القمة العربية .. إعداد جيد وجهود كبيرة.. والعالم يترقب النتائج
ندوة “عكاظ” في القاهرة تناقش التحديات وإمكانيات الحل
السبت / 05 / ربيع الأول / 1428 هـ السبت 24 مارس 2007 19:30
ادار الندوة: صالح عبدالفتاح - فتحي عطوة (القاهرة)
أجمع الخبراء على أن الظروف مواتية لنجاح القمة العربية في الرياض ، نظير الإعداد الجيد لها ، والجهود الدبلوماسية السعودية التي سبقتها، والتي حاولت تمهيد الأرض لحلول ناجعة للأزمات العربية ، وفي مقدمة هذه الجهود اتفاق مكة بين فتح وحماس وتحقيق حوار فلسطيني – فلسطيني انتهى بالاتفاق على حكومة وحدة وطنية تمهد لرفع الحصار عن الشعب الفلسطينى.اضافة الى ان المملكة صاحبة المبادرة لحل القضية الفلسطينية وهي المبادرة التي اعتمدتها قمة بيروت العربية في مارس 2002 . وبحكم دور المملكة وثقلها واهتماماتها بقضايا أمتها وحرصها على استقرار وأمن المنطقة فإن المختصين والخبراء العرب يرون في القمة المرتقبة اهمية مضاعفة بالنظر الى الاوضاع العربية والاقليمية والدولية الراهنة. هذا باختصار ما تناولته الندوة التي عقدتها “ عكاظ” في القاهرة التي شارك فيها ثلاثة من الخبراء العرب والمحللين.
عكاظ: ما هي أهمية هذه القمة في ظل الظروف والتحديات التي تواجه الأمة العربية?
د. جعفر عبدالسلام:
تنبع أهمية هذه القمة من أنها تنعقد في المملكة صاحبة الجهود والمساعي الكبيرة والمبادرات المهمة ، في حل الأزمات العربية ، مثل مبادرة الطائف لحل أزمة لبنان، ومبادرة السلام العربية التي قدمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله العام 2002 ، وقبلها مبادرة الملك فهد رحمه الله، من اجل حلحلة مشاكل المنطقة، وهناك إشادة كبيرة بالسياسة الدولية التي تنتهجها المملكة في علاقاتها الدولية لأنها سياسة حكيمة ولها العديد من النتائج الايجابية ، ولنا في مؤتمر القمة الإسلامي الذي عقد في مكة المكرمة عبرة كبيرة والنتائج الباهرة التي توصل إليها المؤتمر في تطوير مسيرة العمل الإسلامي، وستكون نتائج قمة الرياض كبيرة في ما يخص العمل العربي المشترك . فالأمة استفادت من مسار السياسة الدولية للمملكة سواء عربيا أو إسلاميا أو دوليا .
د. محمود خلف:
أهمية القمة تنبع من أن العالم العربي يواجه تحديات إستراتيجية هامة وهناك أزمات تحيط به من كل جانب ، فهناك تحدي القوة النووية الإسرائيلية والتحدي الأكبر الآن هو تحديد مسار ومستقبل عملية التسوية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ، وهذه التسوية يمكن ربطها بمؤشرين, الأول مرتبط بمدى جدية إسرائيل ونواياها الحقيقية في تحقيق سلام عادل وشامل قائم على المبادرات واتفاقيات السلام التي طرحت بدءا من أوسلو وحتى خارطة الطريق باعتبارها آخر الاتفاقيات التي كان عليها إجماع دولي, أما المؤشر الثاني فهو مرتبط بمدى إمكانية عودة إسرائيل إلى حدود يونيو (حزيران) 1967 وهي حدود الدولة الفلسطينية التي تم الجور عليها أيضاً بعد عام 1948 وهو عام النكبة ثم التقسيم.
د. ابو طالب:
هناك تفاؤل بنتائج القمة القادمة، فخلال الفترة الماضية نشطت الدبلوماسية السعودية بشكل ملحوظ ، من الاتصال مع إيران، ورسائل خاصة بلبنان ، إلى استضافة للفرقاء الفلسطينيين، وعقد القمة العربية الدورية في الرياض، وقبلها زيارة الرئيس الروسي حمل معه رغبة في تعزيز موقع بلاده في منطقة الخليج ومجالات النفط والغاز والبرامج النووية السلمية، في كل هذه المجالات كانت المملكة محورا لتفاعلات مهمة إقليميا ودوليا .هذا المسعى السعودي يمكن فهمه بخصائص اللحظة الجارية إقليميا ودوليا، والصورة تتضح أكثر من خلال الإشارة إلى ما يجرى فى العراق وما أفرزه من توتر وعنف طائفي محلى ، وما يجري في فلسطين ولبنان ، ولذلك كانت تحركات المملكة في أكثر من اتجاه ومع اكثر من لاعب دولي وإقليمي، ليس فقط لدرء الأزمات بل والاحتواء المبكر لما قد يتفجر منها من شظايا وتأثيرات.
