لصمقة المصرحين الأفاضل

ياسر سلامة

أي أنواع الإعلام تطلبه الإدارات والوزارات، وبالذات الخدمية منها، والتي هي على ارتباط شبه يومي بالإعلام.
التصريحات والنداءات بعيدة كل البعد عن الأفعال، وجميعهم لا يملون من الحديث عن الشراكة مع الإعلام والتكامل، وينطبق عليهم المثل القائل «اسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك استعجب»، الكثير ممن يدير الجهات الخدمية يتعامل مع الإعلام وكأنه العدو الأول والأخير، ولا يهمهم ما يديرون ولا إنتاجهم بقدر رمي الفشل والتعثر وبطء الإدارة والإنجاز وسوء وفحش اختيار إداراتهم (المهلهل بعضها) على شماعة الإعلام.
الغريب أن بعض المسؤولين ورغم عداوتهم غير المعلنة للكتاب والإعلاميين، إلا أن سعيهم لا يهدأ ولا يقف في أن يكونوا كتابا وبالذات بعد تركهم الكرسي، فالإعلام الذي اشتكوه وعانوا منه يصبح سلوتهم ونافذتهم للظهور والناس بعد خروجهم الذي قد لا يكون مشكورا، ومثل هؤلاء يبدأون بالتنظير والتلميح والنقد، وأول ما يبدأون على الجهات التي عملوا بها وينطبق عليهم حينها قول الشاعر: «لا تنه عن خلق وتأتي مثله .. عار عليك إذا فعلت عظيم» ..
إدارات الإعلام في بعض الوزارات أو الجهات الخدمية ما زال دورها غائبا، ووظيفة النشرة الإعلامية الثابتة الدورية ما زالت غير مفعلة مع الوظيفة الأهم والأساس وهي المتحدث الرسمي للوزارة أو للجهة الخدمية أيا كانت.
وما زالت بعض الجهات الخدمية تستخدم أسلوب ( الطناش) مع الكثير مما يطرح في الإعلام من تساؤلات واستفسارات الناس، ولو أجرينا دراسة بسيطة عن ردود الجهات الخدمية مع ما يطرح عنها في الإعلام، سنجد أن تفاعل هذه الجهات شبه معدوم ولا يتجاوز الخمسة في المائة من مجموع القضايا والاستفسارات التي يطرحها الإعلام وتحتاج الناس لإجابة لها.
مطلع هذا الأسبوع، قرأت أربعة تصريحات لجهة واحدة وفي موضوع واحد وفي صفحة وصحيفة واحدة، ومثل ذلك دلالة في أن هناك مشكلة في الكثير من الجهات التي لا تقدر إداراتها الإعلامية التي وضعتها من باب الصورة ليس إلا، فالوزير يصرح، وكذلك وكيل الوزارة، وأيضا وكيل الوزارة المساعد، ومن الطبيعي أن يدلي مدير المنطقة بدلوه، ولا يمكن أن يفوت ذلك مدير الإدارة في المحافظة، وبقي المسكين المغلوب على أمره المتحدث الرسمي الذي يصرح من باب أن لا يقولوا أنه لا يعمل أو من باب «لصمقة» وتعديل أخطاء كل هؤلاء المصرحين الأفاضل.. والله المستعان.