أرجوه أن يقرأ اعتذاري

مشعل السديري

عرف أحد الرجال، وسبق لي أن حضرت يوم زفافه، وقدر له بعد عام واحد أن يرزق ببنت أسماها «خلود»، وفي العام الثاني رزق بولد وتقديرا منه لي أراد أن يسميه باسمي غير أنني نصحته أن لا يفعل ذلك لأنني بالأساس أتشاءم من اسمي ولا أضمن له النتائج، ورضوخا لإصراري أطلق عليه اسم «عصام».
وكنت أعتقد أن الحكاية انتهت على خير وأغلقت الصفحة، غير أن زوجته حسب تعبيرها كان لها (نفس) -بكسر النون وتشديد الفاء- تريد أن تأتي ببنت أخرى تسلي وتلعب مع خلود، وحصل لها ما أرادت.
فذهبت إلى منزله حاملا باقة ورد زهرية اللون، اشتريتها بعد المكاسرة بـ (125) ريالا، قدمتها مهنئا وقائلا له: الآن عليك أن تحمد ربك على ما أعطاك، ونصيحتي لك الآن أن تكتفي بذلك (وتربط حمارك)، غير أنه سخر من كلامي قائلا، لا، لا، إنني أريد أن آتي بأخ لعصام لكي يحصل توازن في أسرتي الصغيرة هذه.
وبعدها (كرت السبحة)، والله لا يوريكم، ففي كل عام تتلقح زوجته المصونة و(تمسط) ببنت وراء بنت، وأنها تأتي (بصبي غضنفر) يكون صنوا لعصام، دون جدوى.
واستمرت على هذا الحال والمنوال (7 سنوات) بالتمام والكمال، وآخرها هذه السنة لتلد البنت رقم (8)، وغضب مني عندما اتصلت به قبل أيام، مذكرا إياه عندما كنا شبه مراهقين نشاهد الفيلم السينمائي القديم (أربع بنات وضابط) -أو بمعنى أصح و(زابط) مثلما ينطقونها إخواننا أهل مصر- قائلا له: الآن يحق لك أن تسعد وتفتخر فقد أصبح في بيتك ثماني بنات (وزابط).
الشاهد أن الأم في ولادتها الأخيرة كادت المسكينة أن (تفطس) ولكن الله نجاها، بعد عملية (قيصرية) خطيرة، أزالوا بعدها رحمها نهائيا، وريحت وارتاحت.
ولا يزال (أبو عصام) مهموما ومتبرما ومصرا، إلى درجة أنه يفكر جديا بالزواج من امرأة أخرى على أمل أن يأتي بأخ ذكر (لعصام بن شداد)، فما كان مني بعد أن طفح بي الكيل إلا أن أقول له: (موت يا حمار إلى أن يأتيك العليق).
وكانت كلمتي تلك له هي القشة التي قصمت ظهر البعير أبوعصام، لأنه بعدها قاطعني نهائيا حتى هذه اللحظة.
على أية حال ومن منبري المتواضع هذا، إذا كان يقرأ الآن ما أكتبه، فإنني أقدم له اعتذاري الشديد وأقول له: حاشى لله أن تكون حمارا، أنت فوق كل الحمير، ولكن المثل جرى على لساني مجرى الدم وحبكت معايا، أعمل إيه؟!.