طرحت إحدى الصحف المحلية استطلاعا لآراء القراء تجاه تأييد فرض الخدمة العسكرية للذكور في المملكة. ومع استمرار الاستطلاع؛ فقد أيد 76 % من القراء ذلك، فيما رفض 21 % منهم فرض الخدمة العسكرية، وهي نتيجة تعكس رغبة شريحة كبيرة من الشباب في الانخراط في هذا المجال المشرف.
ويدرك الجميع الفوائد العظيمة التي يجنيها كل من التحق بالخدمة العسكرية، حيث تنعكس إيجابا على سلوك الفرد، ومستوى أدائه طوال حياته، وخاصة ما يتعلق منها بالمهارات القيادية، والانضباط، وإدارة الأزمات، والتخطيط الاستراتيجي.
ومن هذا المنطلق؛ فقد اتجهت عدة شركات عالمية للاستعانة بخدمات المتقاعدين من السلك العسكري. حيث يشير موقع Swissinfo.ch. إلى أن المتقاعدين من الضباط شغلوا العديد من الوظائف التنفيذية في الشركات السويسرية. ومنهم المقدم دانييل شوديل المدير الإقليمي لشركة «CommVaul» الأمريكية لتخزين البيانات، الذي يؤكد بأنه يشعر بالارتياح سواء كان وسط التمارين في ساحة المعارك، أو داخل مكاتب الشركات متعددة الجنسيات. ويستشهد بتجربته كمثال على إمكانية التوفيق بين الخدمة في الجيش، والعمل المدني لحساب شركة تجارية، واستفادة المجالين المهنيين من بعضهما البعض، وأنه ليس أفضل من الجيش للتدرب على إدارة الأعمال. كما أن وضع المشاعر الشخصية جانبا للاعتناء بفريق العمل، والسهر على إنجاز الأهداف المطلوبة، ينمي الشخصية ويصقلها، ويرسخ لدى الشباب الانضباط، والعمل الجماعي، ومهارات حل المشكلات. وجميعها صفات تميز بوضوح الملتحقين بالقطاع العسكري.
أما محليا فقد استعانت عدة شركات وطنية بخدمات المتقاعدين من السلك العسكري، وخاصة المؤهلين منهم في المجالات الهندسية، والحراسات الأمنية والتخطيط الاستراتيجي، وتقنية الاتصالات، والاستفادة من خبراتهم ومهاراتهم لإدارة هذه الشركات، وتسنم عدد من المناصب القيادية، والإدارات التنفيذية، حيث أثبتوا كفاءة عالية، وانضباطية مرتفعة، ومقدرة واضحة على التعامل بفعالية وفق مبدأ الإدارة الموقفية.
ويحسب لهؤلاء المتقاعدين تدريبهم العالي، وانضباطهم الذي تعودوا عليه خلال الخدمة العسكرية، وصغر أعمارهم، وذلك لأن سن التقاعد في القطاع العسكري أقل مقارنة بأعمار المتقاعدين في القطاعات الأخرى، وهذه الصفات تجعل منهم مكسبا للشركات والمؤسسات الأهلية، وتشكل مردودا يتصف بارتفاع مستوى الأداء، وجودة المخرجات.
* كلمة أخيرة:
الأثر الإيجابي للقائد لا تغيره بيئة المنظمة، أو نشاطها.