مواطنة د. دحلان .. وهموم

فؤاد محمد عمر توفيق

أبدع أخي د. عبدالله صادق دحلان من خلال لقاء جميل وبارع في كلمته التي نشرتها «عكاظ» والتي ألقاها في منتدى جدة الاقتصادي أمام حفل قاطعه الحاضرون بتصفيق متكرر بشفافية وإخلاص وصدق، وقد تضمن الإلقاء حقائق وأرقاما مذهلة عن البطالة والسعودة. ولم يتوقف عند طرح المعلومات.. بيد أنه تطرق للحلول التي شملت ضرورة تعديل الجامعات لمناهجها التعليمية لتتواكب مع متطلبات السوق المتصاعدة نحو التقنية.
وفي مقالة سابقة لي تحدثت عن ضرورة تطور الجامعات أولا بخروجها من مأزق المركزية مع وزارة التعليم العالي.. ثم تعامل كل جامعة مع موارد وعوامل نماء كل منطقة تعيشها الجامعة ليكون خريجوها متواكبين مع المتطلبات المستقبلية لكل منطقة.
وبإضافة تطور النهج التقني الذي تحدث عنه د. عبدالله دحلان يمكن الخروج باستراتيجية مميزة للسعودة.. بل ويمكن تعديل مصطلح السعودة بأسلوب حضاري إلى مصطلح اسمه «الاستثمار في الموارد البشرية الوطنية».. بيد أن تحقيق هذا المعنى يؤدي إلى تهيئة السعوديين كموارد بشرية وطنية ليكونوا قادرين على تطوير ونماء مناطقهم من خلال استثمار الموارد الطبيعية الصناعية والزراعية والبترولية والمعدنية المحلية والمتوفرة في مناطقهم.. ضمن استخدام للتقنية.. الأمر الذي يساهم في السعودة الذاتية.. وبالتالي تخفيف نسب البطالة.. بيد أن الأهم من ذلك هو تحسن الاقتصادي الوطني.. ونمو الوطن لمستقبل واعد وأمثل.. وفي مقالة أخرى لي قد تلحق.. أبين كيف أن تعلق الخريجون من الشباب السعودي في التخصصات الإدارية والمالية بالتقنية أدى بكثير من البيوت المالية والتجارية وبالأكثر البنكية إلى توظيفهم.. بل وإلى السعي وراء اكتسابهم لما حققوه ويحققونه من تألق وإبداع أجبر العديد من أصحاب الأعمال على احترامهم وتقديمهم للصفوف الأولى في مواقع أعمالهم.
أما عن أرقام البطالة التي وردت في رائعة د. دحلان.. فقد يستوجب الأمر توضيحا لها في الكم.. إذ أن منها بطالة إجبارية.. وفيها بطالة اختيارية.. بيد أن البعض لا يرغب في العمل.. مثل أمهات.. أم زوجات.. أم بنات.. فالمعروف أن السؤال في تعداد البطالة: هل تعمل ؟.. حين أنه يستوجب سؤالا أخي لئلا يكون الإحصاء خاطئا.. ولماذا لا تعمل ؟ وهل ترغب أم لا ترغب في العمل ؟
إن الاستثمار في الموارد البشرية وتأهيل وتشجيع المواهب سويا مع التطلع لموارد كل منطقة وتشجيع الجامعات على تمويل المناهج تحت عنصر التقنية يضعنا أمام استراتيجية حضارية تتجه بالبلاد نحو اقتصاد أفضل وسعودة أمثل. وأعيد تعديلي للمصطلح أن يكون «الاستثمار في الموارد البشرية الوطنية».
شكرا لأخي الصادق د. عبدالله بن صادق دحلان على الوضوح في تشخيص الحالة.. والعلاج الذي وضعه أمام أعين الجميع.. بما تضمن مواطنة مخلصة.. والعود للوطن أحمد..