الشباب: نريد هيئة كووول
في مواجهة حرة
الأحد / 09 / ربيع الثاني / 1435 هـ الاحد 09 فبراير 2014 19:40
أدار الحوار: خالد مقبول إعداد ومتابعة: ريان أبوشوشة
تميزت حلقة برلمان الشباب عن علاقة الشباب وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالطرح العقلاني من الشباب وبالتفاعل الحي والإيجابي من قبل أعضاء الهيئة، كان عنوانها الشفافية والوضوح، وبرغم محدودية الحاضرين إلا أن قيمة الندوة كانت كبيرة جدا في ظل حرص الطرفين على إبداء مرونة وإيجابية في الحوار وعقلانية في الطرح انعكست على أجواء البرلمان..
في بداية اللقاء أكد الشيخ علي باطرفي رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة جدة أن الهيئة جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع، لكن ثمة أمورا أدت إلى العلاقة الضبابية بين الهيئة وبعض أفراد المجتمع بسبب بعض المواقف التي لا تمثـل حقيقة الأمور، وقال: «أثبتت نتائج دراسة كرسي الأمير سلطان لأعضاء شباب الحسبة حول رؤية الشباب عن هيئة محافظة جدة التي شارك فيها 970 شخصا من الجنسين من أعمار متفاوتة، حاجة المجتمع للهيئة في الأسواق والأماكن العامة، حيث أبرزت نتائج الدراسة أن 70 % من الشباب أجابوا بنعم وكانت تؤيد وجود الهيئة»، مؤكدا على أهمية تجاوب الشباب في الكثير من المواقف لتكوين نسيج متكامل، موضحا في السياق نفسه أبرز التوصيات التي قدمها مجلس الشورى للهيئة والتي تمثلت في المطالبة بحضور إعلامي قوي والجلوس مع الشباب والأخذ بآرائهم.. وهنا استوقف غسان بن محفوظ من الحضور رئيس الهيئة قائلا: «لماذا تحرص الهيئة على التكتم على الكثير من القضايا التي تباشرها؟، فأجابه الشيخ علي باطرفي قائلا: «هناك نوع من التحفظ في الكشف عن بعض القضايا رغبة في الستر وخاصة قضايا الابتزاز التي نمارس عملنا فيها بسرية تامة، كون نشر قضايا الابتزاز لا يصب في الصالح العام، ونكتفي بنشر أقل مما يقع في قضايا الخمور التي ضبطتها الهيئة لما تقتضيه المصلحة العامة، وأردف: «لدى الرئاسة خطة متكاملة للنشر الإعلامي، كما تسعى إلى تغيير الصورة النمطية السابقة عن رجال الهيئة».
ثم ألقى الشيخ فؤاد العمري رئيس التوعية والتوجيه كلمة قال فيها: «نسعى إلى تعزيز القيم الجميلة في المجتمع بعدة صور منها ما هو على مدار اليوم يقوم بها أعضاء الهيئة في دوامهم الرسمي كالوعظ والإرشاد بالأساليب الحسنة وبالمنشورات التي يتم توزيعها، بجانب أن للهيئة برامج مقننة تستهدف فئات معينة لتوصيل رسالتهم إليها حيث تعددت أماكن المستهدفين حتى وصلت للمواد الرياضية، كما يتم تنظيم برنامج توعوي في النادي الأهلي وسيتوسع البرنامج ليشمل العديد من الأندية البارزة مستقبلا»، وأكد على أن رجال الهيئة حرصوا على النزول إلى الأسواق ومخاطبة الناس لكسر الحاجز الذي يفصل بيننا وبينهم وذلك باللقاءات الحوارية، متطرقا إلى أن أحد تلك اللقاءات تم في أحد المقاهي بحضور رئيس الهيئة حرصا منهم على التواصل مع الشباب، مشيرا إلى أن هناك حملة جديدة تنظمها الهيئة بعنوان «النهر الجاري»، وهي حملة تتعلق بتوضيح أهمية شعيرة الصلاة للشباب وستكون على مستوى المملكة حيث انطلقت في العديد من المناطق وستنطلق في جدة في غضون ثلاثة أسابيع، وستستمر على مدار السنة نظرا لأهميتها، كما أن تدشين هذه الحملة سيكون برعاية محافظ جدة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز، معترفا أن المجتمع لاسيما فئة الشباب تحتاج إلى أساليب ناجحة في التواصل والتخاطب معهم. وفي مداخلة لأحد الحضور اقترح أحمد كرم أن يتم إنشاء هيئة مجتمعية بضوابط أسوة بالشرطة المجتمعية كما سماها، وأن تضع الهيئة حدا لبعض الممارسات العشوائية من قبل المحتسبين الذين يمارسون الحسبة غير المنضبطة ويسيؤون بالتالي إلى رجال الحسبة، مطالبا أن يكون للهيئة رد مباشر على كل محتسب يسعى للإساءة إليها، مع استقطاب الشباب بشكل ودي يتفق مع روح العصر، ثم عبر بعده عاصم المحمادي عن رأيه قائلا: «أتمنى أن يتم تطوير أساليب التواصل مع الشباب وتتفهموا احتياجاتهم جيدا» .
