الحوار الوطني وماذا بعد؟

خالد بن علي القرني

أحسن مركز الحوار بعقد بعض الدورات والورش حول مسيرته وإنجازه وهو أمر جيد لاستقراء المرحلة السابقة من عمر المركز وماذا أنجز خلا ل هذه الفترة.
ولا نبالغ إذا قلنا أن المركز قد قطع مرحلة إيجابية تمثلت في أمور عديدة من أهمها طرق عدة مواضيع وقضايا هامة تخص الوطن وبناءه وشبابه واقتصاده، مع استقطاب كوكبة رائعة من رموز الوطن وذوي الاختصاص وشرائح من الشباب والفتيات للمشاركة والنقاش وطرح الحلول والأمنيات.
كل ماسبق مرحلة جيدة وباعثة على الأمل ولكننا الآن بحاجة ماسة وضرورية لمرحلة جديدة في عمر المركز، أعمق من طرح المواضيع ومناقشتها واقتراح حلول لها لأن ذلك لم يعد كافياً ومناسباً أوحتى مقنعا للمواطن والمواطنة في بلادنا الحبيبة من أقصاها لأدناها، فالمواطن بحاجة إلى ماهو أكبر وأكثر بعداً وشمولاً وثمرة وفائدة من ذلك، يحتاج إلى أن يكون ما يتم اتخاذه والوصول إليه من نتائج وتوصيات مهمة تصب في الصالح العام تجد طريقها إلى حيز التنفيذ والإنجاز لا أن تكون ذات بعد جماهيري وإعلامي وتنفيسي لإراحة الناس فحسب ثم تظل حبيسة الأدراج تراوح مكانها، فما فائدة كل هذه النقاشات والحوارات والضجيج وعشرات المتحدثين والمتحدثات بلقاءات المركز التي طافت البلاد بجميع المناطق إذا لم تكن هناك نتيجة إيجابية ملموسة يلمسها المواطن والمواطنة لتحقيق أحلامهم وآمالهم وتخفيف معاناتهم وشقائهم في حياتهم اليومية.
والمفروض أو لنقل المأمول من المركز والقائمين عليه أن يسعوا جاهدين إلى تفعيل توصيات ونتائج مركز الحوار الوطني بالوسائل المناسبة مع اقتراح أن ترفع هذه التوصيات للمقام السامي الكريم بهدف دراستها وتحقيقها ليكون هناك هدف ومعنى وثمرة لما يدور بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني. والحقيقة أن كل مواطن ومواطنة على أرض هذه البلاد الطاهرة يثق ثقة كبيرة ولديه يقين راسخ بأن ولاة الأمر لن يألوا جهدا في دعم هذه التوصيات التي ستعود بإذن الله على كل مواطن ومواطنة بالخير العميم والفائدة الكبيرة.