دعاوى المالكي .. ودلائل الإخفاق !

تركي الدخيل

يرحل المالكي كل مشكلات إخفاقه في إدارة شؤون البلاد على السعودية، وهي حيلة سهلة أن تجعل من بلدٍ غني كالعراق بكل مقدراته وموارده، بلد فيه نهران ونفط وزراعة وكل مقومات الغنى التي تجعله في مصاف الدول الكبرى في العالم، ملعبا ومسرحا لك ولعصابتك، ومن ثم تحيل كل مشكلات فشل الإدارة على المملكة العربية السعودية. المالكي الآن يكثر من التصريح حول السعودية، بل أصيب بـ«متلازمة السعودية»، فكل إخفاقٍ هو بالنسبة إليه مخطط تآمري تحركه الأيادي في الخليج، وحسنا فعلت دول مجلس التعاون حين استنكرت ادعاءات المالكي المتكررة، والتي لم تبن على حقائق يستند إليها، بل على تصعيد إعلامي محض.
عبداللطيف الزياني قالها وبوضوح: «إن هذه المزاعم تأتي في سياق التغطية على الإخفاق في التعاطي مع قضايا العراق وقواه السياسية». من يعرف فشل المالكي ليست السعودية أو دول الخليج، بل ليسأل الأحزاب العراقية المتعددة، ليسأل مقتدى الصدر الذي أعلن عن فشل المالكي في الإدارة السياسية، بل وتورطه في الموضوعات الأمنية والسياسات الإقصائية ودعم الميليشيات، هذه رواية العراقيين عن المالكي، بل العراقيين الشيعة، وليست السعودية أو دول الخليج، أو وسيلة إعلامية عربية، هذه هي حال العراق بقيادة المالكي.
بل من تصريحات المالكي ندينه، وهو الذي صرح قبل أيام بأن موازنة العراق العامة للعام الحالي 2014، والبالغة قيمتها 145 مليار دولار، تعاني عجزا مقداره أكثر من 35 مليار دولار، وأضاف أن العراق برمته يمر بأزمة مالية وربط حل هذه الأزمة بحل عقدة النفط بين بغداد وأربيل، متوقعا انهيار الاقتصاد العراقي والنظام المالي!
لا نريد للعراق إلا الخير، فهم أهل لنا، وامتدادنا القبلي والاجتماعي والاقتصادي له تاريخ طويل جدا، القصة مع المالكي الذي يقود نظاما سياسيا معاديا ويمارس تصعيدا غير مبرر ضد بلادنا. ولعله يلتفت إلى إصلاح وضعه الداخلي بدلا من التسلي بالهجوم على دول الجوار.