بعد ذلك قام رئيس الهيئة بمحافظة جدة الشيخ علي باطرفي بالتعليق على مداخلات الحضور قائلا: «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو فرض كفاية كشعيرة ولكن كعمل هو فرض عام على جميع أفراد المجتمع، ولله الحمد نتميز بثقافتنا الإسلامية التي تعزز عوامل الخير، وينبغي أن نتعاون جميعا لإبراز هذا الجانب»، مؤكدا أن هناك نظاما محددا تسير به الهيئة، وخطوات مفصلة تؤطر مهام عملها كتنظيم فعاليات في العديد من المولات الكبيرة لاقت ترحيبا من الحضور الذين تجاوز عددهم 600 مائة ألف بما فيهم الأطفال، مشيرا إلى أن قضايا الستر لا تتعارض مع الإجراءات النظامية التي يتم اتخاذها في حق المخالفين، ليتداخل أحد الحضور قائلا: «هناك خلل في طرح القضايا الدينية، فما هو سبب هذا الخلل؟، فأجاب الشيخ علي: «نحتاج إلى دراسة لمعرفة مصدر الخلل، قد لا تكون الإطروحات الشرعية هي السبب خاصة أن الإعلام الجديد والانفتاح الإعلامي ألقى بظلاله السلبية، حيث إن رسالة واحدة سلبية يبثها الإعلام قد تهدم ما بني في أعوام طويلة، ويتابع: «نظرا لحرصنا على تداول المعلومات الصحيحة والحد من المعلومات الخاطئة التي يتناولها البعض ربما بلا قصد فهناك دعوى لإنتاج هيئة لمكافحة الشائعات، لأنه ليس كل مايقال يستحق الذكر فهناك معلومات غير قابلة للنشر، وتابع: «أصبحت الدورات التدريبية متوفرة بكثرة، وقد اعتنت الهيئة بجانب التطوير للإرتقاء بعمل أعضائها، حيث تعاقدنا مع إحدى الشركات التطويرية للتدريب، وتم عقد 488 دورة على مستوى المملكة خلال هذا العام بمشاركة 12200 متدرب بخلاف 25 ناشطا، بالإضافة إلى دورات تخصصية أخرى، مشيرا إلى أن هناك ميزة للهيئة أشادت بها وزارة الخدمة المدنية وهي أن يكون من ضمن أعضائها مدربون، وهناك 12 حقيبة تدريبية بها وبعض تلك الدورات يقوم القائمون عليها بمناقشة الأعضاء بأخطائهم للحد منها في المستقبل، كما بين أن هناك توجها من الرئاسة العامة للهيئة لتقليص الأخطاء التي يرتكبها بعض منسوبيها تأتي ضمن عجلة التطوير المستمرة. وفي مداخلة لأحمد الزهراني تساءل: هل يحق لرجال الهيئة تفتتيش جوالات من يتم ضبطهم؟، فأجابه مدير الشؤون الميدانية للهيئة بمحافظة جدة الشيخ سليمان علو قائلا: «تفتيش الجوالات يعتبر من الخصوصيات ولا يجوز لرجل الهيئة شرعا ولا نظاما أن يقتحم حرية أحد ويقوم بتفتيش جواله، إلا إذا كان الجوال طرفا في القضية وفي حالات معينة تستدعي ذلك بوضوح خاصة في قضايا الابتزاز، مستطردا: «اطمئنوا لقد انتهى زمن الاجتهادات الخاطئة، فهناك جهاز تواصل بين فضيلة رئيس الهيئة في المحافظة وجميع زملائنا من رجال الضبط الجنائي العاملين في المبدان، ولا يمكن اتخاذ أي إجراء إلا بعد الرجوع إلى رئيس الهيئة أو إلى الشؤون الميدانية أو إلى العامل المناوب، وبناء على ذلك يصبح هناك إجراء موحد يلتزم به جميع أعضاء الحسبة». وفي مداخلة لطلال السلمي قال: «لقد أغفلتم جانب الأمر بالمعروف وركزتم بشكل أكبر على النهي عن المنكر، فما هي الخطوات التي ستتخذها الهيئة في تعزيز الجانب الأول أي الأمر بالمعروف؟
