محللون يهاجمون هشاشة الأحزاب السياسية

أيمن باهي (القاهرة)

شهدت الساحة الحزبية في مصر، حراكا لم تشهده من قبل عقب ثورة يناير، وتجلى ذلك في تأسيس نحو 83 حزبا سياسيا وإقبال عدد كبير من المواطنين على خوض تجربة تأسيس أحزاب سياسية أو الانتماء إلى أحزاب جديدة، خاصة من قبل المثقفين والطبقات الوسطى، كما سمحت الثورة ولأول مرة منذ سنوات طويلة بتأسيس أحزاب ذات مرجعية دينية وصلت إلى أكثر من «10» أحزاب، منها الحرية والعدالة والبناء والتنمية والأصالة والنهضة والنور والوطن والفضيلة وغيرها من الأحزاب الدينية. بالرغم من الزخم الذي شهدته الساحة الحزبية في مصر بعد ثورة يناير إلا أن خروج الملايين في 30 يونيو 2013 كشف أن الحياة الحزبية في مصر ليس لها أي معنى أو تأثير خاصة بعد ظهور حركة «تمرد» التي سيطرت على الساحة السياسية مؤخرا وتصدرت الشارع. حتى أن بعض الأحزاب الليبرالية حاولت أن تقفز على حركة تمرد لكنها لم تستطع وفشلت كما أن هذه الأحزاب الليبرالية ليس لها أي تواجد ملموس في الشارع وظلت تكتفي بالمبادرات والشجب والتنديد على صفحات الصحف وشاشات الفضائيات.
باسم كامل القيادي بالحزب المصري الديمقراطي يرفض وصف الواقع الراهن للأحزاب بالورقي ويشن هجوما عنيفا على ما أسماه بالدولة العميقة أو النظام الأمني الذي كان يحكم مصر في عهد مبارك مبديا استغرابه من الحملة الشرسة التي تشن ضد الأحزاب في محاولة للتقليل من دورها وإقناع المواطن بأن ليس لها وجود فعلي على أرض الواقع.
وحمل كامل وسائل الإعلام المصرية مسؤولية الترويج لادعاءات من قبيل حول أن جبهة تمرد نجحت فيما فشلت فيه الأحزاب بحشد الشارع في مواجهة الإخوان مشددا على أن تمرد لم تكن لتنجح بدون دعم الأحزاب لاسيما أن شباب تمرد أغلبهم من المنتمين للأحزاب.
ودافعت الدكتورة عايدة نصيب، عضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار، عن الأحزاب المدنية، خاصة التي تم تأسيسها عقب ثورة 25 يناير، مؤكدة أن الأحزاب التي خرجت من رحم الثورة، رغم قصر فترة تواجدها على الساحة إلا أنها جاهدت خلال هذه الفترة وتمكنت من تفعيل الحراك السياسي الذي أدى إلى عزل «مرسي».
وفي تعليق على الرأي القائل بأن ما قامت به حركة تمرد فشلت فيه الأحزاب.. يقول حسين عبدالرازق القيادي بحزب التجمع إن حركة تمرد كان لها الفضل في طرح فكرة الاستمارة. لكن الحملة لم تقم بها الحركة وحدها بل شاركتها الأحزاب والقوى السياسية بل والمواطنون العاديون وليس صدفة أن حزب الوفد وقياداته وأعضاءه جمعوا توقيعات وصلت إلى مليون و900 ألف استمارة وأيضا حزب التجمع جمع توقيعات وصلت إلى مليون و700 ألف استمارة وهذه الاستمارات تسلمتها حركة تمرد.