في ميدان التغريد!!
الجمعة / 28 / ربيع الثاني / 1435 هـ الجمعة 28 فبراير 2014 21:16
عزيزة المانع
إذا كان يقال: لكل من اسمه نصيب، فإن حوارات تويتر التي يطلق عليها اسم تغريد أبعد ما تكون من أن ينالها نصيب من ذلك الاسم!
التغريد كلمة موسيقية حالمة توحي لك بزقزقة العصافير وغناء الطيور، تجعلك تحلق معها في عالم من الجمال والسلام والوئام، لكن هذه الكلمة الحالمة الناعمة تتمرد على خيالاتك فتنسفها من جذورها متى مضيت تطالعها على صفحات تويتر، هناك تجد تلك الكلمة استحالت فارسا مغوارا يصول ويجول في ميدان الصراع التويتري، وبقدرة قادر تتحول تلك الحالمة الناعمة إلى كرة شوكية تتقافز جيئة وذهابا بين المتصارعين فتغرس أطرافها المدببة في لحم كل من يمسها بمن فيهم صاحبها.
تغريدات تويتر من طبعها أنها لا تميل إلى البحث في الجمال ولا التأمل في الوجود، ولا يستهويها النبش عن المعرفة أو استجلاء الحقيقة، هي مفطورة على حب شيء واحد، واحد فقط، قنص فلتات الألسن. فاقتناص الفلتات اللسانية له جاذبية ساحرة تجعل دم الحياة يجري حارا في حروف التغريدة فتدفئ ما حولها وتطيل أمد بقاء المتفرجين والمشجعين من حولها.
في ميدان (التغريد) التويتري، لا تتوقع أن تشنف أذنك أنغام حريرية تحملك على جناح خيال من الجمال والحب، وإنما كن متهيئا لسماع قرقعة الكلمات تتصافق فيما بينها، وكن على حذر من أن يصيبك شيء من قذائف شررها.
فلتات اللسان التي تولد في المجلس الضيق، غالبا لا تعيش طويلا، لكن الفلتات التي تولد في المجالس الرحبة ذات الفضاء غير المحدود حيث لا أسوار تعيق انطلاقها ولا أبواب توصد دونها، يكون نصيبها الخلود، حيث تستعصي على النسيان وتتلقفها الألسن تتنافس على اقتناص ما قد يكون فيها مما يصلح وقودا لمعركة، وحينذاك، قل على صاحبها الرحمة، فهو لا محالة صائر إلى فريسة جديدة تنهشها الطير. التغريد بحرية هو وإن أتاح للناس مجالا فسيحا لعرض أفكارهم وآرائهم، إلا أنه بات عاملا في إثارة المنازعات والخصومات بينهم كلما تضاربت رؤاهم وتصادمت فيما بينها. وهو أمر متوقع فهم لم يعتادوا من قبل على مثل هذه الحرية التي أتاحها تويتر لهم، ولم يألفوا من قبل هذه الصراحة في إبداء ما يعتنقون من الأفكار، وزاد على ذلك معرفتهم أنهم غير ملزمين بالإفصاح عن هوياتهم، فانطلق كل منهم يقول ما يشاء مبديا ما يخزنه في ذهنه من فكر مخالف أو غير مخالف، فكثرت منهم فلتات اللسان، وسقط بعضهم صريعا بها، وما كان لها أن تفعل لو أنهم قالوها بعبارات مختلفة، لكنهم تسرعوا فأساءوا التعبير فوقعوا فرائس سهلة في شباك القانصين.
التغريد كلمة موسيقية حالمة توحي لك بزقزقة العصافير وغناء الطيور، تجعلك تحلق معها في عالم من الجمال والسلام والوئام، لكن هذه الكلمة الحالمة الناعمة تتمرد على خيالاتك فتنسفها من جذورها متى مضيت تطالعها على صفحات تويتر، هناك تجد تلك الكلمة استحالت فارسا مغوارا يصول ويجول في ميدان الصراع التويتري، وبقدرة قادر تتحول تلك الحالمة الناعمة إلى كرة شوكية تتقافز جيئة وذهابا بين المتصارعين فتغرس أطرافها المدببة في لحم كل من يمسها بمن فيهم صاحبها.
تغريدات تويتر من طبعها أنها لا تميل إلى البحث في الجمال ولا التأمل في الوجود، ولا يستهويها النبش عن المعرفة أو استجلاء الحقيقة، هي مفطورة على حب شيء واحد، واحد فقط، قنص فلتات الألسن. فاقتناص الفلتات اللسانية له جاذبية ساحرة تجعل دم الحياة يجري حارا في حروف التغريدة فتدفئ ما حولها وتطيل أمد بقاء المتفرجين والمشجعين من حولها.
في ميدان (التغريد) التويتري، لا تتوقع أن تشنف أذنك أنغام حريرية تحملك على جناح خيال من الجمال والحب، وإنما كن متهيئا لسماع قرقعة الكلمات تتصافق فيما بينها، وكن على حذر من أن يصيبك شيء من قذائف شررها.
فلتات اللسان التي تولد في المجلس الضيق، غالبا لا تعيش طويلا، لكن الفلتات التي تولد في المجالس الرحبة ذات الفضاء غير المحدود حيث لا أسوار تعيق انطلاقها ولا أبواب توصد دونها، يكون نصيبها الخلود، حيث تستعصي على النسيان وتتلقفها الألسن تتنافس على اقتناص ما قد يكون فيها مما يصلح وقودا لمعركة، وحينذاك، قل على صاحبها الرحمة، فهو لا محالة صائر إلى فريسة جديدة تنهشها الطير. التغريد بحرية هو وإن أتاح للناس مجالا فسيحا لعرض أفكارهم وآرائهم، إلا أنه بات عاملا في إثارة المنازعات والخصومات بينهم كلما تضاربت رؤاهم وتصادمت فيما بينها. وهو أمر متوقع فهم لم يعتادوا من قبل على مثل هذه الحرية التي أتاحها تويتر لهم، ولم يألفوا من قبل هذه الصراحة في إبداء ما يعتنقون من الأفكار، وزاد على ذلك معرفتهم أنهم غير ملزمين بالإفصاح عن هوياتهم، فانطلق كل منهم يقول ما يشاء مبديا ما يخزنه في ذهنه من فكر مخالف أو غير مخالف، فكثرت منهم فلتات اللسان، وسقط بعضهم صريعا بها، وما كان لها أن تفعل لو أنهم قالوها بعبارات مختلفة، لكنهم تسرعوا فأساءوا التعبير فوقعوا فرائس سهلة في شباك القانصين.