فأجابه رئيس الهيئة باطرفي بالقول: «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هما جناحان يكمل بعضهما الآخر، أما بشأن الجانب الوقائي كما نسميه أو جانب التوعية والتوجيه فإننا لم نهمله، بل قمنا بتوزيـع الكثير من الكتيبات والمطويات والأقراص الالكترونية، كما ثمن حرص معالي الرئيس العام للهيئة الشيخ عبداللطيف آل الشيخ على البرامج التفاعلية مع الشباب، حيث تم تنظيم العديد من الفعاليات بالاتفاق مع شركات ترفيهية وشخصيات مشهورة لجذب الحضور، وفي رده على أحد الحضور كشف الشيخ عن إنشاء مركز إعلامي متكامل في الهيئة وجوانب تطويرية من ناحية المحتوى والوسيلة في صدد دراستها وستظهر قريبا، معترفا بأنه ليس لدى الهيئة حساب في شبكات التواصل الاجتماعي كالفيسبوك وتويتر حتى الآن ولكن لديها موقع يقدم العديد من المعلومات والخدمات ومن أبرزها خدمة البلاغ التي تتيح لكل مواطن الإبلاغ عن المخالفة التي يراها، بعد ذلك سأل أحد الحضور عن فعاليات المخيمات التوعوية التي كانت تنظمها الهيئة في فصل الصيف ولماذا توقفت عن تنظيمها؟، أجاب الشيخ علي: «في عام 1422 وعام 1423 وعام 1424هـ كنا نقيم في كل صيف برنامجا توجيهيا يمتد لمدة 35 يوما ويعقد في مخيم كامل، وأقيم البرنامج في المرة الأولى في المطار القديم أما في المرتين الثانية والثالثة فقد تمت إقامته عند ميدان الطيارة ونظمنا برامج متنوعة، وقد تجاوز عدد الحضور حينها المائة ألف، كما أكد للسائل أن مخيم الشباب لايزال موجودا حيث يقام كل عام في نفس موقعه من المطار في أبرق الرغامة، أما فيما يتعلق بالجزء الثاني من السؤال فقد أوضح أن تنظيم المخيم يحتاج إلى 120 شخصا على الأقل يشاركون في جوانب التنظيم لاسيما أنه يوجد قسمان للرجال وآخر للنساء، مشيرا إلى أن فريق العمل النسائي في المخيمات السابقة تم الاستعانة به بالتنسيق مع إحدى الجهات التوعوية لعدم وجود عنصر نسائي في الهيئة، موضحا في السياق نفسه أن تسخير مثل هذا العدد في ظل أن عدد أعضاء الهيئة في مدينة جدة متضمنة الطاقم الإداري لا يتجاوز الـ 370 عضوا يخدمون في 24 مركزا في محافظة جدة بخلاف مبنى الإدارة الرئيسي والغرفة المساندة التي تعمل في فترة متأخرة من الليل مما يجعل من عملية تنظيم تلك الفعاليات والمخيمات أمرا مكلفا يفوق طاقة الهيئة، مستدركا: «هناك جهات تتولى هذا الدور، وهناك وزارة متكاملة تعتني بالجوانب التوجيهية والدعوية ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية ولهم جهود ملموسة في هذا الجانب» ، بعد ذلك قام أنس الغامدي بمداخلة جريئة حيث قال: «دور الهيئة ملحوظ إلا أنها تحتاج إلى تطوير أساليبها للوصول إلى فئة الشباب» ، مستعرضا تجربته بالقول: «من خلال تجربتنا في حملة أهلي أهلك التي أقمناها في ملتقى الشباب لاحظنا نفور الشباب عند حضور الهيئة وأن المولات تفرغ فما هو سبب ذلك»، مستطردا: «كما أطالب بردم الهوة الموجودة والفجوة الملحوظة بين الهيئة والشباب، مقترحا عقد فرق تطوعية شبابية تكمن مهمتها في تنظيم حملات توعوية في المولات وذلك للنزول إلى الشباب وكل فئات المجتمع بالأسلوب الذي يناسب كل فئة مما يساهم في تطوير العلاقة بين الطرفين، لذا أجدها فرصة للهيئة لأن تحسن علاقتها مع الجيل الجديد من خلال التواصل البناء معهم والمبني على الثقة والاحترام، وكذلك استثمار