أزمة الدولة الحديثة
الأحد / 15 / جمادى الأولى / 1435 هـ الاحد 16 مارس 2014 20:05
شتيوي الغيثي
العالم العربي اليوم يكاد يكون صراعا بين عدد من الأطراف المتطرفة ما بين سنة أو شيعة، أو أحزاب إسلامية متطرفة من داخل المذهب الواحد، ولعل الحالة السورية هي أعنف الحالات الفكرية والسياسية التي تمثـلت من خلالها عمق الأزمة التي تعيشها التيارات الإسلامية المتطرفة كنتيجة واضحة لمدى عدم تلاؤم هذه التيارات مع الواقع المعاصر.
تكمن أزمة الدولة الدينية مع ذاتها الإسلامية العامة والكلية كالهويات المتعددة داخل الجسد الإسلامي الكبير. إنها أزمة الذات القاصرة مع الآخر المختلف بين الذوات الإسلامية المتعددة، كالمذاهب أو الأقاليم أو الأعراق المختلفة داخل الطيف الإسلامي، ويصل التطرف أحيانا إلى نوع من التماس المسلح بين مختلف المذاهب الإسلامية كما حصل في العراق وسوريا حاليا أو الشتائم المتبادلة بين بعض رموز تلك الأطرف بل تكاد رموز التسامح من داخل منظومة المذاهب لا تساوي شيئا عند رموز التطرف. ويبقى العالم الإسلامي يصارع في أكثر من مكان، وفي أكثر من قضية، فضلا عن صراع العالم الإسلامي مع ذاته وأطيافه المختلفة، وهنا تضيع مشاريع التسامح وأطروحات التعايش سدى.
خلال السنوات الثلاث الماضية كان عموم المسلمين في اختبار حقيقي في تأزمات الذات وتأزمات الآخر وموقف الذات من ذاتها المختلفة، وموقفها من الآخر أو ردة فعلها على مواقف مضادة من قبل الآخر. كان الناس أمام واقع الثورات والديمقراطيات لتختبر مدى تسامحهم، ومدى ارتباطهم بمفاهيم الدولة الحديثة. الذي حصل أنه جاءت الدولة الدينية كبديل متطرف للديمقراطية التي كان من المفترض أن تكون هي سيدة الموقف العربي. جاءت الدولة الدينية لتهدم كل ما يمكن أن يتفاءل به الفرد العربي من صلاح أوضاعه.
كان البعض ــ إيمانا بفشله من العلمانيات العربية التي يراها هي سبب أوضاع العالم العربي التي جاءت الثورات ضده ــ يراهن على التيارات الإسلامية كبديلة موضوعية لانهيار العلمانية في العام العربي، رغم أنه لا علمانية حقيقية لدينا كعرب وإنما سياسات تأخذ من العلمانية والإسلامية على حد سواء ما يتوافق مع مصالحها الحزبية أو القومية لكي تبقى في سدة الحكم أطول فترة ممكنة. الرهان على الدولة الإسلامية المعتدلة كان رهانا خاسرا سرعان ما ثبت عكسه لأنه إسلام هذه التيارات هو إسلام حزبي وليس إسلاما عاما يمكن له أن يجمع كافة المذاهب تحت إطار الدولة المدنية الحديثة. كان ظلال الدينية هو الذي امتد أكثر من ظلال الدولة المدنية، ولذا كانت النتائج كارثية في أكثرها حتى لم يعد خيار التيارات الإسلامية هو الخيار الذي يمكن له أن يتحقق على أرض الواقع إلا بعد مزيد من الدماء.
تتمثل أزمة الدولة الدينية من الآخر في الموقف الرافض والمناهض للآخر مهما كان سواء حتى لو كانت القيم التي يحاول تبنيها الآخر تصب في صالح الذات الإسلامية كما هي فكرة التسامح أو التعايش بين الأديان والمذاهب والثقافات المختلفة على اعتبار حق الآخر في اختلافه كنوع من التعددية الفكرية والثقافية التي أصبحت فكرة رائجة جدا منذ أفكار ما بعد الحداثة.
