حيث لا وجود لأفراد الضبط المروري أو السيارات المرورية في الشوارع والطرقات، وذلك لاعتمادهم على التقنية.