التقنية ووسائل الإعلام الجديد» . فشكره رئيس الهيئة على اقتراحه، ووضح له أن الهيئة تخطو خطوات ملموسة في هذا الاتجاه، ثم عبر بعدها أنس قاضي عن رأيه قائلا: «أؤكد على دور الهيئة الإيجابي في مجتمعنا ولكن للأسف بعض الأخطاء التي حدثت من منسوبيها أو من بعض المحتسبين الذين لايمتون لها بصلة ويريدون تشويه سمعتها قد رسمت عنها صورة سلبية في أذهان البعض، مقدما سؤاله لرئيس الهيئة: فما هو المشروع القادم لتصحيح تلك الصورة، وكيف يمكن أن يتعاون المجتمع مع الهيئة، ويتركها تمارس أعمالها بثقة واطمئنان؟، حيث أجاب الشيخ علي: «لدينا خطط جديدة للارتقاء بأدائنا وسنطور نمطية الأداء لتتلاءم مع روح العصر الذي نعيش فيه، ملمحا إلى أن هناك تطويرا تقنيا حدث في الهيئة ودراسة يتم البت فيها للارتقاء بالجانب الإعلامي بناء على توصية مجلس الشورى الأخيرة» ، كما أشار إلى أن الكثير من الشباب قد تغيرت نظرتهم إلى أعضاء الهيئة بعد لقائهم بهم ومشاركتم في الحوار، موضحا أن الجانب التطويري سيستمر حتى الوصول إلى التكامل في العمل، وتصحيح الأخطاء ومعالجة الفجوة التي بين الهيئة وبعض فئات المجتمع، وفي رده على أحد الحضور وهو أحمد الزهراني الذي اقترح تنظيم حملات توعوية في جميع المدارس لتوعية الطلاب بالجرائم الالكترونية ومعالجة أبرز الأخطاء التي تقع منهم وتتسبب في هدم مستقبل بعضهم على حد قوله، مقترحا تثقيفهم بتلك الأخطاء وخاصة ما يتعلق منها بقضايا التحرش والعقوبات المترتبة عليها، فشكره الشيخ علي باطرفي رئيس الهيئة بمحافظة جدة على اقتراحه، وقال: «الهيئة حريصة على مستقبل الشباب حتى الذين يتم ضبطهم من المخالفين حيث قامت بالستر على أكثر من 90 % من القضايا التي باشرتها خلال الأسابيع الماضية، وأحالت فقط 38 حالة إلى جهات الاختصاص من مجمل 800 قضية أو مخالفة تمت مباشرتها في الأسبوعين الماضيين» ، مؤكدا في سياق آخر على أن الهيئة وباقي مؤسسات الدولة تتجه إلى مجتمع المعرفة وهو الذي يعتمد بدوره على المعلومات الدقيقة، موضحا للحضور بأن المعرفة متاحة ومتوفرة للجميع وأنهم مستعدون لتزويد كل طرف بالمعلومات التي يحتاجها، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة أن تكون معالجتنا لأي قضية مبنية على دراسة وأفكار مقننة وليس على اجتهادات فردية وآراء شخصية، مبينا للحضور أن الهيئة أنشأت خمسة كراسي جامعية حتى الآن وهي كرسي الملك عبدالله للحسبة في جامعة الملك سعود، وكرسي الأمير سلطان في جامعة الملك عبدالعزيز، وكرسي الأمير سلمان في جامعة الإمام محمد بن سعود، وكذلك كرسي الأمير نايف، وكرسي المرأة في حائل يعتني بقضاياها، إضافة إلى مشاركات أخرى مع 17 جامعة سعودية.
مشاهـدات من اللـقاء
ــ اتسم اللقاء بالجرأة والشفافية من كلا الطرفين والمناقشة الهادئة التي تحترم الرأي والرأي الآخر.
ــ تخلل اللقاء جو من الألفة والمرح بين الشباب وأعضاء الهيئة، حيث قاموا بسرد العديد من القصص الطريفة التي تفاعل معها الشباب.
ــ داعب أحد الحاضرين أعضاء الحسبة مقترحا إنشاء هيئة كول أسوة بشباب كول قبل أن يقدم طرحه المتعلق بالنزول إلى فئة الشباب، وضرورة مخاطبتهم بلغة العصر التي يفهمونها وتلمس رغباتهم واحتياجاتهم.
