الموقف الخاطئ لروسيا في سوريا!
الأحد / 01 / جمادى الأولى / 1435 هـ الاحد 02 مارس 2014 19:36
منصور الطبيقي
لغة الأرقام لا تكذب أبدا، فبعد ثلاث سنوات من ثورة الشعب السوري النبيل ضد نظام مجرم استباح الدماء والأعراض، تأتينا إحصائيات صادمة من منظمات إنسانية محايدة وأخرى تابعة للأمم المتحدة لتشير بأرقام يصعب تخيلها وتوضح مقتل أكثر من 136 ألف مواطن سوري منذ بداية الأزمة وأعداد هائلة من المصابين بإصابات حرجة وإعاقات دائمة، وارتفاع عدد اللاجئين السوريين إلى أكثر من مليونين ونصف منهم أكثر من مليون طفل لاجئ، ونحو تسعة ملايين سوري يحتاجون إلى مساعدات وفق تصريحات مسؤولي المساعدات بالأمم المتحدة.
والسؤال هنا هل كان النظام السوري يستطيع الاستمرار في قتل شعبه وإذاقته أبشع أنواع العذاب التي لم يشهد له التاريخ الحديث مثيلا دون الاستعانة بالدول الحليفة التي تمده بالسلاح والمال والمرتزقة الأوباش والدعم السياسي في مجلس الأمن، الإجابة المنطقية وبدون تفكير لن يستطيع البقاء طويلا، وكان من المفترض أن تنتهي الأزمة في وقت أقصر حسب تسلسل الأحداث وانتصارات المعارضة المسلحة.
روسيا الاتحادية هي أكبر داعم لنظام بشار أمدته بالسلاح المتطور والدعم السياسي في مجلس الأمن، والذي أطال أمد الصراع هناك، وأجهضت جميع المبادرات التي حاولت إنهاء الأزمة سياسيا ودوليا وآخرها كانت في مؤتمر (جنيف 2) الفاشل، ذلك الدعم فسره النظام بالاستمرار والتمادي في قصف المدنيين بالبراميل المتفجرة يوميا، وتجويع أحياء كاملة بمنع الغذاء والدواء عنهم، حيث قضى عشرات الأطفال والنساء جوعا كما حدث في مخيم اليرموك الحزين.
ولكن التساؤل الآخر هو لماذا فعلت موسكو ذلك؟، ولماذا تدعم نظام شهد العالم كله - إلا أنظمة بائسة- أنه نظام مجرم ديكتاتوري يجب التخلص منه بأسرع وقت ممكن لمصلحة سوريا ولغد أفضل لأبنائها؟
الإجابة على ذلك ليست صعبة، فالجانب الإنساني هو آخر ما تفكر فيه السياسة الروسية، في ظل لعبة المصالح التي تمارسها وجعلتها فوق أي اعتبار للدماء والمعاناة الإنسانية الشديدة، فروسيا لديها إرث تاريخي يتمثل في آخر قاعدة بحرية لهم في مدينة طرطوس وهي الأخيرة للإمبراطوية السوفيتية البائدة، وهم لا زالو أيضا تحكمهم عقلية الحرب الباردة والحفاظ على الأمن الروسي والذي يسعون من خلاله المحافظة على آخر الحلفاء في المنطقة، وهناك أكثر من 20 بليون دولار استثمارات مباشرة لروسيا في سوريا، بالإضافة إلى الاحتياطي النقدي السوري لديها وصفقات السلاح المستمرة منذ عام 1955م.
وفي الحقيقة أن نجاح روسيا في تجنيب حليفها السوري ضربة عسكرية غربية، جعلها تزداد غرورا و(بجاحة) في مواقفها المتشددة والمتغطرسة تجاه الأزمة السورية، ولكنني أعتقد أن ما حصل في أوكرنيا من ثورة عارمة أنهت النظام الحليف الأقرب لروسيا، هو نهاية الاستبداد والتجبر الروسي، وعدوى الثورات قد ينتقل إلى روسيا التي قمعت معارضات شديدة في السنوات الماضية، ولدينا شواهد في انتقال الثورات في العالم العربي، وهو أكثر ما تخشاه روسيا.
