في بلاد السحر!!
الجمعة / 04 / جمادى الآخرة / 1435 هـ الجمعة 04 أبريل 2014 19:26
عزيزة المانع
خلال الأيام القريبة الماضية، انطلق كثيرون إلى خارج المملكة لقضاء إجازة الربيع، فإن كنت ممن اختار زيارة بلاد المغرب، فمن المتوقع أنك ستجد من يحذرك من السحر والسحرة، أما إن كنت ممن يخشون السحر، فنصيحتي لك أن لا تغامر بالذهاب؛ لأنك ستجد السحر ملقى أمامك وبين يديك يسلب منك لبك ويأسر ناظريك بجمال طبيعي نادر المثيل، ستسحرك أشجار البرتقال والزيتون والصنوبر والصبار والخزامى، وستجد نفسك مطوقا بحقول القمح والزيتون، تحفك الأشجار الباسقة والمروج الخضراء الممتدة على مد البصر، تتراقص من حولك، تغازلك من كل جانب، فما تلبث أن تسقط في فخ حبها لتجد نفسك هائما في هواها لا تريم عنها ولا تحيد.
بلاد المغرب ثرية بالتاريخ، ومن يزرها يجد نفسه غارقا في آثار الأدارسة والمرابطين والموحدين ممن تعاقبوا على حكم المغرب وأسهموا في تشييد حضارته وبناء أشهر مدنه.
في مدينة مراكش، تتسكع في ساحة الفنا، والمطر يغسل جلدك، والريح الباردة تسابقك تخطف المظلة من يدك، فتستوقفك قليلا ثلاث نساء مبرقعات يرقصن على وقع الدفوف، تتأمل في الأجساد النحيلة يتقارب خطوها وهي تتمايل رجاء بضعة دراهم تلقى إليها، يمتلئ قلبك بالإشفاق، فتنسحب من بين الجموع، تعاود التسكع وسط تلك الساحة التي تموج بالسائحين والحواة والعرافين والراقصين والباعة في مهرجان حافل بالمرح والبهجة، وحين يقرصك الجوع لا تستطيع مقاومة إغراء الجلوس إلى طاولة بيضاء تزينها الأطباق المغربية الشهيرة.
حين تزور حدائق المنارة المزروعة بأشجار الزيتون منذ القرن الثاني عشر للميلاد، يفاجئك منظر صهريج الماء الضخم الذي يبلغ محيطه (510) أمتار، ويصل إليه الماء عبر قنوات من جبال الأطلس، فيملؤك العجب من بناء هذا الصهريج الضخم، لكن الدليل السياحي يبادر إلى إزالة تعجبك بالقول إن الموحدين أنشأوا هذا الصهريج ليكون مكانا لتدريب الجنود على السباحة.
في مدينة فاس، المدينة المصنفة ضمن التراث الإنساني العالمي، ثمة شيء يشدك إليها، تسير في طرقاتها تحاذي سور المدينة العتيق ببواباته الأربع عشرة الشامخة بأقواسها ونقوشها الأنيقة، فتشم عبير أجدادك ينبعث ليرسم في خيالك طيف أم البنين فاطمة الفهرية، وهي تقف فخورة تبتسم بسعادة لإنجازها بناء الجامع الشهير، جامع القرويين، وحين تزور أقدم المدارس الفاسية المدرسة البوعنانية التي أسسها السلطان المريني أبو عنان في القرن الثاني عشر الميلادي، يتوافد إلى مخيلتك أشهر علماء فاس في اللغة والعلوم والتاريخ وغيرها، فتتذكر ابن باجه وابن البناء ولسان الدين بن الخطيب وغيرهم من أبناء فاس المبرزين، وطبعا هذا لا يعني أن ننسى المعاصرين من أبنائها مثل فاطمة المرنيسي والطاهر بنجلون.
يوم غد.. سنتحدث عن الرباط العاصمة السياسية للمغرب.
بلاد المغرب ثرية بالتاريخ، ومن يزرها يجد نفسه غارقا في آثار الأدارسة والمرابطين والموحدين ممن تعاقبوا على حكم المغرب وأسهموا في تشييد حضارته وبناء أشهر مدنه.
في مدينة مراكش، تتسكع في ساحة الفنا، والمطر يغسل جلدك، والريح الباردة تسابقك تخطف المظلة من يدك، فتستوقفك قليلا ثلاث نساء مبرقعات يرقصن على وقع الدفوف، تتأمل في الأجساد النحيلة يتقارب خطوها وهي تتمايل رجاء بضعة دراهم تلقى إليها، يمتلئ قلبك بالإشفاق، فتنسحب من بين الجموع، تعاود التسكع وسط تلك الساحة التي تموج بالسائحين والحواة والعرافين والراقصين والباعة في مهرجان حافل بالمرح والبهجة، وحين يقرصك الجوع لا تستطيع مقاومة إغراء الجلوس إلى طاولة بيضاء تزينها الأطباق المغربية الشهيرة.
حين تزور حدائق المنارة المزروعة بأشجار الزيتون منذ القرن الثاني عشر للميلاد، يفاجئك منظر صهريج الماء الضخم الذي يبلغ محيطه (510) أمتار، ويصل إليه الماء عبر قنوات من جبال الأطلس، فيملؤك العجب من بناء هذا الصهريج الضخم، لكن الدليل السياحي يبادر إلى إزالة تعجبك بالقول إن الموحدين أنشأوا هذا الصهريج ليكون مكانا لتدريب الجنود على السباحة.
في مدينة فاس، المدينة المصنفة ضمن التراث الإنساني العالمي، ثمة شيء يشدك إليها، تسير في طرقاتها تحاذي سور المدينة العتيق ببواباته الأربع عشرة الشامخة بأقواسها ونقوشها الأنيقة، فتشم عبير أجدادك ينبعث ليرسم في خيالك طيف أم البنين فاطمة الفهرية، وهي تقف فخورة تبتسم بسعادة لإنجازها بناء الجامع الشهير، جامع القرويين، وحين تزور أقدم المدارس الفاسية المدرسة البوعنانية التي أسسها السلطان المريني أبو عنان في القرن الثاني عشر الميلادي، يتوافد إلى مخيلتك أشهر علماء فاس في اللغة والعلوم والتاريخ وغيرها، فتتذكر ابن باجه وابن البناء ولسان الدين بن الخطيب وغيرهم من أبناء فاس المبرزين، وطبعا هذا لا يعني أن ننسى المعاصرين من أبنائها مثل فاطمة المرنيسي والطاهر بنجلون.
يوم غد.. سنتحدث عن الرباط العاصمة السياسية للمغرب.