ذكرى فاخرة
الاثنين / 03 / ربيع الثاني / 1435 هـ الاثنين 03 فبراير 2014 19:42
رندا الشيخ
للموسيقى سحر عذب ومحير. ومع أن الاحتكاك المباشر بها يتم عن طريق الاستماع إلى ألحانها بأذنيك، إلا أن تأثيرها يصل مباشرة إلى مركز الشعور والإدراك فيك، ويأخذك من يدك لينتزعك مما تعيشه على أرض واقعك، للحظات تنتهي بقرار منك. ومن المعروف أن يرتبط ما نسمعه أحيانا بموقف نواجهه أو تجربة نعيشها.. حزينة كانت أم سعيدة، ويكفي أن نستمع للحن ما ليشتعل الحنين بداخلنا لشخوص أو لأماكن، ولانملك إلا أن نزفر زفرات لا تنتهي! هنا أتفهم فكرة تجنب الاستماع لمعزوفة ما أو لكلمات معينة، هربا من إيقاظ ما ارتبط بها من ذكريات. لكني لم أفهم حتى الآن، لماذا يتجنب بعض البشر ويتحاشون الاقتراب من تلك الأيادي التي شبكت أصابعها لهم ليدوسوا عليها ويصعدوا سلم النجاح، بدلا من تقبيلها امتنانا لما بذلته في سبيل مساندتهم؟ أو على الأقل الحفاظ على علاقة الود التي كانت تجمعهم! الغريب أنها لم تعد حالات فردية، بل أمر شائع جد وبطريقة مرعبة! تماما كما حدث مع أمين وسميرة وفارس!
فأمين الذي عمل لسنوات مساعدا بسيطا لأحد تجار الملابس، وكان يطمح في أن يؤسس مشروعه الخاص ويمتلك سلسلة محال ناجحة وشهيرة، قاطع صديقه فؤاد الذي موله وسانده في بداياته حتى نجح في الوقوف على قدميه في عالم التجارة! ليس ذلك فحسب، بل لم يهب لمساعدته حين مر بضائقة مادية ونفسية!
أما سميرة التي كانت تهوى التقديم التلفزيوني وحاولت لسنوات أن تلتحق بإحدى المحطات ولم تنجح سوى بمساعدة إحدى الزميلات التي مهدت لها الطريق بتوصياتها، لم تتردد في تسديد طعنة قاتلة لها حين حققت حلمها وأصبحت نجمة تلفزيونية، أدت إلى إيقاف زميلتها عن العمل!
أما فارس الفنان الذي بدأ مشواره منذ أكثر من عشرين عاما إلى جانب زوجته التي رافقت رحلة كفاحه بدءا من سنوات الفقر ووصولا إلى الثراء العميم، وتخلت عن حياتها العملية وطموحاتها كي تتفرغ لدعمه وتربية أبنائهما، فقد كافأها باستبدالها بأخرى تصغره بخمسة وعشرين عاما، والتشهير بها في الصحف!
أنهي مقالي هذا بحيرة واستغراب شديدين من طبيعة البعض! ولم أكن لأصدق وجودهم لولا احتكاكي الفعلي بهم. يحزنني حالهم، وأتعجب من نسيانهم أن الحياة متقلبة ولاشيء يبقى على حاله للأبد، وبأن الآخرين لا يبحثون دائما عن منفعة شخصية لقاء ما يبذلونه ويقدمونه لغيرهم، وبأن عليهم الاحتفاظ ببياض تلك الأيادي التي امتدت بحب. ولهم أقول: البدايات المحرقة ليست عيبا أوعارا يجب إخفاؤه أو التخلص منه، بل ذكرى فاخرة خلقت لتبقى في ذاكرة الحاضر والمستقبل.
فأمين الذي عمل لسنوات مساعدا بسيطا لأحد تجار الملابس، وكان يطمح في أن يؤسس مشروعه الخاص ويمتلك سلسلة محال ناجحة وشهيرة، قاطع صديقه فؤاد الذي موله وسانده في بداياته حتى نجح في الوقوف على قدميه في عالم التجارة! ليس ذلك فحسب، بل لم يهب لمساعدته حين مر بضائقة مادية ونفسية!
أما سميرة التي كانت تهوى التقديم التلفزيوني وحاولت لسنوات أن تلتحق بإحدى المحطات ولم تنجح سوى بمساعدة إحدى الزميلات التي مهدت لها الطريق بتوصياتها، لم تتردد في تسديد طعنة قاتلة لها حين حققت حلمها وأصبحت نجمة تلفزيونية، أدت إلى إيقاف زميلتها عن العمل!
أما فارس الفنان الذي بدأ مشواره منذ أكثر من عشرين عاما إلى جانب زوجته التي رافقت رحلة كفاحه بدءا من سنوات الفقر ووصولا إلى الثراء العميم، وتخلت عن حياتها العملية وطموحاتها كي تتفرغ لدعمه وتربية أبنائهما، فقد كافأها باستبدالها بأخرى تصغره بخمسة وعشرين عاما، والتشهير بها في الصحف!
أنهي مقالي هذا بحيرة واستغراب شديدين من طبيعة البعض! ولم أكن لأصدق وجودهم لولا احتكاكي الفعلي بهم. يحزنني حالهم، وأتعجب من نسيانهم أن الحياة متقلبة ولاشيء يبقى على حاله للأبد، وبأن الآخرين لا يبحثون دائما عن منفعة شخصية لقاء ما يبذلونه ويقدمونه لغيرهم، وبأن عليهم الاحتفاظ ببياض تلك الأيادي التي امتدت بحب. ولهم أقول: البدايات المحرقة ليست عيبا أوعارا يجب إخفاؤه أو التخلص منه، بل ذكرى فاخرة خلقت لتبقى في ذاكرة الحاضر والمستقبل.