ــ في نهاية اللقاء قام وفد الهيئة يتقدمهم رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة جدة فضيلة الشيخ علي باطرفي، ورئيس قسم التوعية والتوجيه الشيخ فؤاد العمري ومدير الشؤون الميدانية بالهيئة الشيخ سليمان علو بالتقاط صورة تذكارية مع الحضور.
في بداية اللقاء أكد الشيخ علي باطرفي رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة جدة أن الهيئة جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع، لكن ثمة أمورا أدت إلى العلاقة الضبابية بين الهيئة وبعض أفراد المجتمع بسبب بعض المواقف التي لا تمثـل حقيقة الأمور، وقال: «أثبتت نتائج دراسة كرسي الأمير سلطان لأعضاء شباب الحسبة حول رؤية الشباب عن هيئة محافظة جدة التي شارك فيها 970 شخصا من الجنسين من أعمار متفاوتة، حاجة المجتمع للهيئة في الأسواق والأماكن العامة، حيث أبرزت نتائج الدراسة أن 70 % من الشباب أجابوا بنعم وكانت تؤيد وجود الهيئة»، مؤكدا على أهمية تجاوب الشباب في الكثير من المواقف لتكوين نسيج متكامل، موضحا في السياق نفسه أبرز التوصيات التي قدمها مجلس الشورى للهيئة والتي تمثلت في المطالبة بحضور إعلامي قوي والجلوس مع الشباب والأخذ بآرائهم.. وهنا استوقف غسان بن محفوظ من الحضور رئيس الهيئة قائلا: «لماذا تحرص الهيئة على التكتم على الكثير من القضايا التي تباشرها؟، فأجابه الشيخ علي باطرفي قائلا: «هناك نوع من التحفظ في الكشف عن بعض القضايا رغبة في الستر وخاصة قضايا الابتزاز التي نمارس عملنا فيها بسرية تامة، كون نشر قضايا الابتزاز لا يصب في الصالح العام، ونكتفي بنشر أقل مما يقع في قضايا الخمور التي ضبطتها الهيئة لما تقتضيه المصلحة العامة، وأردف: «لدى الرئاسة خطة متكاملة للنشر الإعلامي، كما تسعى إلى تغيير الصورة النمطية السابقة عن رجال الهيئة».
ثم ألقى الشيخ فؤاد العمري رئيس التوعية والتوجيه كلمة قال فيها: «نسعى إلى تعزيز القيم الجميلة في المجتمع بعدة صور منها ما هو على مدار اليوم يقوم بها أعضاء الهيئة في دوامهم الرسمي كالوعظ والإرشاد بالأساليب الحسنة وبالمنشورات التي يتم توزيعها، بجانب أن للهيئة برامج مقننة تستهدف فئات معينة لتوصيل رسالتهم إليها حيث تعددت أماكن المستهدفين حتى وصلت للمواد الرياضية، كما يتم تنظيم برنامج توعوي في النادي الأهلي وسيتوسع البرنامج ليشمل العديد من الأندية البارزة مستقبلا»، وأكد على أن رجال الهيئة حرصوا على النزول إلى الأسواق ومخاطبة الناس لكسر الحاجز الذي يفصل بيننا وبينهم وذلك باللقاءات الحوارية، متطرقا إلى أن أحد تلك اللقاءات تم في أحد المقاهي بحضور رئيس الهيئة حرصا منهم على التواصل مع الشباب، مشيرا إلى أن هناك حملة جديدة تنظمها الهيئة بعنوان «النهر الجاري»، وهي حملة تتعلق بتوضيح أهمية شعيرة الصلاة للشباب وستكون على مستوى المملكة حيث انطلقت في العديد من المناطق وستنطلق في جدة في غضون ثلاثة أسابيع، وستستمر على مدار السنة نظرا لأهميتها، كما أن تدشين هذه الحملة سيكون برعاية محافظ جدة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز، معترفا أن المجتمع لاسيما فئة الشباب تحتاج إلى أساليب ناجحة في التواصل والتخاطب معهم. وفي مداخلة لأحد الحضور اقترح أحمد كرم أن يتم إنشاء هيئة مجتمعية بضوابط أسوة بالشرطة المجتمعية كما سماها، وأن تضع الهيئة حدا لبعض الممارسات العشوائية من قبل المحتسبين الذين يمارسون الحسبة غير المنضبطة ويسيؤون بالتالي إلى رجال الحسبة، مطالبا أن يكون للهيئة رد مباشر على كل محتسب يسعى للإساءة إليها، مع استقطاب الشباب بشكل ودي يتفق مع روح العصر، ثم عبر بعده عاصم المحمادي عن رأيه قائلا: «أتمنى أن يتم تطوير أساليب التواصل مع الشباب وتتفهموا احتياجاتهم جيدا» .