إن الصراع بين أشكال التطرف قاد إلى احتراب ثقافي وسياسي خطير ذهب ببعضه إلى حد الاحتراب المسلح بين الثقافات على اختلاف مشاربها، وهو صراع ثمنه باهـض جدا، وما دام العقلاء لا يقفون موقفا صارما من أشكال التطرف هذه؛ فإننا لا نعدو أن مظاهر أخرى سوف تـتكرر متى ما سنح الوقت بذلك.
تكمن أزمة الدولة الدينية مع ذاتها الإسلامية العامة والكلية كالهويات المتعددة داخل الجسد الإسلامي الكبير. إنها أزمة الذات القاصرة مع الآخر المختلف بين الذوات الإسلامية المتعددة، كالمذاهب أو الأقاليم أو الأعراق المختلفة داخل الطيف الإسلامي، ويصل التطرف أحيانا إلى نوع من التماس المسلح بين مختلف المذاهب الإسلامية كما حصل في العراق وسوريا حاليا أو الشتائم المتبادلة بين بعض رموز تلك الأطرف بل تكاد رموز التسامح من داخل منظومة المذاهب لا تساوي شيئا عند رموز التطرف. ويبقى العالم الإسلامي يصارع في أكثر من مكان، وفي أكثر من قضية، فضلا عن صراع العالم الإسلامي مع ذاته وأطيافه المختلفة، وهنا تضيع مشاريع التسامح وأطروحات التعايش سدى.
خلال السنوات الثلاث الماضية كان عموم المسلمين في اختبار حقيقي في تأزمات الذات وتأزمات الآخر وموقف الذات من ذاتها المختلفة، وموقفها من الآخر أو ردة فعلها على مواقف مضادة من قبل الآخر. كان الناس أمام واقع الثورات والديمقراطيات لتختبر مدى تسامحهم، ومدى ارتباطهم بمفاهيم الدولة الحديثة. الذي حصل أنه جاءت الدولة الدينية كبديل متطرف للديمقراطية التي كان من المفترض أن تكون هي سيدة الموقف العربي. جاءت الدولة الدينية لتهدم كل ما يمكن أن يتفاءل به الفرد العربي من صلاح أوضاعه.
كان البعض ــ إيمانا بفشله من العلمانيات العربية التي يراها هي سبب أوضاع العالم العربي التي جاءت الثورات ضده ــ يراهن على التيارات الإسلامية كبديلة موضوعية لانهيار العلمانية في العام العربي، رغم أنه لا علمانية حقيقية لدينا كعرب وإنما سياسات تأخذ من العلمانية والإسلامية على حد سواء ما يتوافق مع مصالحها الحزبية أو القومية لكي تبقى في سدة الحكم أطول فترة ممكنة. الرهان على الدولة الإسلامية المعتدلة كان رهانا خاسرا سرعان ما ثبت عكسه لأنه إسلام هذه التيارات هو إسلام حزبي وليس إسلاما عاما يمكن له أن يجمع كافة المذاهب تحت إطار الدولة المدنية الحديثة. كان ظلال الدينية هو الذي امتد أكثر من ظلال الدولة المدنية، ولذا كانت النتائج كارثية في أكثرها حتى لم يعد خيار التيارات الإسلامية هو الخيار الذي يمكن له أن يتحقق على أرض الواقع إلا بعد مزيد من الدماء.
تتمثل أزمة الدولة الدينية من الآخر في الموقف الرافض والمناهض للآخر مهما كان سواء حتى لو كانت القيم التي يحاول تبنيها الآخر تصب في صالح الذات الإسلامية كما هي فكرة التسامح أو التعايش بين الأديان والمذاهب والثقافات المختلفة على اعتبار حق الآخر في اختلافه كنوع من التعددية الفكرية والثقافية التي أصبحت فكرة رائجة جدا منذ أفكار ما بعد الحداثة.
إن الصراع بين أشكال التطرف قاد إلى احتراب ثقافي وسياسي خطير ذهب ببعضه إلى حد الاحتراب المسلح بين الثقافات على اختلاف مشاربها، وهو صراع ثمنه باهـض جدا، وما دام العقلاء لا يقفون موقفا صارما من أشكال التطرف هذه؛ فإننا لا نعدو أن مظاهر أخرى سوف تـتكرر متى ما سنح الوقت بذلك.