حارس أمن يتمسك بكليته ويرفض المليون
«الجاجي» دلال في بورصة الأعضاء البشرية
الخميس / 03 / ربيع الأول / 1428 هـ الخميس 22 مارس 2007 19:15
حسين الحجاجي (جدة)
وأنت تقف هنا أو هناك، يتقدم نحوك شخص وبيده ورقة وقلم، ويقول لك فيما يشبه الاستعجال:
أمسك، اكتب تنازلا والان عن احدى كليتيك، هناك من يرقد في المستشفى وينتظر زراعة كلى، ويدفع مقابل هذا مليونا ونصف المليون.
المليون كاملة ستكون في نصيبك والنصف لي.. هيا أسرع ودعنا ننتهي من هذا الموضوع بسرعة، فهناك كشف صحي ربما تكون ملائما لفصيلة المريض لتكون بعدها رجلا محظوظا، وتبتسم لك الحياة بتلك المليون؟
هيا ياعم ولا تتردد.. المليون اعتبرها في جيبك حالما تكتب التنازل؟! كيف تتصرف؟ وكيف ستكون ردة فعلك؟
وهل هناك من يتقبل الفكرة وخصوصا ممن يجد نفسه وظروفه تحت سقف العوز أو الحاجة؟
ام ان الفكرة من أساسها مرفوضة ولاتحتمل حتى النقاش؟
حارس الأمن الذي كان يجلس في «الكشك» لم ترمش عيناه وهو يراقبني خفيه.. هذه المراقبة ليست لانها جزء من حسه الأمني وانما لان القادم نحو كان يمشي هو يتحدث لنفسه وهذا مبعث استغرابه.
تجاوزت «الكشك» متعمدا ثم عدت فجأة ومددت يدي بغتة وقلت: اسمع: اعرف انك «منتّف» وراتبك أقل من قيمة «جوال آخر موديل» وأثق تماما أنك لم تتزوج بعد بل ربما لاتملك حتى سيارة.. هل هذا صحيح؟
سألني:
لماذا؟ قلت؟
- أجبني اولا فأنا احمل لك الخير، والخلاص من حالك هذا والذي لايسر أحدا.
رد:
- صحيح قلت: اذن جاك الفرج، وسردت عليه قصة المريض وحاجته لكلية مقابل المليون والنصف تلك وبنفس الشروط - مليون لك والنصف لي.
كلية احتياط
حينما دفعت له بورقة التنازل قال «مرتبكا».
- يا ابن الحلال،. والله ثم والله اني تارك الكلية الثانية «احتياط» يمكن احد من اخواني او اقاربي يمرض فأعطيه هذه الكلية.
هكذا وبدون مقدمات كان رده العفوي فالرجل بوغت قلت:
الذي يجعلك تعطيها لأخيك فهذا المريض ايضا اخوك في الدين ثم هو يدفع لك.. خذ الورقة واكتب التنازل ودع عنك هذه «الخرابيط» اقل لك مليون تقول لي احتياط واخوي واقارب.
قم واترك هذه المهنة البائسة وتحرك الآن فأنت رجل يملك مليون ريال.. قم يارجل وامسكته من يده رد:
- لا لا استطيع.. كيف اترك مكاني هذه أمانة قلت:
- والله لاول مرة «شحاد ويشترط» يا أخي استغل الفرصة أشاور أمي قاطعني:
- طيب اعطني فرصة «اشاور أمي» لها حق تجاه صحتي.. قلت متهكما.
- أمي.. أنت رجل وإلا لا..
قال:
- اعطني يومين فقط.. قلت:
- انت تريد ان تهرب لكن صدقني سوف اتصل بالاسعاف الان لكي يتم الكشف عليك هنا وان اعطت النتائج ان كليتك تصلح للرجل فسوف أحملك ولو بالقوة انت رجل لاتعرف مصلحة نفسك.
صمت فقلت:
- ماذا تريد بالكلية الثانية واحدة فقط تكفيك؟
رد:
- والله لا ادري ماذا اقول لك، المليون «حلوة» والكلية أغلى.. بصراحة لم افكر في هذا من قبل لكن اترك لي فرصة.
تظاهرت بالاتصال بسيارة الاسعاف ومخاطبة المريض.
- ارسل لي السيارة وجدنا من يبيع كليته، أخيرا
ماذا تريد؟ اسمه.. إلتفت نحو رجل الأمن وسألته عن اسمه.. قائلا:
- يريدون اسمك لكي يتم تسجيل الشيك عاد للارتباك وظل يفتح عينيه ويغمضهما بشكل عشوائي، يبتسم ولا يبتسم، ينظر نحوي والى الأرض.. ثم نهض محاولا الابتعاد عن «الكشك» عندما قلت له.
