أمانة جدة .. والناس ..

فؤاد محمد عمر توفيق

رغم ما أتى ذكره عن القوارض والناموس وغيره في مدينة جدة.. وما ورد من شكوى في الموضوع من البعض.. فقد اتصل بي ــ أيضا ــ من أثنى على الجهود القائمة لدى أمانة جدة في معالجة المشكلة.. بدليل أن المشكلة لم تعد بنفس القدر.. وكذلك من أيد أنها تعود للسلوكيات العامة..
وبتحليل بسيط نجد أنه بالإمكان تصنيف أغلب العمالة الوافدة بالثقافة البسيطة.. ناهيك عن تصرفات سلبية تأتي من بعض المواطنين.. والزائرين.. والوافدين.. الذين لو تواجدوا في أي من الشوارع الأوروبية لما تجرأ واحد على رمي بقايا الأكل في الشارع.. ولما حركوا كرسيا «حديديا» أو «رخاميا» من مكانه في الحدائق أو الكورنيش.. ولما أسرف في إهدار المياه في الشوارع.. و... و.. إلخ.
لقد عانينا كثيرا من سلوكيات سلبية من قلة من الجموع.. يصدر منها ما يكلف الكثير.. وما يضر بالصحة العامة..
ثم استحسنت الاتصال بمعالي الأخ د.هاني أبو راس لأتحدث معه في الموضوع.. بعيدا عن المجاملة.. وعرضا للواقع وقد لمست فيه رجلا متألما مثلي كمواطن قبل أن يكون حريصا كل الحرص كمسؤول عن نتائج السلوكيات التي تـنـعكس على المكاسب والإنجازات وكذلك على السمعة العامة.. ثم وبصورة موجـزة.. شـرح لي عن برنامـج علمي يـسـير على مـراحـل لمحاربـة الظاهـرة على كافـة المواقـع.. وما يأتي بـه هذا البرنامـج من إيـجابـيـات قـد تـنهي هـذه المظاهـر السلبـيـة بما يـبشر بالخـير لكل ساكن في جدة.
وهنا أختلف شيئا ما مع أخي د. هاني فمع حثـه للاستمرار بالمزيد.. فلا يجب أن ينحصر التفاؤل على برامج الأمانة فقط.. لأنه من واقع تجربتي التي اهتممت خلالها بأمور متشابهة.. فنجاح أي خدمة ذات علاقة بالسلوكيات الخاصة والعامة يكون مؤقتا ما لم يتضامن معه المجتمع.. بيد أن مفتاح النجاح الدائم يكمن في تغير أولئك ــ وإن كانوا قلة ــ إلى إيجابيات يحث عليها الإسلام.. في «إماطة الأذى» .. وفي «حسن التعامل» وفي «النظافة» كجزء من الإيمان.. وعندئذ ــ فقط ــ يكون التفاؤل.. ويكون النجاح ممكنا..
وبالمناسبة فقد حاولت وأصدقاء لي فيما سبق من أعوام أن أعمل على تكوين جمعية باسم «مكارم الأخلاق» .. ولم يتم التصريح لها.. وكانت الفكرة تهدف إلى زيارة مواقع ..ومدارس.. ودوائر.. وندوات.. إلخ.. بهدف التوعية الاجتماعية والثقافية.. والدينية لمثل هذه الشؤون لأننا في أمس الحاجة لجمعيات كثيرة مثلها.. وليس واحدة.. بل ربما في كل مدينة.. إن لم تكن لكل حي.. وإن لم تكن لكل شارع! ثم إنه لا يجب أن تقف الجهود والمسؤولية عند الأمانة ــ دون غيرها ــ وإنما وجوب تكثيف جهود إعلامية وطنية.. وجهود من الجمعيات العاملة، ودور بارز لكل من الأسرة والمدارس لضمان أدائهم لمسؤولياتهم التوجهية والتربوية.. وأئمة المساجد في منابرهم.. وجهود من أعضاء المجلس البلدي.. وهم يمثلون جموعا انتخبتهم.. ويمكن لهم تحفيز دوائرهم بمن فيها رجالا ونساء للنصح والتوعية.. لأن في رقابهم واجبا ومسؤولية في هذا المضمار حفاظا على الوطن.
إن التكلفة عالية وغالية صحيا لسلبيات مثل هذه السلوكيات الضارة.. ناهيك عن تكاليف مالية لا داعي لإهدارها.. فباكتمال الوعي.. وبتزايد الغيرة في حب الوطن من كافة الفئات تتحقق الأهداف الخيرة.
وبدوري أصرخ وأنبه إلى أن لكل واحد فينا.. «حب الوطن من الإيمان»..
وفق الله أخي معالي د. هاني أبو راس وزملاءه في جهاز الأمانة.. وشكرا لكل من يتعاون وجزى اللـه خيرا كل من يتجاوب.. فالعود للوطن أحمد.