من أهداف المرور

فؤاد محمد عمر توفيق

هناك في بعض الدول الغربية تتابع الكاميرات والرادارات المنتشرة على الطرق سرعة السيارات .. ولتتبع المخالفات .. والشيء الذي يجذب الملاحظة والاهتمام .. فإن تركيب تلك الكاميرات والرادارات يتم بشكل واضح للعيان وبكثرة ليراها السائقون في الطرق .. وفي ذات الوقت لا تمانع السلطات شراء أصحاب المركبات للأجهزة التي ترصد تلك الكاميرات والرادارات !
فتساءلت مستغربا .. عن جدوى هذا الوضوح وتلك الشفافية في أن تكون هناك كاميرات ورادارات وفي نفس الوقت مكشوفة عيانا بيانا ليأخذ السائق حذره .. فهذا يعرف لدينا «بالتناقض» .. وأجابني أحد المختصين الذي أعرفه لديهم .. بأن واقع هذا الفعل ليس تناقضا .. وإنما تكاملا .. وتابع ليوضح لي .. أن الهـدف ليس العقاب وتصيد المخالفات .. وإنما الهدف الوصول للنتيجة .. وتحقيق السلامة في الطرقات السريعة كانت أم الداخلية .. وأن كثرة الرادارات والكاميرات الواضحة .. وتوفر أجهزة كشفها لدى المركبات .. تساهم كثيرا في أن يستمر السائق في الحذر والسير في حدود السرعة المحددة .. وبالتالي خفض أو ندرة وقوع الحوادث ..
فهـذا التنظيم الذي يشـمل كاميرات ورادارات متتابعـة تفرض على السائق من خلال جهازه السير في حدود السرعة بصورة متوالية ولأنه وببساطة لا يرغب أن ترصده الأجهزة بأي مخالفة تكلفه الكثير .. وبالتالي يؤدي غرض السلامة في التأني .. وهذه هو الهدف المطلوب الذي تسعى إليه السلطات..
فالموضوع ليس تحصيل مبالغ لخزينة الدولة أو الشركة القائمة على الكاميرات!!؟ .. وإنما الموضوع هو الوصول لهدف يعنى بسلامة الطرقات والسير .. وبالتالي أولا وأخيرا سلامة «الإنسان»..
حقيقة إن التخطيط لتقدير وتكريم «الإنسان» .. وتوظيف التفكير بهذا النحو .. جزء هام في معنى الحضارة .. وضرورة تساعد على تهذيب السلوكيات وتوجيهها نحو المحافظة على السلامة العامة .. لبني الآدم ..
ومن ثم .. هناك أمثلة أخرى تبينها مفاهيم العقل الحضاري في عديد من المجالات التي تعنى مع كيفية التعامل بمنطق يتجه نحو النتيجة المرجوة أو الهدف .. بمعنى: ضع الهدف الذي تبتغيه .. ثم اتجه نحوه بأفضل الحلول وأقلها ضررا..
والله ولي الأمر والتدبير..