- سوف أقفل عليك باب «الكشك» وأحجزك حتى يأتي الاسعاف.
خرج «مضجوعا» ولايدري اين يتجه، لدرجة انه ترك جهاز اللاسلكي هناك.. عندما أسرعت الخطى باتجاهه ركض مسافة ثم توقف ركضت نحوه فأطلق ساقيه للريح. عندها صحت بأعلى صوتي:
- حرامي.. حرامي أمسكوه.. فما سمع ذلك حتى أخذ يتجنب الركض في الطريق العام وصار يركض بين السيارات.
لماذا كل هذا..؟! فقط لانه اراد الفرار بكليته.. هكذا قرر ان يواجه الموقف وببساطة عندها تركته ورحلت لكنني عدت اليه بعد حوالي ثلاث ساعات.. وجدت المسكين أخرج الكرسي من «الكشك» وجلس تحت لهيب الشمس.
الرجل «جاءته عقدة من الجلوس داخل «الكشك» خشية ان أباغته وأمسك به.. هذه المرة بقيت في السيارة وارسلت له زميلي المصور لكي يحكي له عن حقيقة الموقف..!!! لكي يرتاح.
لهفة صاحب الحافلة
وكأنه كان ينتظرني..
سائق الحافلة والذي لم اكد اعرض عليه الموضوع حتى نهض فرحا:
- اين انت.. «كلية واحدة» خذ الاثنتين.. حتى العيون اذا امكن.. من زمان كنت اترقب احدا يطلب مني هذا الطلب، لدرجة انني اتصلت بجريدة «.....» لكي اعلن عن بيع كليتي.. تسعة اشهر.. تعطلت فيها الحافلة.. والحالة اصعب مما يخطر ببالك.
ثلاثة عشر فردا اعولهم.. وايجار متراكم.. المهم لا اريد المليون ولا حتى نصفها تكفي مئة الف والباقي كله لك.. توكلنا على الله.. انا مستعد.
و«احرجني الرجل بهذا الاندفاع وبت افكر في مخرج من هذه «الورطة».. كيف اتصرف.
الله يسامحك
وقد وصل حلم الرجل الى نهايته.. عندما قال:
- انت لاتعلم عن الحال الذي وصلت اليه، اقسم لك بالله انني اكاد اجن.. من كثرة هذا الهم.. عندي استعداد لبيع اي جزء من جسمي شريطة ان اخرج من هذه الازمة.
قاطعته:
- بصراحة «الموقف» لم يكن سوى «دعابة عابرة» وما كنت اتوقع وصولها لهذا الحد.. الرجل سألني بحزن:
- بالله «مزحة».. حرام عليك.. لقد قلت لنفسي «هذا يوم السعد» وهذا الفرج.. وتقول لي الأن مجرد «مزحة» الله يسامحك..!!.
انت مجنون
اما الشاب الذي وصل به التوتر مبلغه عندما قلت له:
- اسمع.. سوف آخذ الكلية سوف اخذها.. بالطيب بالقوة.. كلية محجوزة للرجل.. رد بحدة
- «قول والله».. كليتي وانا حر فيها.. لا اريد ان ابيعها.. ولو دفعت «خمسة ملايين» لن اتنازل عنها.. هو على كيفيك.انت «ويش فيك» مجنون.. تكلمني عن «كليتي» حل عني يرحم ابوك.
قلت:
- غريب.. مليون وترفضها رد:
- اردها وأرد ابوها.. رحيمي واقرب الناس لي كان يحتاج الى كلية وما تبرعت له.. تريد أن اقتل نفسي.. لو سمحت «حل عن سمايا».
شغل عصابات
ولم يكن موقف الشاب الاصغر سنا ببعيد.. في بداية الامر كان يبتسم ويحاول الانفلات مني بهدوء لكن عندما قلت له وبغضب:
- اياك ان تهرب.. الاسعاف قادم في الطريق ولن تتحرك الا نحو المستشفى رد:
- ليه.. احنا فين عايشين.. شغل عصابات هي بهذه البساطة تأخذ كليتي.
تدخل مرافقه:
- خلينا نتصل بالشرطة، انا سمعت ان فعلا هناك عصابة تقوم بسرقة «كلاوي الناس» بالقوة والشرطة تبحث عنها.. اكيد هذا واحد منهم.. هات جوالك وبسرعة.
