قهوة وشاي في البـوفيـه بــأيــدي جـامعـيـات

خريجات العمل الحر يسددن ضربة قاضية لأوهام العيب

قهوة وشاي في البـوفيـه بــأيــدي جـامعـيـات

سماح ياسين (المدينة المنورة)

أجمعت سيدات وشابات في المدينة المنورة على ضرورة البحث بلا كلل عن فرص عمل حر ومحاربة البطالة بكافة أشكالها، وخرجن بحلول واقعية جادة في هذا الشأن.
واعتبرت بعض الخريجات (الانتظار والترقب) بلا هدف أو عمل جاد نوعا من العبث، واستطاعت خريجات من المنطقة كسر كافة الحواجز والقيود والتوغل إلى مهن وحرف شريفة تدر دخلا كبيرا لهن ولأسرهن، منها العمل في المطاعم النسوية في المدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية في أقسام البنات. والتقت «عكاظ الأسبوعية» بعدد من الخريجات اللائي أبدين سعادة غامرة وثقة عامرة بالنفس وهن يؤدين مهامهن بمسؤولية ومثابرة ونشاط متدفق بدلا من الركون وانتظار فرصة قد تأتي أو لا تأتي. وذكرت إحداهن، أن الانتظار في البيت ممل وقاتل وتصيب الخريجة باليأس.
لا عيب
ولاء علي، خريجة دراسات إسلامية تقول: تخرجت من الجامعة وفشلت كل محاولاتي في العثور على وظيفة مناسبة لتخصصي، فقررت البحث عن عمل حر اكتسب منه خبرة في المجال العملي وذلك عن طريق العمل في إحدى البوفيهات في الجامعة، ومهمتي تتلخص في تحضير القهوة والشاي وبعض المأكولات الخفيفة للطالبات، وهي تجربة جميلة اكتسبت من خلالها بعض المهارات كالتعامل مع شريحة كبيرة من المجتمع، وتعلمت فنون البيع والشراء وإتقان صنع القهوة والحلويات والعصائر بجميع أنواعها.
تضيف ولاء: لم يشكل عملي لي أي عيب اجتماعي، بل على النقيض من ذلك، أنا فخورة ومستمتعة بما أقوم به وأتقاضى عليه أجر يساعدني على إعالة نفسي، حتى أنني فكرت في افتتاح مشروع خاص بي، بعد أن اكتسبت خبرة ومهارة من عملي في البوفيه.
هدر العمر
وجدان، خريجة تقنية معلومات تعمل في كوفي شوب، تشرح تجربتها وتقول: سعدت بممارسة العمل الحر الذي جعلني أكثر ثقة بنفسي وبقدراتي، فانتظار الوظائف أمر يلزم سنوات وسنوات ولا أريد أن أهدر من عمري سنوات دون أن استفيد من عمل يدر علي دخلا ويعلمني أمورا كثيرة في الحياة. أنصح كل فتاة أن تبحث عن عمل يدوي تستفيد منه خاصة في مجال التجارة التي أصبحت متاحة للجميع.
أما نجوى عبدالعزيز، التي تعمل محاسبة في نفس الكوفي شوب فتقول: بدايتي في العمل كانت عن طريق فتح حضانة خاصة في منزلي لأطفال الأمهات العاملات، بعد ذلك استهواني العمل كمحاسبة (كاشير) أتولى جرد الحسابات ومسكها وأعمل في هذا المجال منذ ما يقارب العشرين عاما حتى أصبح جزءا من حياتي.
فنون القهوة
أروى أحمد، خريجة ومبتدئة في صنع القهوة والشاي والحلويات، تقول: لم أتوقع أن أجد متعة في عملي، لكن بعد التجربة أحببته ووجدت نفسي في وظيفتي وعملي، حيث اكتسبت خبرات في صنع المشروبات والحلويات بطريقة جذابة للمستهلكات، فقررت الاستمرار، وأفكر في إنشاء مشروع خاص.
أما حواء موسى، فتعمل في مجال صنع القهوة منذ سنة ونصف، تؤكد على حبها لعملها وإتقانها بصورة جعلتها تتعرف على أنواع كثيرة من القهوة وكيفية صنعها والتعامل مع أجهزتها وأجهزة صنع العصائر المثلجة. وتؤكد أنها في الإجازات تعمل كمصففة شعر وتجميل حتى لا تشعر بالملل وتشعر بأنها شخص فعال في المجتمع.