بِعْ تلفازك!
الاثنين / 12 / ربيع الأول / 1435 هـ الاثنين 13 يناير 2014 19:59
رندا الشيخ
أشعر بالاختناق الشديد مؤخرا بسبب ازدياد نسبة الضجيج. أحاول جاهدة الفرار منه، لكني في الغالب لا أنجح. وإن حدث أن كنت محظوظة في التخفي والفرار، يبقى الأمر وقتيا زائلا ويصر على العودة من جديد! وبغض النظر عن أشكاله وقدرتي على احتماله من عدمها، يبقى الضجيج الذي يرتدي قناعا فنيا ألد أعدائي في الوقت الراهن! فأينما وليت وجهي وقعت عيناي على أفواه مفتوحة، وأعين تطبق أجفانها، ويتمايل أصحابها طربا أو يتحركون بجهد واضح، طمعا في نيل الرضى.
أعتقد بأنك يا قارئي العزيز قد فهمت الآن ما أتحدث عنه!
نعم! إنها البرامج الفنية التي تتسابق على بثها القنوات العربية على مدار العام واحدا تلو الآخر، وكأنها تتعمد إصابتنا بالإحباط! لماذا؟ لحظة لا تتسرع، فكر قليلا!
أليس من المحبط أن ينصب اهتمام معظم القنوات العربية على برامج (تفريخ) المطربين والمطربات؟ وهل أصبحت أحلام الشاب العربي تتجسد في أن يصبح مطربا مشهورا فقط؟ وماذا عن المواهب الأخرى؟ لماذا لا تمتلىء تلك القنوات ببرامج المنافسة على الابتكار العلمي والإبداع الأدبي والاكتشاف والتغيير البيئي والسلوكي مثلا؟ وإن كنت متابعا وفيا، هل تعرف أين ذهب خريجو تلك البرامج على مدى السنوات الماضية وماالذي أضافوه كقيمة فنية حقيقية؟
قد نختلف أنا وأنت في وجهات نظرنا، لكن أعتقد بأننا سنتفق على مبدأ، وهو أهمية وجود قيمة جديدة تضاف من خلال ما يقدم من برامج إلى منظومة القيم الأخلاقية والاجتماعية للمشاهد. وقد تجادلني من منطلق أنها برامج تختص بالترفيه والتسلية، وسأتفق معك إن كانت حقا تقوم بذلك! لكنها للأسف لم تعد مسلية، بل مزعجة! فهي على المدى الطويل تعزز هوس الكسب السريع وتقلل من قيمة البذل والعمل لتحقيق الأحلام، وخاصة حين يشاهد الشاب أنموذجا ظهر على الشاشة وأصبح نجما ثريا يحتفى به في كل صوب بغض النظر عن إمكانياته وما قدمه! كما أنها وسيلة واضحة جدا لكسب المال وتعزيز نجومية لجان تحكيمها التي من المفترض أن تكون أكاديمية ومتنوعة الاختصاص على أقل تقدير! ولن أنسى أن أقول إنها ترفع من قيمة الفنان وأهميته على حساب المخترع والعالم والكاتب، وتؤدي إلى تردي الذائقة الفنية لما يقدم.
هل هناك حل لهذه المشكلة برأيك؟ ربما! أن تبيع تلفازك!
أعتقد بأنك يا قارئي العزيز قد فهمت الآن ما أتحدث عنه!
نعم! إنها البرامج الفنية التي تتسابق على بثها القنوات العربية على مدار العام واحدا تلو الآخر، وكأنها تتعمد إصابتنا بالإحباط! لماذا؟ لحظة لا تتسرع، فكر قليلا!
أليس من المحبط أن ينصب اهتمام معظم القنوات العربية على برامج (تفريخ) المطربين والمطربات؟ وهل أصبحت أحلام الشاب العربي تتجسد في أن يصبح مطربا مشهورا فقط؟ وماذا عن المواهب الأخرى؟ لماذا لا تمتلىء تلك القنوات ببرامج المنافسة على الابتكار العلمي والإبداع الأدبي والاكتشاف والتغيير البيئي والسلوكي مثلا؟ وإن كنت متابعا وفيا، هل تعرف أين ذهب خريجو تلك البرامج على مدى السنوات الماضية وماالذي أضافوه كقيمة فنية حقيقية؟
قد نختلف أنا وأنت في وجهات نظرنا، لكن أعتقد بأننا سنتفق على مبدأ، وهو أهمية وجود قيمة جديدة تضاف من خلال ما يقدم من برامج إلى منظومة القيم الأخلاقية والاجتماعية للمشاهد. وقد تجادلني من منطلق أنها برامج تختص بالترفيه والتسلية، وسأتفق معك إن كانت حقا تقوم بذلك! لكنها للأسف لم تعد مسلية، بل مزعجة! فهي على المدى الطويل تعزز هوس الكسب السريع وتقلل من قيمة البذل والعمل لتحقيق الأحلام، وخاصة حين يشاهد الشاب أنموذجا ظهر على الشاشة وأصبح نجما ثريا يحتفى به في كل صوب بغض النظر عن إمكانياته وما قدمه! كما أنها وسيلة واضحة جدا لكسب المال وتعزيز نجومية لجان تحكيمها التي من المفترض أن تكون أكاديمية ومتنوعة الاختصاص على أقل تقدير! ولن أنسى أن أقول إنها ترفع من قيمة الفنان وأهميته على حساب المخترع والعالم والكاتب، وتؤدي إلى تردي الذائقة الفنية لما يقدم.
هل هناك حل لهذه المشكلة برأيك؟ ربما! أن تبيع تلفازك!