همشوا المخالفين

محمد المصباحي

** ولى زمن التقدير لمن يستحق.. فباتت الشهرة لمن يخالف المبادئ.. ويخرج بالطعات الإعلامية.. ويشذ عن المجتمع بآرائه غير الصحيحة..
** وأكثر ما يستشيط غضبي.. من يعطي هذه الشخصيات المخالفة في أطروحاتها قدرا أكبر من مكانتها.. حينما ينتقدونها.. وكأن فكرها يستحق النقاش..
** والأدهى.. أن الشخصيات التي أعطاها الكثيرون اهتماما.. تمثل أمام الناس بأنها غاضبة مستاءة من سيل الانتقادات التي تتعرض له.. بينما هي تشعر بسعادة بالغة من داخلها لأن الانتقادات تقودها إلى الشهرة.. لكن العامي يظن أنه أصابها وجرحها وأعطاها ما تستحق.. بينما هو يروج لها بالمجان..
** همشوا المخالفين الذين يعمدون إلى الخروج عن العادات المجتمعية والأخلاقية لجلب الأنظار إليهم.. ركزوا على المبدعين الحقيقيين، كما هو الحال في المجتمعات الغربية التي تعطي أهل العلم والمثابرة قدرهم، حتى ارتقوا في ديناميكية حياتهم..
** مجرد الحديث عن المخالف للأفكار الصحيحة يعني أننا ذو ثقافة سطحية ضحلة.. ومجرد بحث المرء عن الشهرة المجانية بطريقة: «خالف تعرف» دليل بأنه صفر على اليسار ليس لديه ما يفخر به..
** ينبغي أن يكون الاحتقار لهؤلاء من داخلنا فنترفع عن تشهير سفاسف الأمور.. مع التحذير من الخطأ دون النفخ في الشخصيات المصدرة للأخطاء.. كما أن النصح تجاه ما يبثه البعض ينبغي أن يكون بعيدا عن التشهير لئلا نعطي المخالف غايته، وهو الترويج لاسمه، فمحاربة الفكر الخاطئ واجب بقدر حجمه دون المزايدة فيه..
** لسنا ضد الأفكار الجديدة إن كانت مستنيرة.. ولكننا ضد من يتعمد تسفيه الرأي الصواب، أو حينما يكابر المرء عن الاعتراف بالحقائق..
** انشغلنا بالآراء الشاذة عن منافسة الدول العالمية.. وللأسف حتى مجرد الأقلام التي تحرر بها أفكارنا.. لا نستطيع صناعتها.. ثم نتشدق ونتفاخر..
لحظة:
يرتقي المبدعون بعقولهم.. ويتمسك المحطمون بخرافة أفكارهم البئيسة.