حرف يدوية تعيد الوهج لذاكرة الحارة

حرف يدوية تعيد الوهج لذاكرة الحارة

محمد داوود (جدة)

أكثر ما لفت نظر زوار مهرجان «كنا كدا» في المنطقة التاريخية في البلد البسطات الشعبية التي تضمنت الحرف اليدوية والمأكولات الحجازية، حيث بهرت بطابعها البسيط جميع الزوار وخصوصا أهالي المنطقة التي عاشوها وهاجروها مع تمدد العمران نحو الشمال، فجاء المهرجان ليتمكنوا من استلهام الذكريات، واستشعار عبق الزمان وسط أصوات المشاركين في المهرجان وتحديدا البسطات والذين تتصاعد من حولهم روائح المأكولات الحجازية كالمقلية والسمبوسة، واللقيمات، والمنتو، والكبدة، والبليلة، والبطاطس المسلوقة، فيما تضمنت الحرف اليدوية الأعمال الخزفية والأقفال القديمة وأعمال النجارة.
أم أحمد التي تعمل في مجال السعف اليدوي قالت أعشق هذه المهنة التي ورثتها من والدتي وأعمال الخزف رغم تواضع الإقبال عليها إلى أنها ما زالت حاضرة في ذهن قدامى أهالي المنطقة التاريخية، فكل الأكياس والشنط، وغير ذلك كانت تصنع من هذه المادة. ورأى العم عبدالله أن مهرجان جدة التاريخي نقل واقع وحياة سكان جدة وتحديدا حياة أهالي المنطقة التاريخية، فالزائر لهذا المهرجان التراثي بالتأكيد سيستعيد ذكرياته الجميلة لأن الحياة في هذه المنطقة تميزت بالبساطة والحميمية.
ولم يختلف رأى العم علي الذي ما زال يعيش في أحد البيوت ذات الرواشين الحجازية.
يقول علي منذ 50 عاما وأنا أعيش في البيت القديم، وسعدت جدا عندما عرفت أن هناك مهرجانا لإحياء ذكريات هذه المنطقة، فساهمت وشاركت تطوعا في أنشطته ببسطة تعكس واقع المأكولات الحجازية.
ووصف العم سالم العمودي أحد أقدم سكان المنطقة التاريخية مهرجان جدة بأنه جمع بين عبق الماضي والحاضر، حيث حرصت الكثير من البيوت القديمة على محافظة الرواشين وإدخال الطابع العمراني الحديث في إعادة التأهيل، فالفكرة التي انبثقت لإقامة المعرض أجدها رائعة، وأتمنى أن تستمر على مدار العام، وخصوصا أن المنطقة يزورها يوميا المئات من الزوار من مناطق المملكة والخارج.