روح آمنـة .. في ذمة من ؟!
الخميس / 13 / ربيع الثاني / 1435 هـ الخميس 13 فبراير 2014 19:53
نوف محمد
انتهت حياة آمنة باوزيـر «يرحمها الله»، طالبة الدراسات العليا بجامعة الملك سعود، ولأسباب لا تخفى على أحد، فقد تابعنا جميعا قصتها المأساوية التي نشرتها «عكاظ»، وتنازعتني عدة أسئلة:
ألم تكن آمنة ذات الـ 28 ربيعا تنظر لمستقبلها بروح الشباب الطموح وبطول أمل وتخطط له؟ كم تمنت يا ترى وكم عاشت أحلاما تمنت أن تحققها ؟وكم وكم من الأحلام الجميلة التي ربما حلمت بها ابنة أو زوجة أو أخت من حال دون وصول الإسعاف لآمنة.
فارقت الحياة جسد آمنة؛ بسبب جهل البعض وضيق رؤيتهم لكيفية التعامل مع الأنثى حتى في أصعب مواقف حياتها، وحجتهم وأعذارهم الواهية بأنه لا بد من اتخاذ إجراء روتيني قاتل اسمه (النظام لا يسمح) وعدم الالتفات لأهمية وحساسية الموقف، وأن هناك حياة على المحك.
يحتجون بحرمة حرم الجامعة! لكنهم لم يلتفتوا لحرمة النفس التي كانت تنازع الموت!!
يحتجون بالأنظمة التي ليس في قدرتها اتخاذ إجراء فوري وسريـع في مثل هذه الظروف الحرجة؛ وعجزها عن إنقاذ آمنة.. فقط آمنة!!.
إنه الجهل، والتشدد الذي كرسته ثقافة فئة من المجتمع عاشت عقودا من الزمن ترى المرأة من منظار ضيق الرؤية والفكر، يفضل أن تموت على أن يدخل مسعف رجل لإنقاذ حياتها، وفضل أن يتمسك بالتعليمات التي لا تسمح له بدخول الرجال لكليات البنات، وتناسى أنه في حالة طوارئ لا بد أن يتجاوزها الفرد، وكأنه كتاب منزل وحده يعلم ما هو في صالح البشر ويمنحهم حقهم في الحياة أو ينتزعه منهم.
وتستمر الأسئلة:
كيف تترك إنسانة تنازع الموت وينظر إليها المارة من زميلاتها الطالبات وأعضاء هيئة التدريس اللائي يدرسنها دون أن يقدرن على تحريك ساكن لها ؟!.
ألم تكن روحا تنتظر من ينقذها بدلا من أن تناقش حالتها في وسائل الإعلام؟.
هل تكفي ممرضتان وطبيبة في جامعة تضم آلاف الطالبات والأكاديميات والإداريات والمستخدمات ؟!.
لماذا استغرق كل هذا الوقت لإسعاف آمنة ؟.
ولماذا توقفت سيارة الإسعاف كل هذه المدة لكي تدخل وتباشر عملها لإنقاذ آمنة ؟!.
من المسؤول، هل هو رجل الأمن الذي تذرع بالنظام، أم الجامعة، أم المجتمع ؟!.
هل من يقوم بهذه المهمة النبيلة لإنقاذ روح تصارع من أجل الحياة في لحظة حرجة، يكون في حالة تمكنه أو تسمح له بمشاهدة النساء؟ من أقنع رجل الأمن بغير هذا؟ من زرع في تفكيره كل هذا الارتياب والخوف ؟!.
لماذا لا يكون هناك خطة للطوارئ لمثل هذه الحالات، ولا تترك حياة الأبرياء للتجارب واحتمالات العقول الضيقة ؟.
إن من يتشدقون بأن هذا من الدين ويحتجون به لمنع دخول المسعفين الرجال لمدارس أو كليات البنات في الحالات الحرجة، أقول لهم ونقول لهم جميعا إن ديننا دين الرحمة والمغفرة واليسر، وأجزم بأن هؤلاء أصحاب الأفق والفكر الضيق لا يتبعون إلا عادات وتقاليد وغلوا غلفوه بغلاف الدين من عند أنفسهم، والدين منها براء.
أليس في الدين الإسلامي أن «الضرورات تبيح المحظورات»؟!.
وهل هناك في الحياة ألزم من ضرورة إنقاذ حياة إنسانة مثل آمنة في مقتبل عمرها تتطلع لمستقبل جميل وعمر مديد، سلب هذا الفكر المريض منها فرصتها في الحياة ؟!.
أليس على المرء لو رأى فتاة أو امرأة تغرق أن ينقذها؟! أم أنه سينتظر أن ترمى عليها قطعة قماش لكي تغطي بها رأسها، ويمد لها يدا من خشب أو من حديد لكي لا يضع أحد يده على جسدها العورة ؟!.
كيف يفكر هؤلاء؟!
يا لهول الموقف عندما يضع أحدنا إحدى بناته أو قريباته في موضع آمنة «يرحمها الله»، بما فينا نفس الشخص الذي حال دون وصول الإسعاف إليها، كيف سيكون شعوره وقتها؟!.