بعد ذلك قام رئيس الهيئة بمحافظة جدة الشيخ علي باطرفي بالتعليق على مداخلات الحضور قائلا: «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو فرض كفاية كشعيرة ولكن كعمل هو فرض عام على جميع أفراد المجتمع، ولله الحمد نتميز بثقافتنا الإسلامية التي تعزز عوامل الخير، وينبغي أن نتعاون جميعا لإبراز هذا الجانب»، مؤكدا أن هناك نظاما محددا تسير به الهيئة، وخطوات مفصلة تؤطر مهام عملها كتنظيم فعاليات في العديد من المولات الكبيرة لاقت ترحيبا من الحضور الذين تجاوز عددهم 600 مائة ألف بما فيهم الأطفال، مشيرا إلى أن قضايا الستر لا تتعارض مع الإجراءات النظامية التي يتم اتخاذها في حق المخالفين، ليتداخل أحد الحضور قائلا: «هناك خلل في طرح القضايا الدينية، فما هو سبب هذا الخلل؟، فأجاب الشيخ علي: «نحتاج إلى دراسة لمعرفة مصدر الخلل، قد لا تكون الإطروحات الشرعية هي السبب خاصة أن الإعلام الجديد والانفتاح الإعلامي ألقى بظلاله السلبية، حيث إن رسالة واحدة سلبية يبثها الإعلام قد تهدم ما بني في أعوام طويلة، ويتابع: «نظرا لحرصنا على تداول المعلومات الصحيحة والحد من المعلومات الخاطئة التي يتناولها البعض ربما بلا قصد فهناك دعوى لإنتاج هيئة لمكافحة الشائعات، لأنه ليس كل مايقال يستحق الذكر فهناك معلومات غير قابلة للنشر، وتابع: «أصبحت الدورات التدريبية متوفرة بكثرة، وقد اعتنت الهيئة بجانب التطوير للإرتقاء بعمل أعضائها، حيث تعاقدنا مع إحدى الشركات التطويرية للتدريب، وتم عقد 488 دورة على مستوى المملكة خلال هذا العام بمشاركة 12200 متدرب بخلاف 25 ناشطا، بالإضافة إلى دورات تخصصية أخرى، مشيرا إلى أن هناك ميزة للهيئة أشادت بها وزارة الخدمة المدنية وهي أن يكون من ضمن أعضائها مدربون، وهناك 12 حقيبة تدريبية بها وبعض تلك الدورات يقوم القائمون عليها بمناقشة الأعضاء بأخطائهم للحد منها في المستقبل، كما بين أن هناك توجها من الرئاسة العامة للهيئة لتقليص الأخطاء التي يرتكبها بعض منسوبيها تأتي ضمن عجلة التطوير المستمرة. وفي مداخلة لأحمد الزهراني تساءل: هل يحق لرجال الهيئة تفتتيش جوالات من يتم ضبطهم؟، فأجابه مدير الشؤون الميدانية للهيئة بمحافظة جدة الشيخ سليمان علو قائلا: «تفتيش الجوالات يعتبر من الخصوصيات ولا يجوز لرجل الهيئة شرعا ولا نظاما أن يقتحم حرية أحد ويقوم بتفتيش جواله، إلا إذا كان الجوال طرفا في القضية وفي حالات معينة تستدعي ذلك بوضوح خاصة في قضايا الابتزاز، مستطردا: «اطمئنوا لقد انتهى زمن الاجتهادات الخاطئة، فهناك جهاز تواصل بين فضيلة رئيس الهيئة في المحافظة وجميع زملائنا من رجال الضبط الجنائي العاملين في المبدان، ولا يمكن اتخاذ أي إجراء إلا بعد الرجوع إلى رئيس الهيئة أو إلى الشؤون الميدانية أو إلى العامل المناوب، وبناء على ذلك يصبح هناك إجراء موحد يلتزم به جميع أعضاء الحسبة». وفي مداخلة لطلال السلمي قال: «لقد أغفلتم جانب الأمر بالمعروف وركزتم بشكل أكبر على النهي عن المنكر، فما هي الخطوات التي ستتخذها الهيئة في تعزيز الجانب الأول أي الأمر بالمعروف؟