أخذ الجوال وركض مبتعدا عندما حاولت منعه من الاتصال.. ولم يكن بد من خروج زميلي «سعيد» وتلويحه بالكاميرا..!! مما خيب ظن ورجاء الكثير الكثير من الفضوليين ممن تجمهروا وتوقعوا ان يشاهدوا معركة ساخنة.
أمسك، اكتب تنازلا والان عن احدى كليتيك، هناك من يرقد في المستشفى وينتظر زراعة كلى، ويدفع مقابل هذا مليونا ونصف المليون.
المليون كاملة ستكون في نصيبك والنصف لي.. هيا أسرع ودعنا ننتهي من هذا الموضوع بسرعة، فهناك كشف صحي ربما تكون ملائما لفصيلة المريض لتكون بعدها رجلا محظوظا، وتبتسم لك الحياة بتلك المليون؟
هيا ياعم ولا تتردد.. المليون اعتبرها في جيبك حالما تكتب التنازل؟! كيف تتصرف؟ وكيف ستكون ردة فعلك؟
وهل هناك من يتقبل الفكرة وخصوصا ممن يجد نفسه وظروفه تحت سقف العوز أو الحاجة؟
ام ان الفكرة من أساسها مرفوضة ولاتحتمل حتى النقاش؟
حارس الأمن الذي كان يجلس في «الكشك» لم ترمش عيناه وهو يراقبني خفيه.. هذه المراقبة ليست لانها جزء من حسه الأمني وانما لان القادم نحو كان يمشي هو يتحدث لنفسه وهذا مبعث استغرابه.
تجاوزت «الكشك» متعمدا ثم عدت فجأة ومددت يدي بغتة وقلت: اسمع: اعرف انك «منتّف» وراتبك أقل من قيمة «جوال آخر موديل» وأثق تماما أنك لم تتزوج بعد بل ربما لاتملك حتى سيارة.. هل هذا صحيح؟
سألني:
لماذا؟ قلت؟
- أجبني اولا فأنا احمل لك الخير، والخلاص من حالك هذا والذي لايسر أحدا.
رد:
- صحيح قلت: اذن جاك الفرج، وسردت عليه قصة المريض وحاجته لكلية مقابل المليون والنصف تلك وبنفس الشروط - مليون لك والنصف لي.
كلية احتياط
حينما دفعت له بورقة التنازل قال «مرتبكا».
- يا ابن الحلال،. والله ثم والله اني تارك الكلية الثانية «احتياط» يمكن احد من اخواني او اقاربي يمرض فأعطيه هذه الكلية.
هكذا وبدون مقدمات كان رده العفوي فالرجل بوغت قلت:
الذي يجعلك تعطيها لأخيك فهذا المريض ايضا اخوك في الدين ثم هو يدفع لك.. خذ الورقة واكتب التنازل ودع عنك هذه «الخرابيط» اقل لك مليون تقول لي احتياط واخوي واقارب.
قم واترك هذه المهنة البائسة وتحرك الآن فأنت رجل يملك مليون ريال.. قم يارجل وامسكته من يده رد:
- لا لا استطيع.. كيف اترك مكاني هذه أمانة قلت:
- والله لاول مرة «شحاد ويشترط» يا أخي استغل الفرصة أشاور أمي قاطعني:
- طيب اعطني فرصة «اشاور أمي» لها حق تجاه صحتي.. قلت متهكما.
- أمي.. أنت رجل وإلا لا..
قال:
- اعطني يومين فقط.. قلت:
- انت تريد ان تهرب لكن صدقني سوف اتصل بالاسعاف الان لكي يتم الكشف عليك هنا وان اعطت النتائج ان كليتك تصلح للرجل فسوف أحملك ولو بالقوة انت رجل لاتعرف مصلحة نفسك.
صمت فقلت:
- ماذا تريد بالكلية الثانية واحدة فقط تكفيك؟
رد:
- والله لا ادري ماذا اقول لك، المليون «حلوة» والكلية أغلى.. بصراحة لم افكر في هذا من قبل لكن اترك لي فرصة.
تظاهرت بالاتصال بسيارة الاسعاف ومخاطبة المريض.
- ارسل لي السيارة وجدنا من يبيع كليته، أخيرا
ماذا تريد؟ اسمه.. إلتفت نحو رجل الأمن وسألته عن اسمه.. قائلا:
- يريدون اسمك لكي يتم تسجيل الشيك عاد للارتباك وظل يفتح عينيه ويغمضهما بشكل عشوائي، يبتسم ولا يبتسم، ينظر نحوي والى الأرض.. ثم نهض محاولا الابتعاد عن «الكشك» عندما قلت له.
- سوف أقفل عليك باب «الكشك» وأحجزك حتى يأتي الاسعاف.
