من العازل .. ومن المعزول .. وأين نقع ؟

فؤاد محمد عمر توفيق

روسيا، امريكا.. وأوكرانيا وسوريا.. وايران وما يسمى حزب الله.. وهلم جرا.. وكل يتوعد الآخر بالعزل.. الى أن لا يعرف من العازل ومن المعزول.. من المستفيد ومن المتضرر..
ان كثرة الوعيد بالعزل من الجانب الغربي ليطير الى كافة أنحاء العالم يتزايد بطريقة قد تتحول عكسية فيكون عدد الموعودين بالعزل أكثر كما وعددا من الواعد.. بيد أن الواعد قد يجد ذاته باتت معزولة.. وان لم يكن بالعدد.. فقد يكون من تناقضات تصرفاته.. حين أن الجانب الشرقي بدأ في العزل المقابل !!
هذا الحديث لا يعني التصفيق «للدب الروسي» الذي اجتاح «القرم» بطريقة القرون الغابرة.. فهو اقتنص تردد وتناقض السياسة الغربية في «سوريا».. وتخبطها في «مصر» وفشلها في «العراق» وتراجعها في «افغانستان» وضياعها في «ليبيا» وغموضها في «الخليج».. وتقربها من «ايران».. وصمتها في «لبنان».. ليستأسد في «أوكرانيا».. وفي غيرها.. وفي تصوري أن الطرفين يعيشان أحلام الغطرسة العمياء والتطاول المغلوط..
المؤشرات المستقبلية غير واضحة لدى الطرفين.. وهذه الهجمة الروسية في «القرم» قد تنجح على المدى القصير.. ولكنها قد تطال تعقيدات وأخطارا فادحة على المدى المتوسط والبعيد.. هذا ان لم نفاجأ بتطور متناقض جديد بين الأطراف ليكون أعداء اليوم أصدقاء الغد !!
المجموع لدى عموم ما يسمى القوى الكبرى هو اتحادهم في دعم اسرائيل.. فاللوبي الصهيوني في روسيا له أيد بنفس قوة تلك التي في أمريكا.. بيد أن تلك الأيدي تصفق للطرفين في المشكلة القائمة في «سوريا» العزيزة.. لأنها ببساطة تساهم في تفتيت القوى الاسلامية والعربية العسكرية والسورية.. وتجبر الإخوة في سوريا على استمرار القتال والانشقاق.. بما يخفف العبء على الكيان الصهيوني من خلال ازدياد ابتزاز القوى العسكرية والاقتصادية والمالية العربية والاسلامية.. بل وان التفتيت قد يمتد الى العازل والمعزول أيا كان منهما أولا.. لتمتد السيطرة الصهيونية فوق كافة الكيانات.. بما في ذلك المنطقة دون قصوره عن «فلسطين».. بيد أن تناقض الفئات وتطرفها في العالم الاسلامي تمهد وتسمح بالنجاح لكل دخيل..
المسألة تبيت وتصبح بما يشبه الأحلام.. بيد أن الحيرة في محاولة فهم ما يجري تتسارع فوق كل التوقعات.. الى أن لا يعلم أي مخطط أو مفكر لدى كل الأطراف نتائج خطته.. وذلك بسبب انحراف تطور مسـار ما يسمى «الخطة» بعيدا عن توقعاته.. أو توقعاتهم.. فأين نقع داخل هذه المعادلات.. أو ضمن تلك التحالفات.. أو تحت كافة التناقضات..؟
وانما يعلم الله تعالى وحده دون غيره الخطة الحالية والقادمة.. وندعوه ونرجوه أن يشملنا بألطافه.. وأن ينصر الاسلام ويصلح المسلمين..
اللهم ارحمنا.. وكن لنا ولا تكن علينا.. ولا تعاقبنا بما يفعله السفهاء منا.. انك سميع الدعاء.