الأمانة وفشل الضنك

ياسر سلامة

- في 23 شوال 1429هجريا كتبت في هذه الزاوية تحت عنوان الأمانة والضنك ما نصه «إن الدولة عندما رصدت ما يزيد على المليار وأربعمائة مليون لمكافحة حمى الضنك من المؤكد أن الهدف كان القضاء التام على الوباء من جدة، لا أن يكون مسيطرا عليه فقط فيظهر وينشط في أوقات وتقل عدد حالات الإصابة به في أوقات أخرى، ويصبح مستوطنا كما هو الحال اليوم في أفقر الدول الأفريقية».
- وفي 7/3/1430 هجريا أيضا كتبت تحت عنوان الشورى والضنك، ما نصه «ان الطريقة التي تدار بها برامج مكافحة حمى الضنك غير مكتملة علميا وتحتاج كثيرا من المراجعات، والاعذار التي تقدمها بعض الجهات المعنية التي فشلت في مواجهة الوباء اصبحت ضعيفة ولا تنطلي حتى على الأميين، فلا إنجاز المشاريع السلحفائية النائمة منذ أربع سنوات سوف ينهي المرض ولا ترميم وتغطية مجرى السيل الشمالي وانشاء الغابة الشرقية وتنفيذ شبكة تصريف المياه ومعالجة تلوث بحيرتي الأربعين وشرم أبحر والكورنيش الجنوبي والشمالي سوف تنهي الوباء، المرض استوطن وهذا واضح للجميع والجهات المعنية وعلى رأسها امانة جدة تطلب من الناس الانتظار لحين الانتهاء من المشاريع للقضاء على الضنك، وبمعنى آخر الانتظار حتى انتهاء فترة الإدارة الحالية والتي بعدها للحكم علي برنامجها لمكافحة الصنك».
- وفي 5/4/1430 هجرياْ كتبت تحت عنوان فشل احتواء الضنك، مقالا عبارة عن مقارنة بين مليار واربعمائة مليون صرفت للقضاء على الضنك ابتداء من عام 2006، وبين ما صرفته مقاطعة تشنقهاي شمال الصين، حيث استثمرت 220 مليون دولار لتنفيذ مشروع الحماية والمعالجة الشاملة للبيئة الحيوية في حوض تشنقهاي وهضبة تشنقهاي/ التبت، وذكرت نصا «مليار واربعمائة مليون مبلغ ضخم لم تتأخر ولم تبخل به الدولة أيدها الله للقضاء على الضنك في جدة وبدلا من أن تعترف الامانة بفشلها في القضاء على الوباء تطالب الجهات المختصة بدعمها بميزانيات مالية اضافية لمواصلة اعمالها عقب تزايد الحالات».
- وفي 25 ذي الحجة 1431 هجريا وتحت عنوان هجوم الأمانة والضنك وبعد اتهام وكيل الأمين المواطنين بعدم التعاون مع الفرق الميدانية للمكافحة، ما أعاق البرامج والخطط التي وضعتها الجهات المختصة للقضاء على نواقل الضنك، وأن الأمانة غير مسؤولة لوحدها عن هذا الوباء، وبعد هذا التهرب المغلف باتهام الناس كتبت نصا «إذا كانت الأمانة غير مسؤولة لوحدها عن هذا الوباء، فلماذا قبلت أن تتصدى لمكافحته وحدها واستلمت مقابل ذلك مليارا واربعمائة مليون ريال، أم أن هذا المبلغ الضخم انتهى وأصبح الوباء عبئا على ميزانيات وبنود أخرى للأمانة».
- هذا مختصر لما توقعته وأكدته ولسنوات طويلة من أن الأمانة ستفشل في احتواء الضنك، ويؤكد ذلك ما ذكره مدير الشؤون الصحية لمحافظة جدة في «عكاظ» السبت الماضي وهو يفصل عدد 102 حالة اصابة مؤكدة للضنك في جدة الشهر الماضي فقط، فذكر أن 20 إصابة مؤكدة كانت يوم الأحد الاسبوع الماضي، والأسبوع الذي قبله 26 حالة مؤكدة، وفي أسبوعين سابقين 56 حالة وفق التقارير الرسمية الأسبوعية الصادرة من الشؤون الصحية، فهل بعد صرف المبالغ الضخمة على هذا الملف دون نتيجة، وهل بعد استمرار تزايد الحالات، وهل بعد دحض كل الأعذار الفاشلة لعدم احتواء المرض لا زال لدينا أمل في قدرة الأمانة على احتواء ضنك جدة.