حينما يفـوز الكبير

ناصر مهنا اليحيوي

ظهرت على السطح ظاهرة جديدة في المجال الرياضي لم تكن معروفة لدينا من قبل.. أستغِلت فيها خدمة التواصل الاجتماعي أسوأ استغلال.. وذلك عند التعبير عن الفوز.. فالخلق الرياضي المتعارف عليه الذي غرسته فينا الرياضة هو التواضع عند الفوز وتقبل الهزيمة بروح رياضية عالية واحترام الخصم..
ولكن مانراه الآن.. أن التعبير عن الفوز أصبح يأخذ أشكالا متعددة ليس فيها أي روح رياضية، فالتقليل من الخصوم والعمل على إيذائهم لفظيا ونفسيا يكاد يستمر بشكل يومي طيلة أيام المنافسات وتستخدم فيها وسائل الاتصال بطرق غير حضارية وغير إنسانية أحيانا.. يتم السخرية فيها من الفريق المنافس بشكل لايقدم عليه إلا الصغار..
فالكبار عادة يتسامون ويرتقون بأنفسهم وبأساليبهم عند التعبير عن الفوز.. وهذه الصفة لا يتمتع بها إلا الكبار والكبار فقط.. أما الذين ينزلون بأنفسهم وتصرفاتهم عند الانتصار باستخدام مفردات أو إيماءات أو عبارات بعيدة كل البعد عن الرياضة وروحها فهؤلاء عليهم أن يبتعدوا عن هذا المجال.
فهم لا يعرفون ماذا تعني الرياضة وماهو مفهومها.. فالرياضة هي تنافس شريف تزداد فيه الألفة والمحبة ويحترم فيه الصغير الكبير ويحنو فيها الكبير على الصغير.
إن أول ما يجب أن يفعله الفريق المنتصر هو الذهاب للفريق المنافس ليقدر له الجهد الذي بذله ويتمنى له الفوز في المرات القادمة ثم يذهب لأفراد فريقه ويهنئهم ويفرح معهم بأسلوب حضاري يرفع من قيمته وقيمة فريقه...
وفي ظني أن رئيس النادي أو كابتن الفريق أو حتى اللاعبين من المفترض أن يكونوا هم القدوة الحسنة التي يقتدي بها الجماهير والإعلام الرياضي.. فكيف نطالب بجماهير مهذبة و(راقية) ورئيس النادي أو كابتن الفريق أو اللاعبون لا يتمتعون بهذه الصفة.
اصنعوا من الرياضة وسيلة لرقي المجتمع... علموا النشء كيف تكون الرياضة.. أعملوا على خلق جو أسري بين اللاعبين فيما بينهم وكذلك بين الجماهير لتصنعوا ثقافة مشتركة للمجتمع وهي: (التواضع عند الفوز وتقبل الهزيمة).