خوفا من حدوث مقبرة جماعية
السبت / 17 / ربيع الأول / 1435 هـ السبت 18 يناير 2014 19:49
عبده خال
حفلت قضية سقوط لمى الروقي بتفاعل الرأي العام كقضية ممتدة لم تصل إلى نهايتها حتى الآن، وصاحبتها أخبار وشائعات وأقاويل وأكاذيب وتفسير أحلام.. كانت وما زالت حكاية ذات جيوب قصصية، ما إن ينتهي مشهد حتى يتولد مشهد حكائي جديد، والآن وبعد أن أكد الدفاع المدني بتبوك أن نتائج الحمض النووي بينت أن الأجزاء المستخرجة من البئر تعود للطفلة لمى الروقي، وليس كما أشيع أنها لذئب تم قذفه لداخل البئر، يستوجب الأمر أن يتخذ الدفاع المدني وضع الخاتمة النهائية لهذه الحكاية، إذ أن الوضع الجيولوجي للبئر وللمنطقة يؤكدان صعوبة العثور على الجثة كاملة، خصوصا بعد مضي كل هذا الوقت بذل فيه رجال الدفاع المدني كل ما يستطيعون فعله، وغابوا عن بيوتهم وعائلاتهم وأطفالهم لأيام طويلة تحت ظروف مناخية قاسية وأخطار متعددة؛ لهذا يصبح وضع نهاية لجثة لن يعثر عليها، ويصبح حماية الباحثين والمنقبين هو المتقدم الآن، وفي هذا السياق، وصلتني رسالة من الكاتبة مها الحمد (من تبوك) تحض على النظر من زاوية أخرى لسقوط لمى وتخشى من حدوث مقبرة جماعية لرجال الدفاع المدني تقول الأستاذة مها: المواطن يفكر فقط بقلبه يرى بعينه ويسمع بأذنه ومع ذلك جعل القلب المحلل والمدبر. صدقوا كرامات سلوى المطيري وتبادلوها على تويتر والوتس، وفرحوا بتفسير الشنقيطي وتناقلوا الأكاذيب، والدفاع المدني وقف حيال كل ذلك مصدوما يرى لمى بالحفرة ومتفاجئ بالإشاعات، ويدافع عن نفسه كأنه هو من دفع لمي بالبئر.. ولم يتساءل أحد عن من هو الدفاع المدني!؟ إنه أبي وأخي وابني وزوجي، كم أم تفتقد ابنها وتدعو ليعود إليها خوف أن تقع عليه الصخور والأتربة أو أن تنهار الأرض؟. كم زوجه ولدت طفلها بالمستشفى وزوجها يحفر عن بقايا لمى الروقي ولم ير وليده؟. كم شاب منتسب للجامعة (ويعمل في الدفاع) فاته الاختبار النصف نهائي؟. وأبي المريض بالسكر والضغط ويقف بالبرد القارس الذي يجمد الأعضاء لاستخراج جثه أصبحت من طيور الجنة؟.
أيها الناس اعلموا أن 216 عائلة سعودية يعيشون الرعب كل ليله خشية فقدان عائلها.. وهم ينقبون عن لمى فما ذنبهم؟ لقد ماتت لمى ــ رحمها الله ــ هل يرضيكم إن يندفن رجال الدفاع المدني معها؟
نعم يرضيكم لأنكم مجتمع غير منصف، ستقول هذا عملهم؟ وأقول عملهم مساعدة الأحياء، معالم الأرض تغيرت لم يترك الدفاع المدني شبرا لم ينبشه ولم يقل لهم أحد شكرا، فقد بذلتم ما تستطيعون.. تتهمونهم بالإهمال وأنتم في منازلكم بين عائلاتكم تراقبون التلفاز وهم بالعراء ودرجة الطقس تحت الصفر.
وربما تقولون: نحن لا نتهم رجال الدفاع المدني بالتخاذل والتقصير، ولكن معداتهم غير مجهزة وليست ذات إمكانيات؟ وأقول: رجال الدفاع المدني بذلوا ما في وسعهم واستعانوا بمعدات أرامكو ماذا بعد هذا؟ هم في خطر والأمطار تهطل على محافظة حقل وسيفيض وادي الأسمر في أي وقت.. وبدل أن نعزي عائلة بطفلتها سنعزي عوائل عديدة برجالاتها الشجعان..
لنراجع ضمائرنا ونضع أنفسنا مكان العائلات التي تنتظر أولياء أمورها للعودة سالمين. القرار الصواب أنتم تعرفونه إذا كان الضمير الإنساني موجودا!؟ انتهى كلام الأستاذة مها الحمد،
وعلينا جميعا الترحم على الطفلة لمى الروقي والمطالبة بوضع نهاية لحفريات الدفاع المدني، والمطالبة بعودة رجاله إلى ثكناتهم قبل أن نصاب بفجيعة انهيارات أرضية تلتهم أولئك الرجال الذين بذلوا كل ما يستطيعون، ولم يعد بالإمكان فعل شيء سوى إعلان انتهاء مهمة البحث عن الجثة.
أيها الناس اعلموا أن 216 عائلة سعودية يعيشون الرعب كل ليله خشية فقدان عائلها.. وهم ينقبون عن لمى فما ذنبهم؟ لقد ماتت لمى ــ رحمها الله ــ هل يرضيكم إن يندفن رجال الدفاع المدني معها؟
نعم يرضيكم لأنكم مجتمع غير منصف، ستقول هذا عملهم؟ وأقول عملهم مساعدة الأحياء، معالم الأرض تغيرت لم يترك الدفاع المدني شبرا لم ينبشه ولم يقل لهم أحد شكرا، فقد بذلتم ما تستطيعون.. تتهمونهم بالإهمال وأنتم في منازلكم بين عائلاتكم تراقبون التلفاز وهم بالعراء ودرجة الطقس تحت الصفر.
وربما تقولون: نحن لا نتهم رجال الدفاع المدني بالتخاذل والتقصير، ولكن معداتهم غير مجهزة وليست ذات إمكانيات؟ وأقول: رجال الدفاع المدني بذلوا ما في وسعهم واستعانوا بمعدات أرامكو ماذا بعد هذا؟ هم في خطر والأمطار تهطل على محافظة حقل وسيفيض وادي الأسمر في أي وقت.. وبدل أن نعزي عائلة بطفلتها سنعزي عوائل عديدة برجالاتها الشجعان..
لنراجع ضمائرنا ونضع أنفسنا مكان العائلات التي تنتظر أولياء أمورها للعودة سالمين. القرار الصواب أنتم تعرفونه إذا كان الضمير الإنساني موجودا!؟ انتهى كلام الأستاذة مها الحمد،
وعلينا جميعا الترحم على الطفلة لمى الروقي والمطالبة بوضع نهاية لحفريات الدفاع المدني، والمطالبة بعودة رجاله إلى ثكناتهم قبل أن نصاب بفجيعة انهيارات أرضية تلتهم أولئك الرجال الذين بذلوا كل ما يستطيعون، ولم يعد بالإمكان فعل شيء سوى إعلان انتهاء مهمة البحث عن الجثة.