مساجدنا بين التبرع والأوقاف

ياسر سلامة

مع تعيين مدير عام جديد للاوقاف والمساجد في جدة اجدها فرصة لنقل او عرض احوال الكثير من المساجد والتي لا تختلف معاناتها عن مثيلاتها في بقية مناطق المملكة، فاحتياجات المسجد المتعددة لإقامة الصلوات معلومة ومحددة مسبقا ومن الممكن التخطيط لها وتوفيرها وفق خطة شاملة توضع وتراجع وتنفذ دون اخفاق او تعثر يذكر.
ــ بناء وتجهيز المبنى الاساسي للمسجد لا خلاف انه الاساس لإقامة الصلاة، وفي الغالب لا تبدأ اقامة الصلاة في المساجد الا بعد اكتمال بناء وتجهيزات هذا المبنى الاساس، والنقص للاسف لا يحدث في الكثير من المساجد الا في سكن الامام والمؤذن والذي بدونهما لن يستقر مسجد ولن يهدأ له حال، ولو من سنوات طويلة ربط السماح او الترخيص ببناء المساجد بتوفير السكن المناسب المقبول للامام والمؤذن السعودي لكانت نسبة السعودة في الائمة والمؤذنين هي الاولى على مستوى الوظائف.
ــ المسجد في حاجة مستمرة لانه في استخدام واستهلاك مستمر ولا ينتظر العطل فيه على صعيد الخدمات الكهربائية او الصحية الاساسية اياما او شهورا، لذلك يجب ان يكون هناك خط ساخن شبيه بخط الامانة 940، وذلك لتقديم بلاغات الاعطال الرئيسية داخل المساجد وحينها سوف تحدد سرعة الاستجابة من عدمها، وهذا الخط او الرقم يجب ان يكون تحت اشراف ادارة الاوقاف والمساجد في كل منطقة ولا يترك لشركة دائمة الشكوى تعتبر اصلاح اعطال المساجد من اعمال الخير الذي يجب ان يقوم بها المشرفون على المساجد او الائمة او المصلون وكأنها لا تتقاضى مقابل عملها الملايين من الدولة.
ــ هناك مساجد يتقاتل الناس لادارتها وصيانتها، ويتسابق المحسنون لتغيير فرشها ومكيفاتها، وهناك مساجد فرشها استهلك وانهك واخذ منه الدهر، ولا تجد من يتبرع لها بمكيف شباك ولسنوات. لذلك يجب توزيع تبرعات المحسنين بناء على الاكثر احتياجا من المساجد وان يكون لإدارة الاوقاف والمساجد الكلمة الاولى في توجيه هذه التبرعات، والا سيستمر سنويا تغيير فرش بعض المساجد في الوقت الذي مر فيه على فرش البعض الاخر عشرات السنين.
ــ الملاحظ اهمال المساجد من الخارج، والمقصود اهمال صيانة بوهياتها الخارجية، فيظهر بعضها (مشقق) الجدران باهت الالوان وكأنها صبغت او ضربت بالوان (معتقة) بقصد، وهي في واقع الامر عوامل التعرية الطبيعية التي يجب ان تعالج بصيانة خارجية دورية ثابتة.
ــ اخيرا خير من يدير المسجد ويعتني به ويكون مسؤولا عنه مسئولية كاملة تامة وافية هو الامام السعودي القوي الامين، والذي لا يمكن ان نجده وباعداد تغطي جميع مساجدنا ونحن لا زلنا نعتبر وظيفة الامام وظيفة متطوع وغير متفرغ ونسمي راتبها الشهري مكافأة، وهي في اغلب المساجد لا تتجاوز ثلاثة او اربعة الاف ريال، هذا ان وجدت ناهيك عن غياب السكن المناسب للمواطن الامام السعودي ولو بحده الادنى وفي معظم مساجدنا.