فأجابه رئيس الهيئة باطرفي بالقول: «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هما جناحان يكمل بعضهما الآخر، أما بشأن الجانب الوقائي كما نسميه أو جانب التوعية والتوجيه فإننا لم نهمله، بل قمنا بتوزيـع الكثير من الكتيبات والمطويات والأقراص الالكترونية، كما ثمن حرص معالي الرئيس العام للهيئة الشيخ عبداللطيف آل الشيخ على البرامج التفاعلية مع الشباب، حيث تم تنظيم العديد من الفعاليات بالاتفاق مع شركات ترفيهية وشخصيات مشهورة لجذب الحضور، وفي رده على أحد الحضور كشف الشيخ عن إنشاء مركز إعلامي متكامل في الهيئة وجوانب تطويرية من ناحية المحتوى والوسيلة في صدد دراستها وستظهر قريبا، معترفا بأنه ليس لدى الهيئة حساب في شبكات التواصل الاجتماعي كالفيسبوك وتويتر حتى الآن ولكن لديها موقع يقدم العديد من المعلومات والخدمات ومن أبرزها خدمة البلاغ التي تتيح لكل مواطن الإبلاغ عن المخالفة التي يراها، بعد ذلك سأل أحد الحضور عن فعاليات المخيمات التوعوية التي كانت تنظمها الهيئة في فصل الصيف ولماذا توقفت عن تنظيمها؟، أجاب الشيخ علي: «في عام 1422 وعام 1423 وعام 1424هـ كنا نقيم في كل صيف برنامجا توجيهيا يمتد لمدة 35 يوما ويعقد في مخيم كامل، وأقيم البرنامج في المرة الأولى في المطار القديم أما في المرتين الثانية والثالثة فقد تمت إقامته عند ميدان الطيارة ونظمنا برامج متنوعة، وقد تجاوز عدد الحضور حينها المائة ألف، كما أكد للسائل أن مخيم الشباب لايزال موجودا حيث يقام كل عام في نفس موقعه من المطار في أبرق الرغامة، أما فيما يتعلق بالجزء الثاني من السؤال فقد أوضح أن تنظيم المخيم يحتاج إلى 120 شخصا على الأقل يشاركون في جوانب التنظيم لاسيما أنه يوجد قسمان للرجال وآخر للنساء، مشيرا إلى أن فريق العمل النسائي في المخيمات السابقة تم الاستعانة به بالتنسيق مع إحدى الجهات التوعوية لعدم وجود عنصر نسائي في الهيئة، موضحا في السياق نفسه أن تسخير مثل هذا العدد في ظل أن عدد أعضاء الهيئة في مدينة جدة متضمنة الطاقم الإداري لا يتجاوز الـ 370 عضوا يخدمون في 24 مركزا في محافظة جدة بخلاف مبنى الإدارة الرئيسي والغرفة المساندة التي تعمل في فترة متأخرة من الليل مما يجعل من عملية تنظيم تلك الفعاليات والمخيمات أمرا مكلفا يفوق طاقة الهيئة، مستدركا: «هناك جهات تتولى هذا الدور، وهناك وزارة متكاملة تعتني بالجوانب التوجيهية والدعوية ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية ولهم جهود ملموسة في هذا الجانب» ، بعد ذلك قام أنس الغامدي بمداخلة جريئة حيث قال: «دور الهيئة ملحوظ إلا أنها تحتاج إلى تطوير أساليبها للوصول إلى فئة الشباب» ، مستعرضا تجربته بالقول: «من خلال تجربتنا في حملة أهلي أهلك التي أقمناها في ملتقى الشباب لاحظنا نفور الشباب عند حضور الهيئة وأن المولات تفرغ فما هو سبب ذلك»، مستطردا: «كما أطالب بردم الهوة الموجودة والفجوة الملحوظة بين الهيئة والشباب، مقترحا عقد فرق تطوعية شبابية تكمن مهمتها في تنظيم حملات توعوية في المولات وذلك للنزول إلى الشباب وكل فئات المجتمع بالأسلوب الذي يناسب كل فئة مما يساهم في تطوير العلاقة بين الطرفين، لذا أجدها فرصة للهيئة لأن تحسن علاقتها مع الجيل الجديد من خلال التواصل البناء معهم والمبني على الثقة والاحترام، وكذلك استثمار التقنية ووسائل الإعلام الجديد» . فشكره رئيس الهيئة على اقتراحه، ووضح له أن الهيئة تخطو خطوات ملموسة في هذا الاتجاه، ثم عبر بعدها أنس قاضي عن رأيه قائلا: «أؤكد على دور الهيئة الإيجابي في مجتمعنا ولكن للأسف بعض الأخطاء التي حدثت من منسوبيها أو من بعض المحتسبين الذين لايمتون لها بصلة ويريدون تشويه سمعتها قد رسمت عنها صورة سلبية في أذهان البعض، مقدما سؤاله لرئيس الهيئة: فما هو المشروع القادم لتصحيح تلك الصورة، وكيف يمكن أن يتعاون المجتمع مع الهيئة، ويتركها تمارس أعمالها بثقة واطمئنان؟