دول العالم المتحضر نصحت روسيا في أكثر من مناسبة لخطورة انحيازها للنظام المستبد في سوريا وقدمت مبادرات كثيرة لحل الأزمة كانت تنتهي بالفشل للتعنت الروسي، وتنديد وزارة الخارجية السعودية الأخير كان الأقوى والأشد لهجة من بين كل البيانات الرسمية وذلك يبين حجم الامتعاض والدهشة والاستغراب لهذا الموقف الروسي الخاطئ، والتاريخ لن يغفر للدول التي تتلاعب بأرواح البشر.
والسؤال هنا هل كان النظام السوري يستطيع الاستمرار في قتل شعبه وإذاقته أبشع أنواع العذاب التي لم يشهد له التاريخ الحديث مثيلا دون الاستعانة بالدول الحليفة التي تمده بالسلاح والمال والمرتزقة الأوباش والدعم السياسي في مجلس الأمن، الإجابة المنطقية وبدون تفكير لن يستطيع البقاء طويلا، وكان من المفترض أن تنتهي الأزمة في وقت أقصر حسب تسلسل الأحداث وانتصارات المعارضة المسلحة.
روسيا الاتحادية هي أكبر داعم لنظام بشار أمدته بالسلاح المتطور والدعم السياسي في مجلس الأمن، والذي أطال أمد الصراع هناك، وأجهضت جميع المبادرات التي حاولت إنهاء الأزمة سياسيا ودوليا وآخرها كانت في مؤتمر (جنيف 2) الفاشل، ذلك الدعم فسره النظام بالاستمرار والتمادي في قصف المدنيين بالبراميل المتفجرة يوميا، وتجويع أحياء كاملة بمنع الغذاء والدواء عنهم، حيث قضى عشرات الأطفال والنساء جوعا كما حدث في مخيم اليرموك الحزين.
ولكن التساؤل الآخر هو لماذا فعلت موسكو ذلك؟، ولماذا تدعم نظام شهد العالم كله - إلا أنظمة بائسة- أنه نظام مجرم ديكتاتوري يجب التخلص منه بأسرع وقت ممكن لمصلحة سوريا ولغد أفضل لأبنائها؟
الإجابة على ذلك ليست صعبة، فالجانب الإنساني هو آخر ما تفكر فيه السياسة الروسية، في ظل لعبة المصالح التي تمارسها وجعلتها فوق أي اعتبار للدماء والمعاناة الإنسانية الشديدة، فروسيا لديها إرث تاريخي يتمثل في آخر قاعدة بحرية لهم في مدينة طرطوس وهي الأخيرة للإمبراطوية السوفيتية البائدة، وهم لا زالو أيضا تحكمهم عقلية الحرب الباردة والحفاظ على الأمن الروسي والذي يسعون من خلاله المحافظة على آخر الحلفاء في المنطقة، وهناك أكثر من 20 بليون دولار استثمارات مباشرة لروسيا في سوريا، بالإضافة إلى الاحتياطي النقدي السوري لديها وصفقات السلاح المستمرة منذ عام 1955م.
وفي الحقيقة أن نجاح روسيا في تجنيب حليفها السوري ضربة عسكرية غربية، جعلها تزداد غرورا و(بجاحة) في مواقفها المتشددة والمتغطرسة تجاه الأزمة السورية، ولكنني أعتقد أن ما حصل في أوكرنيا من ثورة عارمة أنهت النظام الحليف الأقرب لروسيا، هو نهاية الاستبداد والتجبر الروسي، وعدوى الثورات قد ينتقل إلى روسيا التي قمعت معارضات شديدة في السنوات الماضية، ولدينا شواهد في انتقال الثورات في العالم العربي، وهو أكثر ما تخشاه روسيا.
دول العالم المتحضر نصحت روسيا في أكثر من مناسبة لخطورة انحيازها للنظام المستبد في سوريا وقدمت مبادرات كثيرة لحل الأزمة كانت تنتهي بالفشل للتعنت الروسي، وتنديد وزارة الخارجية السعودية الأخير كان الأقوى والأشد لهجة من بين كل البيانات الرسمية وذلك يبين حجم الامتعاض والدهشة والاستغراب لهذا الموقف الروسي الخاطئ، والتاريخ لن يغفر للدول التي تتلاعب بأرواح البشر.