حين يكون صاحب القرار مثقفا

عبدالرحمن العكيمي

كم هو جميل جدا أن يصبح صاحب القرار مثقفا محاطا بالهم الثقافي يعرف مساراته ويدرك همومه وتحولاته ويعي ما يدور بداخله، ولعلي أتحدث في هذا المقال عن وزير الثقافة والإعلام الشاعر الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، وليس هذا من قبيل المداهنة، لكنني أتحدث بوصفي شاهدا على قضايا تمس المؤسسات الثقافية في عدد من المناطق، وجاء الوزير المثقف بوعيه الرائع ليتدخل في أكثر من مرة ويعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، ولعل قدر وزارة الثقافة والإعلام أن تخوض الأندية الأدبية تجربة الانتخابات وتشكيل الجمعيات العمومية، بما صاحبها من خلل واتهامات وما أحدثته من تحول في مسار العمل الثقافي بالأندية الأدبية، والتي أصبحت طرفا ثابتا في قضايا ونزاعات وشكاوى تسببت فيها آلية الانتخابات التي تمت بطريقة إلكترونية هي الأولى من نوعها على مستوى العالم!!
جاء وزير الثقافة والإعلام حين وقع نادي تبوك الأدبي في العام الماضي بحالة من الحرج الشديد بسبب تدخل وكالة الوزارة للشؤون الثقافية التي احتجت على مشاركة أحد الأسماء المعروفة لأنها تقف منه موقفا ما، مطالبة بتأجيل أو إلغاء مهرجان تبوك للشعر الخليجي، والذي استضاف العديد من المبدعين من أبناء مجلس التعاون جاء صوت الوزير المثقف مستغربا من حالة التدخل: (أقيموا مهرجانكم)، مؤكدا تأييده لإقامة المهرجان، وتمنى لو أنه حضر مستمعا ومشاركا، وبعدها بيومين من هذا التدخل الثقافي الرائع قام الوزير بإعفاء مدير الأندية السابق على خلفية الاجتهادات غير الموفقة تجاه أدبي تبوك. إن مثل هذه الشخصية القيادية المثقفة لو لم تكن موجودة لكانت خيبة بعض الأندية الأدبية والمشهد الثقافي كبيرة جدا.. وكنا وما زلنا نتساءل على واقع عاشته الأندية الأدبية: منذ متى يغلق نادٍ أدبي بالسلاسل والحديد لأسباب غامضة، ويقحم ذلك النادي في إشكالية لم تكن موجودة أصلا؟؟ وغيرها من الحوادث التي شهدتها الأندية، وآخرها الحكم الصادر من المحكمة الإدارية ببطلان انتخابات أدبي أبها وما حدث فيها.. ترى من أجل ماذا يحدث ذلك؟ وماذا يعيق انسيابية واستمرارية للعمل في المشهد الثقافي؟
إن الدكتور عبدالعزيز خوجة ساهم بشكل كبير في معالجة الكثير من الإشكاليات التي صنعتها أخطاء فردية في وكالة الوزارة للثقافة.. لكن السؤال: إلى متى تظل الوكالة مشرفة على المشهد الثقافي.