فرسان الأدب العربي

فاطمة آل تيسان

هل تتوقعون لو نظمت إحدى القنوات الفضائية برنامج مسابقات ثقافية وأدبية للمواهب العربية على غرار ما تنظمه من مسابقات فنية هل سيحظى بنسبة متابعة وحماس وتشجيع كما حظيت به برامج المسابقات الفنية ؟!.
قد تأتي إجابات البعض تشاؤمية فيقولون إن المشاهدة ستكون متدنية جدا قياسا على الهوس الفني الطاغي على أذواق المشاهدين العرب غير أن آخرين سيعاكسون الرؤية وإن المتابعة ستكون عالية وذلك للتخمة التي أصابت الكثير من متابعي هذه البرامج وان كثرتها أفقدتها الإثارة والحماس وأصبح التشجيع فيها يعزف على وتر الدولة والجنسية بعيدا عن معايير التقييم الفنية.
وبما أن الترشيح قائم على أكثرية التصويت فإن متسابق الدولة الاكثر تقدما في مجال الاتصالات وربما الاكثر سكانا والوفرة في وقت الفراغ سيحصد الفوز في النهاية لأن العملية قائمة أولا وأخيرا على عدد الأصوات وليس أحقية الموهبة بالفوز وتميزها في الأداء وإن حصل وفاز من يستحق فلاعتبارات أخرى نجهلها.
وعلى ما أثير حول تلك البرامج وآلية تصويتها إلا أنها أصبحت شغل المجتمع العربي الشاغل وكأن الساحة لا ينقصها إلا الفن الغنائي بينما الفقر الحقيقي لدينا في المبدعين من أدباء ومفكرين، وإذا كان البعض ينظر للأمر من مبدأ الربح والخسارة ففي المسابقات الثقافية والأدبية لن يكون هناك خاسر إلا فاقد الشيء.
حقيقة لا نعلم السر في كثرة هذه البرامج وذلك الاحتفاء المبالغ فيه للفن وأهله فأنت لا تكاد تشاهد برنامجا واحدا يخلو منهم بل هم السواد الأعظم في الحضور والاستضافة، ونحن لا نقف رافضين لهؤلاء ولسنا ضد الفن والموسيقى ولكن من مبدأ العدالة في الاهتمام أن يشمل الدعم المواهب الأخرى والاكثر تأثيرا في وعي المتلقي أو المشاهد.
ولا بأس إن كان هناك تنويع في مواضيع هذه المسابقات دون التركيز على موضوع معين، حتى القدرات والمواهب العلمية لماذا لا نشملها بالتنافس؟، حتما ستكون هذه البرامج أكثر إثارة وتشويقا والاهتمام بتأهيلها سيكون على مستوى عال باعتبار أنها تمثـل دولها وقد نفاجأ بما يبرز منها من طاقات شابة مخترعة ومبدعة في مجالات العلوم والتكنلوجيا والتي هي صناعة العالم اليوم ووسائل تحضره ورقيه.