خرج «مضجوعا» ولايدري اين يتجه، لدرجة انه ترك جهاز اللاسلكي هناك.. عندما أسرعت الخطى باتجاهه ركض مسافة ثم توقف ركضت نحوه فأطلق ساقيه للريح. عندها صحت بأعلى صوتي:
- حرامي.. حرامي أمسكوه.. فما سمع ذلك حتى أخذ يتجنب الركض في الطريق العام وصار يركض بين السيارات.
لماذا كل هذا..؟! فقط لانه اراد الفرار بكليته.. هكذا قرر ان يواجه الموقف وببساطة عندها تركته ورحلت لكنني عدت اليه بعد حوالي ثلاث ساعات.. وجدت المسكين أخرج الكرسي من «الكشك» وجلس تحت لهيب الشمس.
الرجل «جاءته عقدة من الجلوس داخل «الكشك» خشية ان أباغته وأمسك به.. هذه المرة بقيت في السيارة وارسلت له زميلي المصور لكي يحكي له عن حقيقة الموقف..!!! لكي يرتاح.
لهفة صاحب الحافلة
وكأنه كان ينتظرني..
سائق الحافلة والذي لم اكد اعرض عليه الموضوع حتى نهض فرحا:
- اين انت.. «كلية واحدة» خذ الاثنتين.. حتى العيون اذا امكن.. من زمان كنت اترقب احدا يطلب مني هذا الطلب، لدرجة انني اتصلت بجريدة «.....» لكي اعلن عن بيع كليتي.. تسعة اشهر.. تعطلت فيها الحافلة.. والحالة اصعب مما يخطر ببالك.
ثلاثة عشر فردا اعولهم.. وايجار متراكم.. المهم لا اريد المليون ولا حتى نصفها تكفي مئة الف والباقي كله لك.. توكلنا على الله.. انا مستعد.
و«احرجني الرجل بهذا الاندفاع وبت افكر في مخرج من هذه «الورطة».. كيف اتصرف.
الله يسامحك
وقد وصل حلم الرجل الى نهايته.. عندما قال:
- انت لاتعلم عن الحال الذي وصلت اليه، اقسم لك بالله انني اكاد اجن.. من كثرة هذا الهم.. عندي استعداد لبيع اي جزء من جسمي شريطة ان اخرج من هذه الازمة.
قاطعته:
- بصراحة «الموقف» لم يكن سوى «دعابة عابرة» وما كنت اتوقع وصولها لهذا الحد.. الرجل سألني بحزن:
- بالله «مزحة».. حرام عليك.. لقد قلت لنفسي «هذا يوم السعد» وهذا الفرج.. وتقول لي الأن مجرد «مزحة» الله يسامحك..!!.
انت مجنون
اما الشاب الذي وصل به التوتر مبلغه عندما قلت له:
- اسمع.. سوف آخذ الكلية سوف اخذها.. بالطيب بالقوة.. كلية محجوزة للرجل.. رد بحدة
- «قول والله».. كليتي وانا حر فيها.. لا اريد ان ابيعها.. ولو دفعت «خمسة ملايين» لن اتنازل عنها.. هو على كيفيك.انت «ويش فيك» مجنون.. تكلمني عن «كليتي» حل عني يرحم ابوك.
قلت:
- غريب.. مليون وترفضها رد:
- اردها وأرد ابوها.. رحيمي واقرب الناس لي كان يحتاج الى كلية وما تبرعت له.. تريد أن اقتل نفسي.. لو سمحت «حل عن سمايا».
شغل عصابات
ولم يكن موقف الشاب الاصغر سنا ببعيد.. في بداية الامر كان يبتسم ويحاول الانفلات مني بهدوء لكن عندما قلت له وبغضب:
- اياك ان تهرب.. الاسعاف قادم في الطريق ولن تتحرك الا نحو المستشفى رد:
- ليه.. احنا فين عايشين.. شغل عصابات هي بهذه البساطة تأخذ كليتي.
تدخل مرافقه:
- خلينا نتصل بالشرطة، انا سمعت ان فعلا هناك عصابة تقوم بسرقة «كلاوي الناس» بالقوة والشرطة تبحث عنها.. اكيد هذا واحد منهم.. هات جوالك وبسرعة.
أخذ الجوال وركض مبتعدا عندما حاولت منعه من الاتصال.. ولم يكن بد من خروج زميلي «سعيد» وتلويحه بالكاميرا..!! مما خيب ظن ورجاء الكثير الكثير من الفضوليين ممن تجمهروا وتوقعوا ان يشاهدوا معركة ساخنة.