وبعدين فين نروح...؟!

رؤى صبري

لا بد أن خبر دراسة إغلاق المحلات التجارية عند التاسعة مساء أثار حفيظة الكثيرين، من بينهم كاتبة السطور! وجعلهم ما بين مؤيد ومعارض لهذا التوجه، وبحكم ما ورد في الخبر الذي نشرته الصحف مؤخرا هو أن محلات التجزئة ونقاط البيع سوف تقوم بإغلاق أبوابها عند الساعة التاسعة مساء، ما عدا الصيدليات وأسواق المواد الغذائية وما هو مصرح له بالعمل لأربع وعشرين ساعة.
وبحسب أيضا ما ورد في الخبر أن هذا التوجه سيجعلنا نواكب دول العالم الأخرى والتي تفتح أبوابها طيلة النهار وتغلق في وقت مبكر دون أن نعي أن هذا القرار لا يناسبنا هنا في المملكة من وجهة نظري لعدة أسباب منها، أن حرارة الجو لا تسمح لنا بأن نخرج الساعة الثالثة ظهرا لكي نذهب للتسوق من شراء الحاجيات وغيرها من الأساسيات والكماليات فضلا عن أن معظم الناس تعمل بالنهار، وهناك بعض المؤسسات والمنظمات التي لا ينتهي ساعات عملها قبل الخامسة مساء فمن أين سيأتي الناس بالوقت لقضاء حاجتهم؟ مع الأخذ في عين الاعتبار أن معظم فترات الصباح يستغلها الناس لقضاء مراجعتهم بالدوائر الحكومية ومن ثم يعتبر الليل فرصة جيدة للأعمال الأخرى.
كذلك ورد في الخبر أن إغلاق المحلات في هذا الوقت سيخفف أزمة الزحام، وأرى العكس تماما ستكدس الشوارع والطرقات بالسيارات الخاصة وسيارات الأجرة على حد سواء وستزيد الحوادث أيضا لأن الكل على عجلة للحاق بالأسواق والمحلات قبل إغلاقها ومن هنا تبدأ معضلة جديدة، مع الأخذ في عين الاعتبار أن أداء صلاتي المغرب والعشاء سيقلل من حصة الوقت للمتسوقين خاصة أنها تتغير بحكم تغير الفصول لأنه إذا أذن العشاء الساعة الثامنة ستقوم المحلات بإغلاق أبوابها في الثامنة وليس التاسعة لأنه لن يتبقى وقت لمعاودة العمل بعد أداء الصلاة وإذا أردنا أن نواكب الدول المتطورة فعلينا إيجاد مواصلات عامة يعتمد عليها في حل مشاكل التنقل في المملكة والتي اعتبرت وما زالت تشكل أزمة حقيقية يشتكي منها المواطن والوافد.
كما جاء كذلك أن هذا القرار سيزيد من نسبة التوطين والسعودة بحيث إن الموظفين في المحلات من رجال ونساء سيجدون متنفسا لهم بحكم انتهاء ساعات العمل مبكرا وبذلك يستطيعون أن يقوموا بعدد من النشاطات الترفيهية لكن السؤال أين سوف يذهبون فمعظم العائلات تقضي أوقاتها في المولات الكبيرة ما بين التبضع أو الاستمتاع بشرب المرطبات وفي ذات الوقت يستغلونه للترفيه عن الأطفال فإذا أغلقت المحلات عند التاسعة فما الفائدة؟! علما بأ الجو لدينا حار أغلب السنة ولا توجد حدائق كبيرة يستمتع بها الناس خصوصا في غير المدن، أما في الخارج فلديهم دور السينما والمسارح وغيرها من وسائل التسلية والترفيه التي تقتضي بإغلاق المحلات التجارية في مثل هذا الوقت.
حقيقة نكاد نعدم وسائل التسلية بأشكالها المختلفة ومع وجود قرار كهذا سيزيد الطين بلة أعرف أن القرار مدروس من عدد من الجهات التي وجدت أنه يقع في كفة المصلحة العامة ولكن من وجهة نظري أنه سيضر كثيرا خاصة أن الاقتصاد سيتأثر بذلك كثيرا وإذا تأثرت الشركات الكبيرة ستبدأ بتسريح الموظفين ومن ثم يمكن أن نقول وداعا لفكرة التوطين.
فعليا بدأت الناس تتساءل «فين نروح وايش نسوي» في حال تفعيل القرار ولا أدري لماذا لم يتم عمل استطلاع رأي المجتمع والذي هو المتضرر الأول وليس الأخير من قرار كهذا.