آمنة، جعلها الله في منزل المجاهد في سبيل الله، فمن خرج يلتمس أو يطلب العلم فهو مجاهد في سبيله، فيا أسفاه يا أمة العلم والنور، كيف يكون بين أسوارك بعض العقول التي يحل محل نورها الجهل والظلام؟!.
ألم تكن آمنة ذات الـ 28 ربيعا تنظر لمستقبلها بروح الشباب الطموح وبطول أمل وتخطط له؟ كم تمنت يا ترى وكم عاشت أحلاما تمنت أن تحققها ؟وكم وكم من الأحلام الجميلة التي ربما حلمت بها ابنة أو زوجة أو أخت من حال دون وصول الإسعاف لآمنة.
فارقت الحياة جسد آمنة؛ بسبب جهل البعض وضيق رؤيتهم لكيفية التعامل مع الأنثى حتى في أصعب مواقف حياتها، وحجتهم وأعذارهم الواهية بأنه لا بد من اتخاذ إجراء روتيني قاتل اسمه (النظام لا يسمح) وعدم الالتفات لأهمية وحساسية الموقف، وأن هناك حياة على المحك.
يحتجون بحرمة حرم الجامعة! لكنهم لم يلتفتوا لحرمة النفس التي كانت تنازع الموت!!
يحتجون بالأنظمة التي ليس في قدرتها اتخاذ إجراء فوري وسريـع في مثل هذه الظروف الحرجة؛ وعجزها عن إنقاذ آمنة.. فقط آمنة!!.
إنه الجهل، والتشدد الذي كرسته ثقافة فئة من المجتمع عاشت عقودا من الزمن ترى المرأة من منظار ضيق الرؤية والفكر، يفضل أن تموت على أن يدخل مسعف رجل لإنقاذ حياتها، وفضل أن يتمسك بالتعليمات التي لا تسمح له بدخول الرجال لكليات البنات، وتناسى أنه في حالة طوارئ لا بد أن يتجاوزها الفرد، وكأنه كتاب منزل وحده يعلم ما هو في صالح البشر ويمنحهم حقهم في الحياة أو ينتزعه منهم.
وتستمر الأسئلة:
كيف تترك إنسانة تنازع الموت وينظر إليها المارة من زميلاتها الطالبات وأعضاء هيئة التدريس اللائي يدرسنها دون أن يقدرن على تحريك ساكن لها ؟!.
ألم تكن روحا تنتظر من ينقذها بدلا من أن تناقش حالتها في وسائل الإعلام؟.
هل تكفي ممرضتان وطبيبة في جامعة تضم آلاف الطالبات والأكاديميات والإداريات والمستخدمات ؟!.
لماذا استغرق كل هذا الوقت لإسعاف آمنة ؟.
ولماذا توقفت سيارة الإسعاف كل هذه المدة لكي تدخل وتباشر عملها لإنقاذ آمنة ؟!.
من المسؤول، هل هو رجل الأمن الذي تذرع بالنظام، أم الجامعة، أم المجتمع ؟!.
هل من يقوم بهذه المهمة النبيلة لإنقاذ روح تصارع من أجل الحياة في لحظة حرجة، يكون في حالة تمكنه أو تسمح له بمشاهدة النساء؟ من أقنع رجل الأمن بغير هذا؟ من زرع في تفكيره كل هذا الارتياب والخوف ؟!.
لماذا لا يكون هناك خطة للطوارئ لمثل هذه الحالات، ولا تترك حياة الأبرياء للتجارب واحتمالات العقول الضيقة ؟.
إن من يتشدقون بأن هذا من الدين ويحتجون به لمنع دخول المسعفين الرجال لمدارس أو كليات البنات في الحالات الحرجة، أقول لهم ونقول لهم جميعا إن ديننا دين الرحمة والمغفرة واليسر، وأجزم بأن هؤلاء أصحاب الأفق والفكر الضيق لا يتبعون إلا عادات وتقاليد وغلوا غلفوه بغلاف الدين من عند أنفسهم، والدين منها براء.
أليس في الدين الإسلامي أن «الضرورات تبيح المحظورات»؟!.
وهل هناك في الحياة ألزم من ضرورة إنقاذ حياة إنسانة مثل آمنة في مقتبل عمرها تتطلع لمستقبل جميل وعمر مديد، سلب هذا الفكر المريض منها فرصتها في الحياة ؟!.
أليس على المرء لو رأى فتاة أو امرأة تغرق أن ينقذها؟! أم أنه سينتظر أن ترمى عليها قطعة قماش لكي تغطي بها رأسها، ويمد لها يدا من خشب أو من حديد لكي لا يضع أحد يده على جسدها العورة ؟!.
كيف يفكر هؤلاء؟!
يا لهول الموقف عندما يضع أحدنا إحدى بناته أو قريباته في موضع آمنة «يرحمها الله»، بما فينا نفس الشخص الذي حال دون وصول الإسعاف إليها، كيف سيكون شعوره وقتها؟!.
آمنة، جعلها الله في منزل المجاهد في سبيل الله، فمن خرج يلتمس أو يطلب العلم فهو مجاهد في سبيله، فيا أسفاه يا أمة العلم والنور، كيف يكون بين أسوارك بعض العقول التي يحل محل نورها الجهل والظلام؟!.