حملات تعيد «العافية» لمطاعم الحواري

بعد إغلاق 300 موقع لتقديم الطعام بالعاصمة المقدسة

حملات تعيد «العافية» لمطاعم الحواري

أحمد اللحياني (مكة المكرمة)


توقف عدد من زبائن مطعم شهير في العاصمة المقدسة بجوار بابه الرئيسي وانطلقت الأسئلة من أفواههم عن أسباب اغلاق مطعمهم المفضل لعدة أيام من قبل البلدية الفرعية، وقبل أن تبرد حرارة أسئلتهم جاءتهم الإجابة على طبق ساخن بأن هناك نحو 300 مطعم جرى إغلاقها في العاصمة المقدسة لأسباب تتعلق بالنظافة والصحة وضبط مواد فاسدة وفئران في ردهاتها. وأجمع عدد من سكان العاصمة المقدسة أن جهود امانة العاصمة المقدسة مقدرة داعين في نفس الوقت إلى استمرار مثل هذه الحملات لقطع دابر المتهاونين بظروف إعداد وتخزين الأطعمة. «عكاظ» تجولت على بعض المطاعم واطلعت على رأي بعض سكان العاصمة المقدسة حول إقفال المطاعم العشوائية التي لا تتوفر فيها الاشتراطات الصحية.


وفي هذا السياق أوضح عبدالمجيد اللقماني بقوله «هناك مطاعم لا تهتم بالوجبات ويقتصر اهتمامها على المردود المالي فقط للأسف الشديد وكم سمعنا وشاهدنا عبر شبكات التواصل الاجتماعي عن الفئران والحشرات وهي تجوب صالات بعض المطاعم بشكل مقزز.. ومثل هذه المطاعم تديرها الأيدي الوافدة ويجب أن تغلق وبشكل نهائي».
من جانبه، قال ياسر الحربي: يجب أن تتغير الصورة النمطية للمطاعم الشعبية بمكة المكرمة والشيء الواضح أن هناك تحسنا ملحوظا على بعض المطاعم بعد تشديد الرقابة على جودة المكان المعد لاستقبال الزبائن بالاضافة إلى استخدام الطهاة لكمامات وأغطية الرأس بالاضافة إلى قفازات بلاستيكية وهذه من وجهة نظري تعتبر خطوة إيجابية نتمنى لها الاستمرار.
وفي السياق نفسه، قال ماجد الجابري (موظف حكومي): في وقت سابق كنت مقاطعا للكثير من المطاعم والبوفيهات الشعبية وخاصة تلك التي تكون في زوايا الحارة القديمة حيث الرقابة تكون فيها ضعيفة بعض الشيء وعادة ما يكون تحضير الطعام في أماكن منعزلة عن أعين الناس وفي مساكن العمالة الوافدة ولكن ذهلت من إغلاق الكثير من المطاعم بمكة المكرمة خاصة بعض تلك المطاعم الشهيرة وعندما أخبرني أحد الأصدقاء بالأمر سعدت كثيرا وأتمنى أن تستمر هذه الحملات، ويجري تكثيفها حتى تشمل كل مطاعم العاصمة المقدسة.
من جهته، أوضح عيسى اللهيبي «فوجئت بإقفال أحد المطاعم التي تعودت على تناول وجباتي اليومية منها وتنبهت إلى عبارة مكتوبة على زجاج المطعم تفيد بإغلاقه للصيانة ولكن اكتشفت الأمر برسالة وصلتني عبر «الواتساب» تفيد بإغلاق جملة من مطاعم مكة المكرمة لعدم التقيد بالاشتراطات الصحية وقد تقززت من بعض الصور التي رأيتها لآنية كانت تستخدم للطهو في بعض المطاعم التي ضبطت في الحملة التي قامت بها صحة البيئة مؤخرا».
وأضاف اللهيبي: هذه الحملات سوف تضيق الخناق على المتاجرين بصحة رواد المطاعم وكنت اتمنى مثل هذه الحملات في وقت سابق وبشكل كثيف.
من جهته، أوضح خلف النمري (صاحب مطاعم بمكة المكرمة) أن من أهم المعايير التي يهتم بها المستثمر في مجال صناعة الغذاء وخاصة المطاعم هي النظافة وعندما يهم المستثمر بفتح مشروع يخص التغذية يجب أن يضع في الحسبان نظافة العامل ونظافة أماكن التخزين ونظافة الآنية المستخدمة وكذلك مكان إعداد الوجبات حتى يطمئن الزبون، خاصة أن النظافة لا تتطلب مصاريف اضافية أو مجهودا كبيرا.
من جهة أخرى قال سمير الزيادي مدير المواد الغذائية بصحة البيئة في أمانة العاصمة المقدسة إن الحملات اشتملت على أكثر من 300 مطعم على مستوى البلديات العشر في العاصمة المقدسة. وأضاف الزيادي: هاتان الحملتان هما الأوليان من أصل خمس حملات تقوم بها إدارته وبالتعاون مع البلديات الفرعية بمكة.
وأبان الزيادي أن هناك حملات موسمية ستكون في نطاق كثافة المعتمرين والمناطق المحيطة بسكنهم مؤكدا أن صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية يشدد على تصحيح أوضاع تلك المحال التجارية لتكون بيئة صحية للمستهلك.
وأبان الزيادي أن المخالفات متعددة، ومن أهمها عدم التقيد بوجوب وضع حاجز زجاجي يكشف للمستهلك ما يدور في داخل المطعم، بالإضافة إلى مخالفات تتعلق بتدني النظافة، أو أن العمالة تكون مصابة بأمراض معدية، وبالتالي إمكان تعرض الأطعمة للتلوث، فضلا عما رصدته اللجنة في الكثير من المطاعم والبوفيهات من وجود الحشرات بها، وغيرها من المخالفات.
وشدد الزيادي على أن المحلات المغلقة لن يسمح لها بمواصلة نشاطها إلا بتصحيح الملاحظات وتسديد المخالفات وكذلك تطبيق الاشتراطات الصحية. وختم الزيادي حديثه بأن للمواطن دورا كبيرا في إنجاح هذه الحملة وشدد على أهمية تبليغ عمليات الأمانة عن المخالفات التي يرصدها في المحال التجارية بالاتصال على رقم 940 وتزويد الأمانة بنوع المخالفة وموقعها.