«سحروني» وأبعدوني

مرض غامض لاحقه في ملعب الأهلي.. محمد المترو:

«سحروني» وأبعدوني

حوار: عبدالله الثبيتي

يقلب الحارس الدولي السابق وثاني أفضل حراس النادي الأهلي في تاريخه محمد المترو صفحات التاريخ، متناولا الأسباب الحقيقة وراء هجرته للكرة للمرة الأولى ومعرجا على كثير من التفاصيل الهامة التي اختار أن يرويها لـ«عكاظ»، كاشفا عن الأسباب الرئيسية التي أجبرته قسرا على الرحيل من ناديه الأهلي بعد تعرضه كما يقول لمرض غريب لا يصيبه إلا حينما يؤدي حصة التدريب مع زملائه اللاعبين، مستعرضا أبرز المحطات التي قضاها في النادي ومشوار الـ20 عاما الذي انتهى كما يقول نهاية محزنة بالنسبة له، باعتزاله قسرا وعن غير رغبة بعد أن أصابه السحر والعين كما ذكر له مشايخ ورقاة، وتناول أسباب رفضه اللعب للوحدة بعد الأهلي وسر إبعاده ابنه عن اللعب لناديه السابق، وأمور أخرى تطالعونها في سياق الحول التالي:


• ابتعادك عن الأهلي في زمنك الجميل، كان غاضما ومريبا للكثير من الجماهير، وثارت شكوك حول رحيلك الغريب، لماذا اعتزلت؟
- غادرت الأهلي وأنا في فترة تألقي بعد أن أصابني مرض غريب أجبرني على الرحيل من النادي رغم تمسكي به طويلا، كانت قسوة الألم تتنامى لدي عندما أقوم بتأدية تماريني اليومية مع زملائي ويظهر في جسمي انتفاخ غريب، لكنه يزول عندما أتمرن في أي ملعب آخر وبينها أكاديمية النادي نفسه إذ لا أشعر بأي أعراض للمرض ولكن المعلب الرئيسي حينما أقوم بحصة التدريب يداهمني هذا المرض ولا أستطيع الاستمرار.
* ماذا فعلت لعلاج ذلك ؟
- ذهبت إلى بريطانيا بحثا عن العلاج وأخذت معي عينة من الملعب وتم فحصي وفحص العينة من العشب قالوا كل الفحوصات سليمة أنت لا تعاني من مرض الحساسية أو مرض آخر والعشب ليس له علاقة بالمرض، فعدت مرة أخرى من أجل مواصلة المشوار ولكن دون جدوى حيث عادت لي أعراض المرض.

سحر وعين حادة
• هل تعالجت بالرقية؟
- نعم ذهبت إلى شيوخ يعالجون بالرقية وقالوا أنت مصاب بسحر وعين حادة، وأعطوني عسل سدر وماء زمزم ومع ذلك بقي المرض يلازمني حتى اتخذت قرار الرحيل عن الأهلي وابتعدت كليا عن المستطيل الأخضر.
* لماذا لم تتجه لناد آخر طالما أن مرضك مرهون بتمارينك مع النادي الأهلي؟
- أحد محبي نادي الوحدة كلمني بشأن ذلك، وحددنا يوما معينا من أجل الانخراط في تمارين الفريق وحينما جئت صدمت بإداري الفريق الذي كان متواجدا في حينها، وقال سوف نخضعك للتجربة ثم نقرر، وتاريخي لم يسمح لي بقبول مثل هذا الأمر، فقلت لهم بعد ذلك مع السلامة لأنني لاعب معروف ومازلت في قمة مستواي واخترت الاعتزال بعد هذه الصدمة.
• ولكن الأهلي تجاهلك في التكريم الأخير للاعبين القدامى رغم أنه كرم كثيرين.. ما تعليقك؟
- بصراحة أنا لا أعرف ما هي الظروف ربما كانت إدارات النادي الأهلي في السابق مشغولة بأمور عديدة ليس لديها معلومة، ولكن أنا أعتبر أن الجماهير الأهلاوية كرمتني حينما طرحت استفتاء عن أفضل الحراس الذين مروا على تاريخ الأهلي حيث جاء أحمد عيد أولا وأنا ثانيا وهذا شرف لي وأكبر تكريم لي أن أكون الحارس الثاني بعد أحمد عيد، ولم أتلق حتى اقتراحا بشأن تكريمي بعد رحيلي ولدي عتب كبير على الأهلي والعلاقات العامة فيه بسبب عدم توجيه دعوة لحضور المباراة النهائية مع اللاعبين القدامى الذين جلبوا بطولات وساهموا بفعالية في صنع تاريخ الأهلي، تمنيت أن ندعى حينما يكون الأهلي طرفا في نهائي أو مناسبة رياضية كبيرة وفاء لنا، ولكن لهم موقع في القلب مهما حدث.

رحلة التعب والنجومية
• ما هي أكبر الخسائر التي لحقت به في مشوارك الرياضي؟
- إصابات متنوعة وعمليتان جراحيتان وتعب عشرين عاما ومشوار يومي من مكة إلى جدة، وفي المقابل خرجت وأنا أحظى بحب الجماهير ولن أنسى فضل هذا النادي الذي صقل موهبتي بعد أن كنت ألعب في صفوف نادي الكفاح سابقا «حراء حاليا».
• لماذا حرمت أبناءك من الانخراط في المجال الرياضي؟
- لا أريد أن يشربوا من نفس الكأس المر الذي شربت منه، فبندر ولدي الكبير لعب للأهلي في درجة الناشئين وكان يلعب أساسيا وكنت أنا أدرب الحراس ولظروف معينة تركت الأهلي وكان عمر ولدي 15عاما لا يستطيع قيادة السيارة فطلبت منه التركيز على الدراسة وأن لا يسلك طريق والده المتعب والمرهق الذهاب والعودة كل يوم من جدة إلى مكة.

مشاغل الحياة أبعدتنا
• هل مازلت تتواصل مع جيلك؟
- مع القليل منهم مثل حسام وباسم أبوداود وعبدالله الرشود يوسف عنبر ومحمد عبدالجواد هؤلاء أبرز العناصر التي أتواصل معهم من فترة لأخرى عبر الهاتف وكل شخص في النهاية مشغول بحياته الخاصة.
• حاليا ماذا تعمل وهل لديك مشروع رياضي؟
- في الوقت الراهن أنا مشرف عام على أكاديمية في مكة المكرمة ولدي مشروع سوف يطبق لأول مرة في المملكة حيث اتفقت مع مالك الأكاديمية هاني بامقوس وهو عضو مجلس إدارة نادي الوحدة فتح أكاديمية خاصة للحراس لأنه في الوقت الراهن الحارس عملة نادرة في كافة الأندية السعودية حيث سنستقطب كل موهبة في مكة ونبحث أيضا عبر المدارس عن الحراس الموهوبين ونقوم بصقلهم عبر جهاز متخصص.