إيـجـابـيـات

فؤاد محمد عمر توفيق

يقول صديقي.. إن أغلب ما يكتبه المجتهدون يتحدث عن السلبيات ويلبس النقد ثوبا لمقالاته.. حين أن هناك كثيرا من الايجابيات والانجازات تسير دون تركيز عليها أو تحليل فيها..
قلت له: هذه الجملة حقيقة يعيشها العالم بأسره.. ولأسباب عديدة. وأهم هذه الاسباب.. فان الانجازات واجب على المسئول لا تستدعي الاشادة والشكر.. وان لم يؤده فيكون كمن يطير خارج السرب ! أما التعثر والأخطاء.. وهي ــ أيضا ــ جزء من بنية بنى الانسان.. تكون أكثر طرقا في وجه المواطن.. فيلمسها بصورة فورية ..
نعم هناك انجازات.. وتضحيات.. وابداع.. ونية حسنة.. وعطاء.. يلتف جميعه حولنا.. ونستفيد منه.. ونتمتع به.. وفينا من يقوم على تحطيمه.. مثل نقل أو تكسير كراسي الرخام التي حاولت الجهات تجهيزها لمرتادي الحدائق والشواطئ !!
ولكن.. لماذا يظل التركيز على سلبيات الانجاز دون ايجابياته ؟.. فاستمر النقاش حول الموضوع الى أن تناولنا كثرة حديث الصحف أو الاعلام عموما عن الاشادة بالأرقام.. وعن التطبيل لبعض الشخصيات أو المسئولين.. فورد ضمن الحديث.. ان حديث المقالات عن السلبيات قد يكون ــ في الأغلب ــ نتيجة ردة فعل نفسية تجاه بعض العناوين الصحفية التي تعتاد المبالغة ..! ان لم يكن المجاملة أو حتى ربما شيء من النفاق !.
وهناك فرق بين العناوين الصحفية التي تعطي الأخبار.. وبين المقالات الصحفية التي تعكس الرأي ..
والأكثر أهمية في الموضوع هو لماذا نعتبر أن الحديث عن السلبيات أمر سلبي ؟. لماذا لا نجعله مسألة ايجابية تساهم في البناء.. وتدعم التصحيح.. وتبني المواطنة المخلصة ؟ لماذا لا نستفيد من أي ارشاد أو توجيه .. سواء بالأخذ به أم بتصحيحه ؟
بقي علينا أن يأتي النقد من حقائق.. والا يكون وليد انفعال أو أوهام.. بيد أن النقد المخلص جزء لا يتجزأ من تكامل الوطن.. وقاعدة ضرورية لأعمدة الانجاز.. وألا يكون بؤرة لتصفية حسابات.. أو أن يتخلله مساس أو لمس لأهداف محددة.. وألا يكون اداة نفاق ــ أيضا.. وعموما يكون النقد أكثر فائدة عندما يتضمن حلولا.. حتى لو لزم الناقد الاستفادة بمختص أو أكثر في الموضوع.
كذلك فان تعميق الانجازات ضرورة في سبيل حسن الاستفاده منها.. بيد أنها في حاجة لتطوير مستمر وحسن ادارة وتنظيم ..
نعم.. هناك انجازات.. وهناك أخطاء.. وهناك ايجابيات.. وهناك سلبيات.. ويشمل ذلك كافة الميادين.. الفنية.. الاجتماعية.. الادارية.. الأمنية.. السياسية.. الآدمية.. الذهنية.. الى آخر ما يمكن من حقول البشرية أو الحضارة.. أو الانسانية ..
ويحمي الله الوطن ..