جائزة الفوزان..وعمارة المساجد

عيسى الحليان

بمناسبة جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد، في الحلق غصة حول عمارة المساجد والعناية بها.
المملكة مهد الإسلام وبلد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي، هذه المقولة تردد صباح مساء في الخطب العامة وعلى المنابر لكن ما هي العلاقة التطبيقية أو السلوكية التي تميزنا عن الآخرين بحكم هذه الخصوصية ولنأخذ المساجد أنموذجا.
فالمسجد ليس له هوية معمارية ولا شخصية خدمية، غالبا أربعة جدران في مساحة «مزنوقة» ليس له ارتدادات ولا باحات ولا صحن ولا خدمات عامة.
أما المغاسل ودورات المياه، فأجارك الله من دخولها.
هناك كود هندسي للمخططات ومواصفات فنية للمباني، فالمؤسسات الحكومية بلورت مع الزمن «علامة» هندسية للمدارس والمستوصفات والمحاكم وغيرها تحمل هوية هذه الدور، إلا المساجد كل يبني على كيفه وليس ثمة مواصفات تحمل الحد الأدنى من جمال العمارة وتعكس هوية المسجد التاريخية وتعمل على تكامل الخدمات، والدليل ما نراه داخل المدن وعلى الطرق العامة من وضع مزرٍ لا يليق بدور العبادة في هذا المجتمع الخير.
لا يمكن للوزارة أن تتعامل بنفس الفكر القديم الذي رمزه «الفراش» فالظروف تغيرت والمتطلبات اختلفت بحكمم الزيادة في الأعداد وتراكم الخبرة وزيادة المخصصات المالية وبالتالي لا بد أن يكون هناك جمعيات وشركات تعمل بأسلوب عصري وتخصصي لصيانة المساجد ونظافتها وخدمتها من خلال معايير تحقق الحد الأدنى من راحة المصلين من خلال أدوات مؤسسية تحل محل هذه الأساليب القديمة.