تعليمنا بعيداً عن التلقين

احمد عائل فقيهي

تتجه الجامعات السعودية إلى تأسيس ما تسميه بـ«مجتمع المعرفة» بالمعنى الواسع لهذه الكلمة، وانطلاقا من أهمية الدور الذي تقوم به هذه الجامعات، وهو دور يتجه نحو تعميق مفهوم المعرفة داخل الجامعة وخارجها.
في عالم اليوم لم يعد دور الجامعات ينحصر في تخريج الطلبة والطالبات، ولكن دورها يتكامل في جعل المعرفة في متناول الجميع من خلال الفعل العلمي والمجتمعي وعبر تأسيس الكراسي العلمية وغيرها من الأدوار الأخرى، التي تجعلها أكثر التحاما وانسجاما مع المجتمع، وجعل البحث العلمي ركيزة أساسية داخل الجامعات، والإسهام في تطوير برامج إعداد وتأهيل الكوادر العلمية ومن ثم توسيع فكرة المشاركة في مؤسسات التعليم العالي، اتساقا مع المعطيات والمستجدات الجديدة والحديثة. «مجتمع المعرفة» يقوم على إعطاء الجامعة دور أكبر وأوسع، والاتجاه إلى جعل الملامح الإنسانية والمعالم البارزة لمجتمع المعرفة كما جاء تعريفها بحسب «اليونسكو»القائم على «دور متنوع داخل المجتمع المتنوع»، والذي يهدف إلى تغيير طرق التدريس التقليدية، إضافة إلى مناقشة التحولات التي تواجه التعليم المهني والبحث في قضايا ومسائل تتعلق بالعملية التعليمية التربوية في أبعادها الشاملة والكاملة. ومن هنا، فإن راهن ومستقبل العقول المنتجة للمعرفة والبحث متصلة بكيفية الانطلاق نحو تأسيس «مجتمعات المعرفة»، ولأن المملكة من الدول الطامحة والمتوثبة في تأسيس وبناء مجتمع المعرفة، فإن ذلك لن يتحقق إلا من خلال إعادة النظر في العملية التعليمية برمتها، وجعل سؤال المعرفة هو السؤال الذي يمكن أن يعزز دور العقل من أجل الخروج من دوائر التلقين وجعل المعرفة سؤالا مفتوحا لبناء عقول سعودية متحررة من الفكر التعليمي والتربوي التقليدي. ليكن سؤال المعرفة هو السؤال الذي يمكن عبره بناء مجتمع معرفي سعودي منفتح على العالم، لا مأسور بفكرة الأساليب التقليدية في تعليمنا وفي أساليبنا التربوية أيضا. وهو ما سوف يعزز القيمة الأساسية لمجتمع المعرفة حقا.