، حيث أجاب الشيخ علي: «لدينا خطط جديدة للارتقاء بأدائنا وسنطور نمطية الأداء لتتلاءم مع روح العصر الذي نعيش فيه، ملمحا إلى أن هناك تطويرا تقنيا حدث في الهيئة ودراسة يتم البت فيها للارتقاء بالجانب الإعلامي بناء على توصية مجلس الشورى الأخيرة» ، كما أشار إلى أن الكثير من الشباب قد تغيرت نظرتهم إلى أعضاء الهيئة بعد لقائهم بهم ومشاركتم في الحوار، موضحا أن الجانب التطويري سيستمر حتى الوصول إلى التكامل في العمل، وتصحيح الأخطاء ومعالجة الفجوة التي بين الهيئة وبعض فئات المجتمع، وفي رده على أحد الحضور وهو أحمد الزهراني الذي اقترح تنظيم حملات توعوية في جميع المدارس لتوعية الطلاب بالجرائم الالكترونية ومعالجة أبرز الأخطاء التي تقع منهم وتتسبب في هدم مستقبل بعضهم على حد قوله، مقترحا تثقيفهم بتلك الأخطاء وخاصة ما يتعلق منها بقضايا التحرش والعقوبات المترتبة عليها، فشكره الشيخ علي باطرفي رئيس الهيئة بمحافظة جدة على اقتراحه، وقال: «الهيئة حريصة على مستقبل الشباب حتى الذين يتم ضبطهم من المخالفين حيث قامت بالستر على أكثر من 90 % من القضايا التي باشرتها خلال الأسابيع الماضية، وأحالت فقط 38 حالة إلى جهات الاختصاص من مجمل 800 قضية أو مخالفة تمت مباشرتها في الأسبوعين الماضيين» ، مؤكدا في سياق آخر على أن الهيئة وباقي مؤسسات الدولة تتجه إلى مجتمع المعرفة وهو الذي يعتمد بدوره على المعلومات الدقيقة، موضحا للحضور بأن المعرفة متاحة ومتوفرة للجميع وأنهم مستعدون لتزويد كل طرف بالمعلومات التي يحتاجها، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة أن تكون معالجتنا لأي قضية مبنية على دراسة وأفكار مقننة وليس على اجتهادات فردية وآراء شخصية، مبينا للحضور أن الهيئة أنشأت خمسة كراسي جامعية حتى الآن وهي كرسي الملك عبدالله للحسبة في جامعة الملك سعود، وكرسي الأمير سلطان في جامعة الملك عبدالعزيز، وكرسي الأمير سلمان في جامعة الإمام محمد بن سعود، وكذلك كرسي الأمير نايف، وكرسي المرأة في حائل يعتني بقضاياها، إضافة إلى مشاركات أخرى مع 17 جامعة سعودية.
مشاهـدات من اللـقاء
ــ اتسم اللقاء بالجرأة والشفافية من كلا الطرفين والمناقشة الهادئة التي تحترم الرأي والرأي الآخر.
ــ تخلل اللقاء جو من الألفة والمرح بين الشباب وأعضاء الهيئة، حيث قاموا بسرد العديد من القصص الطريفة التي تفاعل معها الشباب.
ــ داعب أحد الحاضرين أعضاء الحسبة مقترحا إنشاء هيئة كول أسوة بشباب كول قبل أن يقدم طرحه المتعلق بالنزول إلى فئة الشباب، وضرورة مخاطبتهم بلغة العصر التي يفهمونها وتلمس رغباتهم واحتياجاتهم.
ــ في نهاية اللقاء قام وفد الهيئة يتقدمهم رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة جدة فضيلة الشيخ علي باطرفي، ورئيس قسم التوعية والتوجيه الشيخ فؤاد العمري ومدير الشؤون الميدانية بالهيئة الشيخ سليمان علو بالتقاط صورة تذكارية مع الحضور.