الشيخ عبداللطيف .. هل هو جامي ؟!

تركي الدخيل

يبدع البعض في اختلاق تصنيفات عجيبة. وتصر مجاميع الناشطين والحقوقيين على نبز المخالفين لهم بأبشع الأوصاف، أقلها «الجامية»، فإن كان بلحية فهو «جامي مدخلي»، وإن كان بلا لحية فهو «ليبرالي جامي»، أو «الليبروجامية»، هذه مفردات مثيرة للسخرية أحيانا، إذ يأتي السؤال: ما قيمة النبز إن كنت تتناول الشخص لا الفكرة، وتضرب السمعة لا الحجة؟!
حين بادر الشيخ عبداللطيف آل الشيخ رئيس هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قبل شهرين، بالحديث عن «الدعاة الذين يسكنون القصور والفلل ويركبون أفخم السيارات ثم يدعون أبناء الناس البسطاء إلى الجهاد في سورية»، حين ضرب على هذا الوتر شغبت عليه أيقونات الحركيين والناشطين، واتهموه بالباطل.
الشيخ عبداللطيف كان سباقا في تحذيره، إذ عقبه برنامج «الثامنة» مع داوود الشريان، ثم تصريح المفتي عبدالعزيز آل الشيخ، وصولا إلى تتويج هذا الأمر قانونيا من خلال الأمر الملكي، وبيان الداخلية المنبثق عن اللجنة المكونة من الوزارات المخولة بتصنيف الجماعات الإرهابية.
بعد كل هذه الدورة النظامية الأمنية لحفظ الحرث والنسل جاء من يلمز الشيخ، وحين حضر إلى معرض الكتاب دعاة على مستوى من الهدوء والاعتدال من جهاز الهيئة قال المناوئون: «أين هو الإنكار»؟!
قبل أمس، صرح رئيس الهيئات ردا على جموع الإخوان المناوئين قائلا: «نعم نحن جامية، ونحن مباحث، ونحن رجال أمن، ما دمنا متمسكين بالكتاب والسنة. هناك فئة من الحزبيين عرف عنها الغش للرعية، وأن هذه الفئة بان عوارها، وظهر شرها، والآن يجب علينا أن نقف كلنا موقفا واحدا لنتمسك بالتوحيد الخالص حتى تنفى هذه الطفيليات التي رانت على أفكار بعض الناس زمنا طويلا في غفلة من بعض طلبة العلم الذين لم يحققوا الواجب المناط بهم في التحذير من هذه الفئات الضالة»، مبينا أن على رأس تلك الفئات ما يسمون بـ«الإخوان المسلمين».
لا تلوموا الشيخ عبداللطيف ولا غيره، ولوموا أفكاركم وأنفسكم، أمامكم المهلة للتراجع عن الأفكار الإرهابية، بدلا من النبز والتشويش والتقافز رغبة في إيذاء الآخرين.