الكلب الكبير باليونانية
الأربعاء / 24 / صفر / 1428 هـ الأربعاء 14 مارس 2007 19:52
جعفر عباس
الدماغ مثل الجسم يحتاج إلى الرياضة كي يبقى نشيطاً وممتلئاً حيوية، وقد اعترفت لكم على مدى اليومين الماضيين بأنني صرت أعاني من خلل في الذاكرة لدرجة أنني صرت أنادي زوجتي «يا حبيبتي»، لمداراة حقيقة أنني أنسى اسمها أحياناً.. وعدتكم بتناول حكاية السيدة البريطانية التي ملأتني حماساً لممارسة الرياضة الذهنية.. اسمها جوديث ماقيل، وهي فوق الستين وتدرس اللغة اليونانية، واختارتها لأنك -مثلاً- إذا أردت أن تقول «الكلب الكبير» باليونانية، عليك أن تعرف أن هناك 15 طريقة لاستخدام «الـ» التعريف، و11 طريقة لتقول «كبير» و3 طرق مختلفة لتقول «كلب».. يعني اختارت دراسة اليونانية لأنها صعبة ودراسة قواعد النحو الخاصة بها «تشكل انتهاكاً لحقوق الإنسان، وأعجب كيف سمحوا لليونان بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي على حد تعبير جوديث.. المهم أنها جعلت من دراسة تلك اللغة مدخلاً للبحث عن مختلف الوسائل لتنشيط عقلها، واكتشفت أنه كلما أجهدت مخها وفكرت ودرست، كسبت ذاكرتها سعة إضافية.. ومنذ أن قرأت عن تجربتها وأنا أحاول مجاراتها -ليس بدراسة لغة جديدة، بل بمحاولة فهم أفكار ونظريات كنت من قبل لا أتوقف عندها بحثاً عن «راحة البال».. الغريب في الأمر أن الصحف العربية (باستثناء بعض التي تصدر من مصر) تهمل أمر الكلمات المتقاطعة وغيرها من المسابقات الذهنية، وحتى في حال نشرها تجدها «طفولية» تستطيع حلها دون حاجة إلى استخدام قلم.
يسعدني أن بعض القراء يحسبونني راجح العقل ويستشيرونني في بعض الأمور، وقد تلقيت قبل أشهر رسالة من فتاة قالت إنها كانت ترغب في التخصص في لغة أجنبية، ولكنها فوجئت بأن الخيار الوحيد المتاح أمامها هو اللغة الصينية (الماندرين).. قلت لها: على بركة الله فأنت محظوظة لأن الصين ستكون القوة العظمى في العالم في المستقبل القريب، وأن من يعرف لغتها سـ«يتدلل» في اختيار الوظائف.. كتبت لي مرة أخرى: يقولون إنها أصعب لغة في العالم وعدد حروفها يتجاوز الـ1500!! قلت لها: طالما أن مئات الملايين من الأطفال في الصين يتكلمون اللغة الصينية منذ عمر السنتين فما الذي يمنعك من تعلمها؟
وبالمناسبة فقد صدرت مؤخراً دراسة عن جامعة تورنتو في كندا، أثبتت على نحو قاطع أن من يتكلمون لغتين أكثر سرعة في «الاستجابة» كلاماً وأفعالاً من أولئك الذين يتكلمون لغة واحدة، وأنهم أيضاً يحتفظون باليقظة الذهنية حتى سن متأخرة! يا للسعادة، فأنا أتكلم لغتين أجنبيتين: الإنجليزية، و..... العربية التي تعلمتها بعد عنت ومشقة بعد أن تجاوزت العاشرة، لأنني ولدت نوبياً أعجمياً.
يسعدني أن بعض القراء يحسبونني راجح العقل ويستشيرونني في بعض الأمور، وقد تلقيت قبل أشهر رسالة من فتاة قالت إنها كانت ترغب في التخصص في لغة أجنبية، ولكنها فوجئت بأن الخيار الوحيد المتاح أمامها هو اللغة الصينية (الماندرين).. قلت لها: على بركة الله فأنت محظوظة لأن الصين ستكون القوة العظمى في العالم في المستقبل القريب، وأن من يعرف لغتها سـ«يتدلل» في اختيار الوظائف.. كتبت لي مرة أخرى: يقولون إنها أصعب لغة في العالم وعدد حروفها يتجاوز الـ1500!! قلت لها: طالما أن مئات الملايين من الأطفال في الصين يتكلمون اللغة الصينية منذ عمر السنتين فما الذي يمنعك من تعلمها؟
وبالمناسبة فقد صدرت مؤخراً دراسة عن جامعة تورنتو في كندا، أثبتت على نحو قاطع أن من يتكلمون لغتين أكثر سرعة في «الاستجابة» كلاماً وأفعالاً من أولئك الذين يتكلمون لغة واحدة، وأنهم أيضاً يحتفظون باليقظة الذهنية حتى سن متأخرة! يا للسعادة، فأنا أتكلم لغتين أجنبيتين: الإنجليزية، و..... العربية التي تعلمتها بعد عنت ومشقة بعد أن تجاوزت العاشرة، لأنني ولدت نوبياً أعجمياً.