ما لك إلا البيت !!
الثلاثاء / 22 / جمادى الآخرة / 1435 هـ الثلاثاء 22 أبريل 2014 19:41
عزيزة المانع
هل ثمة امرأة لا تحس بالقهر حين تكون مرتبطة بموعد ما ثم لا تجد سائقا يأخذها إلى حيث تريد؟
هل ثمة طالبة لا تحس بالغصة وهي ترى الدقائق تعبر سريعة أمامها بينما هي واقفة في مكانها لا تستطيع مغادرة البيت لحضور الاختبار بعد أن دخل السائق في غيبوبة سكر فجائية؟
هل ثمة أم لا تموت رعبا وهي تحمل طفلها المصاب بين يديها مرتبكة لا تدري ماذا تفعل بعد أن اختفى السائق فجأة بلا إنذار؟
هل ثمة امرأة لا تشعر بالذلة وهي ترى نفسها كالكرة يتقاذفها الذكور في بيتها كل منهم يحيلها إلى الآخر، فتتنقل بينهم مطأطئة الرأس ترجو أيا منهم أن ينجدها بأخذها إلى الموعد المنتظر؟
بين أن تحتاج السائق للترف وطلب الراحة، أو أن تحتاجه للضرورة مسافة أبعد مما بين السماء والأرض، ولا ينبئك مثل خبير!!
هل غابت هذه الحقيقة عن ذهن وزارة العمل حين قررت إيقاف نقل كفالة السائق الخاص؟!! أم أن ذلك لا يشمل السائقين في المنازل؟
أجدني متحيرة أمام هذا الخبر ــ إن كان صحيحا، إذ لا أكاد أصدق أن قرار الإيقاف هو حقا يشمل السائقين الخاصين، فوزارة العمل تعلم أن الأنظمة لا تجيز لصاحب العمل تشغيل من ليس على كفالته، وفي الوقت نفسه، الأنظمة ذاتها لا تسمح للمرأة بأن تقود سيارتها، فماذا تفعل المرأة متى فاجأها السائق بالهرب أو بالإضراب أو أصابه مرض أو حادث يعيقه عن العمل؟ كيف لها أن تتدبر أمرها إلى أن تتمكن من استقدام سائق غيره يكون على كفالتها؟ ما الذي تتوقع الوزارة من المرأة أن تفعله متى وجدت نفسها فجأة بلا سائق في حين أنها معتمدة كليا في تنقلاتها عليه؟
ألا تبدو وزارة العمل في قرارها هذا تدفع بالنساء مرغمات بحكم الضرورة إلى مخالفة النظام؟ إن من المتوقع أن المرأة متى وجدت نفسها في مأزق غياب السائق أن تعمد اضطرارا إلى تجاوز الأنظمة التماسا للخروج من ذلك المأزق، فهي إما أن تشغل لديها سائقا مؤقتا لا يكون على كفالتها فتغضب وزارة العمل، وإما أن تقود سيارتها بنفسها فتغضب وزارة الداخلية. فبالله عليكم، ماذا تفعل المرأة غير ذلك؟
كأني أسمع من يقول (تنثبر)!!! هل هو صوت وزارة العمل؟.
هل ثمة طالبة لا تحس بالغصة وهي ترى الدقائق تعبر سريعة أمامها بينما هي واقفة في مكانها لا تستطيع مغادرة البيت لحضور الاختبار بعد أن دخل السائق في غيبوبة سكر فجائية؟
هل ثمة أم لا تموت رعبا وهي تحمل طفلها المصاب بين يديها مرتبكة لا تدري ماذا تفعل بعد أن اختفى السائق فجأة بلا إنذار؟
هل ثمة امرأة لا تشعر بالذلة وهي ترى نفسها كالكرة يتقاذفها الذكور في بيتها كل منهم يحيلها إلى الآخر، فتتنقل بينهم مطأطئة الرأس ترجو أيا منهم أن ينجدها بأخذها إلى الموعد المنتظر؟
بين أن تحتاج السائق للترف وطلب الراحة، أو أن تحتاجه للضرورة مسافة أبعد مما بين السماء والأرض، ولا ينبئك مثل خبير!!
هل غابت هذه الحقيقة عن ذهن وزارة العمل حين قررت إيقاف نقل كفالة السائق الخاص؟!! أم أن ذلك لا يشمل السائقين في المنازل؟
أجدني متحيرة أمام هذا الخبر ــ إن كان صحيحا، إذ لا أكاد أصدق أن قرار الإيقاف هو حقا يشمل السائقين الخاصين، فوزارة العمل تعلم أن الأنظمة لا تجيز لصاحب العمل تشغيل من ليس على كفالته، وفي الوقت نفسه، الأنظمة ذاتها لا تسمح للمرأة بأن تقود سيارتها، فماذا تفعل المرأة متى فاجأها السائق بالهرب أو بالإضراب أو أصابه مرض أو حادث يعيقه عن العمل؟ كيف لها أن تتدبر أمرها إلى أن تتمكن من استقدام سائق غيره يكون على كفالتها؟ ما الذي تتوقع الوزارة من المرأة أن تفعله متى وجدت نفسها فجأة بلا سائق في حين أنها معتمدة كليا في تنقلاتها عليه؟
ألا تبدو وزارة العمل في قرارها هذا تدفع بالنساء مرغمات بحكم الضرورة إلى مخالفة النظام؟ إن من المتوقع أن المرأة متى وجدت نفسها في مأزق غياب السائق أن تعمد اضطرارا إلى تجاوز الأنظمة التماسا للخروج من ذلك المأزق، فهي إما أن تشغل لديها سائقا مؤقتا لا يكون على كفالتها فتغضب وزارة العمل، وإما أن تقود سيارتها بنفسها فتغضب وزارة الداخلية. فبالله عليكم، ماذا تفعل المرأة غير ذلك؟
كأني أسمع من يقول (تنثبر)!!! هل هو صوت وزارة العمل؟.