بئست الشهرة
الخميس / 06 / ربيع الثاني / 1435 هـ الخميس 06 فبراير 2014 19:41
خالد بن علي القرني
الأصل أن لا يسعى الإنسان إلى الشهرة ويجعل هدفه وعمله وجهده مرتبطا بها، وقد حذر سلفنا الصالح من الشهرة والسعي إليها، قال سفيان الثوري ــ رحمه الله (إياك والشهرة فما أتيت أحدا إلا ونهى عنها)، وقال إمام السنة أحمد بن حنبل ــ رحمه الله ــ كما ورد في سير الذهبي (أريد أن أكون في شعب بمكة حتى لا أعرف قد بليت بالشهرة)، لذا على المسلم الإخلاص في قوله وعمله وجهده، وأن يكون هدفه مرضاة الله ــ سبحانه وتعالى، فإن جاءته الشهرة على ذلك دون سعي منه، فإنها محمودة ولا تدخل في الشهرة المنهي عنها كما سبق؛ كشهرة علمائنا أهل العلم والزهد والصلاح وكل مخلص في مجاله أراد بجهده وعمله وقوله وفكره وجه الله تعالى.
وقد برز لدينا في هذا الزمان ثلة من الناس دأبوا على حب الشهرة وعشقوها، وليتهم قرنوها بحسن الصنيع وجميل القول، بل كانت شهرة مذمومة اقترنت بسوء الفعل وقبيح القول، فمنهم من امتطى صهوة المخالفة والمعارضة لمجرد الخلاف وحب المراء، ومنهم من أحب إثارة الفتنة بين الناس ليظهر ويعلو شأنه، ومنهم من تجاوز وجاهر بما لا يرضي الله إما بالقول أو الفعل ليبرز ويظهر حتى فجعنا بمن يتجاوز على الذات الإلهية ومن يتطاول على جناب الحبيب ــ صلى الله عليه وسلم ــ فحسبنا الله ونعم الوكيل، ومن الناس من شغفه حب الشهرة حتى أصبح يأتي بكل غريب وعجيب وشاذ، فهو يسبح ويتجه نحو الاتجاهات السلبية في المجتمع التي تهدم القيم والأخلاق والعفة والحياء وتزين الخروج عليها والسخرية منها ــ للأسف.
فلا وازع من دين يردعهم ولا ضمير يؤنبهم، بل يحسبون ويظنون أنهم يحسنون صنعا، وأن في فعلهم وتوجهاتهم شهرة ترفعهم وتعلي منازلهم، وما علموا أنها شهرة زائفة ومخزية بئست من شهرة تورد أصحابها المهالك وتحملهم الأوزار وتجعل الخلق شهودا عليهم وعلى سوء ما اجترحوه من أقوال وأفعال تنبذها القيم والأخلاق والفطرة السليمة.
خاتمة:
قال إبراهيم بن أدهم ــ رحمه الله:
«ما صدق الله عبد أحب الشهرة».
* أكاديمي سعودي
Alqarni1978@yahoo.com
وقد برز لدينا في هذا الزمان ثلة من الناس دأبوا على حب الشهرة وعشقوها، وليتهم قرنوها بحسن الصنيع وجميل القول، بل كانت شهرة مذمومة اقترنت بسوء الفعل وقبيح القول، فمنهم من امتطى صهوة المخالفة والمعارضة لمجرد الخلاف وحب المراء، ومنهم من أحب إثارة الفتنة بين الناس ليظهر ويعلو شأنه، ومنهم من تجاوز وجاهر بما لا يرضي الله إما بالقول أو الفعل ليبرز ويظهر حتى فجعنا بمن يتجاوز على الذات الإلهية ومن يتطاول على جناب الحبيب ــ صلى الله عليه وسلم ــ فحسبنا الله ونعم الوكيل، ومن الناس من شغفه حب الشهرة حتى أصبح يأتي بكل غريب وعجيب وشاذ، فهو يسبح ويتجه نحو الاتجاهات السلبية في المجتمع التي تهدم القيم والأخلاق والعفة والحياء وتزين الخروج عليها والسخرية منها ــ للأسف.
فلا وازع من دين يردعهم ولا ضمير يؤنبهم، بل يحسبون ويظنون أنهم يحسنون صنعا، وأن في فعلهم وتوجهاتهم شهرة ترفعهم وتعلي منازلهم، وما علموا أنها شهرة زائفة ومخزية بئست من شهرة تورد أصحابها المهالك وتحملهم الأوزار وتجعل الخلق شهودا عليهم وعلى سوء ما اجترحوه من أقوال وأفعال تنبذها القيم والأخلاق والفطرة السليمة.
خاتمة:
قال إبراهيم بن أدهم ــ رحمه الله:
«ما صدق الله عبد أحب الشهرة».
* أكاديمي سعودي
Alqarni1978@yahoo.com