«جنية» تطارد شابا قتل ثعبانا أصفر

في قصة أقرب إلى الخيال شهدت فصولها رجال ألمع

«جنية» تطارد شابا قتل ثعبانا أصفر

عبدالله آل يحيى (أبها)

قصة أقرب للخيال، تمحورت فصولها في صراع شاب من رجال ألمع بمنطقة عسير مع «جنية» مزعومة.. هكذا تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي واختلفت حولها الآراء ما بين مصدق ومكذب..
«عكاظ الأسبوعية» زارت الشاب في منزل أسرته للوقوف على الحقيقة وسماع القصة من الشاب نفسه.
إعياء وتعب
أوضح الشاب حسام محمد القيسي (18 عاما) من قرية (ميل قيس) على بعد 55 كلم غربي مدينة أبها، أن صديقه من أبناء القرية أهداه ثعبانا اصطاده في الغابة طوله أكثر من متر ورأسه أسود ولون جسمه أصفر. ويضيف: «قررت بالتشاور مع ثلاثة من أصدقائي بيعه على حديقة حيوانات في مدينة أبها، وبعد الاستئذان من والدي غادرنا رجال ألمع وعند وصولنا أسفل عقبة (الصماء) في طريقنا لأبها أصدر الثعبان صوتا وانبعثت منه رائحة كريهة فانتابنا الخوف وقررنا التخلص منه بالقتل حتى لا يؤذينا أو يؤذي غيرنا».
وزاد «واصلنا طريقنا إلى أبها وهناك تناولنا وجبة الغداء، ثم عدنا على الفور ووصلنا رأس العقبة عند المغرب، وفي هذه الأثناء شعرت بإعياء وتعب شديدين، فحاولت الاسترخاء في المقعد الأمامي في السيارة، فإذا بي أشعر بحرارة أسفل قدمي، وعندما حاولت معرفة مصدر الحرارة صدمت بمشهد امرأة قصيرة القامة عارية، عيناها واسعتان تنظر إلي وهي صامتة ويبدو عليها الغضب ووجهها بشع إلى درجة يصعب وصفها».
منظر بشع
وأردف القيسي «توقفت حاسة النطق لدي، حتى ذكر الله لم أستطع قوله، وتجمدت الدماء في عروقي جراء المنظر البشع والمخيف، ففتحت السيارة وهي تسير وقفزت للخارج ثم هربت مسرعا وأنا لا أشعر بشيء، وفجأة شاهدت أناسا يقرأون القرآن علي، وتبين فيما بعد أنهم أصدقائي وأشخاص تصادف مرورهم، وعندما حاولت التقاط أنفاسي وهم يقرأون القرآن إذا بي أشاهدها بينهم تنظر إلي بحدة، فهربت مرة أخرى وكانوا يلحقون جميعا بي وهي معهم (عارية) ما زاد من خوفي ورعبي، ولم أستيقظ إلا في المستشفى، ومنذ تلك الحادثة التي مضى عليها أكثر من أسبوع لا أفارق القرآن والمنزل».
صدمة نفسية
من جهته، قال والد الشاب «ذهب حسام إلى أبها لبيع الثعبان ولكنه تأخر في العودة حتى ما بعد العشاء، فانتابني القلق ووجدت صعوبة في الاتصال به لأن جواله مغلق فأبلغت الجهات الأمنية وعند الواحدة ليلا اتصل بي شقيقي وأخبرني بأن ابني في المستشفى وأنه تعرض لصدمة نفسية ويحتاج إلى راق، فاستعنت بأحد أصدقائي من المشايخ وذهبنا إلى المستشفى».
وتابع «سألت الطبيب عن حالته فأكد سلامته، ولكنه يحتاج لعلاج نفسي بسبب تعرضه لصدمة قوية، وبعد القراءة عليه بدأ في استعادة الوعي فنقلناه للمنزل، وكان بعض الرقاة يحضرون للقراءة عليه ويتناوبون على ذلك».
وأضاف «نصحنا الشيخ هادي الثوابي بعدم التعرض للحيوانات وإيذائها كون الجان يلتبس بها»، وزاد «زوجة والدي بعد مشاهدتها الثعبان أصبحت تهذي وتقول لوالدي (الثعبان أتى)!! (الثعبان تحت السرير)!! (الثعبان هناك)!! وهو ما يشير إلى أن ذلك الثعبان به جان، إضافة لكون هذه النوعية من الثعابين تسمى بجمل (الجن) وهي معروفة في منطقة عسير ولا نعلم سبب هذه التسمية من زمن غابر».
عالم خفي
من جهته، فند الشيخ هادي الثوابي ملابسات القصة بالقول «الجان قد يظهر للانتقام في صور كثيرة، وهناك الكثير مما ورد في هذا الشأن وتحريم الاعتداء على الحيوانات، والجان عالم مخفي لا يرى، ويبدو أن الشاب بحسن نية تسبب في موت الثعبان ورغب الجان في الانتقام لأن هناك حالات كثر تتخذها الجان وسيلة للتلبس بالإنسان في حال كان غير محصن بذكر الله، وأنصح بعدم إيذاء الحيوانات كالزواحف وغيرها، لأنها من مخلوقات الله، إلا في حالة الدفاع عن النفس وبعد ذكر الله».