عكاظ: هل ترون أن الفرصة مواتية لحل المشاكل الإقليمية العديدة في المنطقة؟
د. جعفر عبدالسلام:
الأمة تواجه تحديات كبيرة ومشكلات جمة تحتاج إلى المواجهة الشاملة وبذل أقصى الجهود الممكنة من الأفراد والحكومات والمؤسسات العلمية وأجهزة الإعلام حيث تمثل مواجهة هذه التحديات قضية حياة أو موت لأمتنا.. والتحديات هي تحدى العولمة وتحدى التقدم العلمي وتحدى فرض الإرادة السياسية على العالم من خلال المنظمات الدولية وتحدى الهيمنة من خلال المنظمات الاقتصادية الرئيسية وكذلك تحدى العولمة الفكرية والثقافية والحضارية. ومن مظاهر التفاؤل أننا أصبحنا على وعي بضرورة المواجهة والعمل لتحقيق ذلك كما برز في المبادرات العديدة التي قدمت لإصلاح الوضع العربي. و التعاون القوى بين الدول العربية هو الكفيل وحده بتحقيق ذلك.
د. محمود خلف:
من عوامل التفاؤل أن العالم العربي لديه قوى حقيقية علمية وبشرية وإستراتيجية ، وإذا قارنا بين القوة العسكرية لإسرائيل والعرب, لوجدنا أن النصر لا يكون دائماً حليف إسرائيل, ففي حرب أكتوبر 1973 كان الميزان العسكري يميل الى مصلحة إسرائيل، كما كان في حرب 1967، وبرغم ذلك استطاع الجيشان المصري والسوري أن يحققا النصر العسكري, مع امتلاك إسرائيل القنبلة النووية وانحياز أمريكا السافر لها, وهذا النصر الحاسم, لم يكن سببه الإعداد الجيد للحرب, بل ثمة عوامل أخرى منها التضامن العربي .
د. حسن أبو طالب
أنا أرى أن هناك فرصا مواتية لحل المشاكل ، وهذه الفرصة ترجع لخبرة المملكة التي طرحت مبادرتين لحل القضية الفلسطينية. (1981 و2002). من الناحية الأخرى ما فتئ الرأي العام سواء في المملكة أو في المنطقة كلها يطالب بالاستفادة من موقع المملكة كأهم دولة في إنتاج النفط من أجل التدخل في تسوية النزاعات المشتعلة في العالم العربي.
وحين يكون هناك دور إقليمي أو دولي فإن الإدراك هنا والثقة بالنفس، إضافة إلى الوسائل والإمكانات تلعب التأثير الأكبر فى بلورة الدور وعلى أى نحو يكون.
العمل العربي المشترك
عكاظ: ماهي توقعاتكم للعمل العربي المشترك في المرحلة القادمة؟
د. جعفر عبدالسلام
لما كان النظام العربي يمر الآن بمرحلة من أخطر مراحل تطوره في ظل متغيرات عالمية وإقليمية ظاهرة للعيان، أوجدت وضعا جديدا في المنطقة، يشكل، دون مبالغة، خطرا داهما على المصالح العربية، فإن التعامل الرشيد مع هذه الأوضاع يستلزم بالضرورة أن تتم إزالة كل الشوائب من العلاقات العربية - العربية، والعمل على تسويتها جميعا، في إطار مسعى جاد لتنقية الأجواء العربية، بما يؤدي إلى تقوية أسس النظام العربي، ودعم مؤسسته الرئيسية جامعة الدول العربية.
د. محمود خلف: أتوقع أن تعمل الدول العربية على مسالة التضامن العربي وبناء القوة لتحقيق الأمن العربي ، فالقضية الفلسطينية لن ترى حلا سهلا لأن حكومة رئيس الوزراء والاسرائيلي ايهود أولمرت تعاني ضعفا شديدا ولا تملك القدرة على الدخول في مفاوضات جادة مع الفلسطينيين يمكن أن تؤدي في نهاية الأمر إلى إقرار تسوية للصراع في المنطقة .
عكاظ: ما هي أهمية هذه القمة في ظل الظروف والتحديات التي تواجه الأمة العربية?
د. جعفر عبدالسلام:
تنبع أهمية هذه القمة من أنها تنعقد في المملكة صاحبة الجهود والمساعي الكبيرة والمبادرات المهمة ، في حل الأزمات العربية ، مثل مبادرة الطائف لحل أزمة لبنان، ومبادرة السلام العربية التي قدمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله العام 2002 ، وقبلها مبادرة الملك فهد رحمه الله، من اجل حلحلة مشاكل المنطقة، وهناك إشادة كبيرة بالسياسة الدولية التي تنتهجها المملكة في علاقاتها الدولية لأنها سياسة حكيمة ولها العديد من النتائج الايجابية ، ولنا في مؤتمر القمة الإسلامي الذي عقد في مكة المكرمة عبرة كبيرة والنتائج الباهرة التي توصل إليها المؤتمر في تطوير مسيرة العمل الإسلامي، وستكون نتائج قمة الرياض كبيرة في ما يخص العمل العربي المشترك . فالأمة استفادت من مسار السياسة الدولية للمملكة سواء عربيا أو إسلاميا أو دوليا .
د. محمود خلف:
أهمية القمة تنبع من أن العالم العربي يواجه تحديات إستراتيجية هامة وهناك أزمات تحيط به من كل جانب ، فهناك تحدي القوة النووية الإسرائيلية والتحدي الأكبر الآن هو تحديد مسار ومستقبل عملية التسوية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ، وهذه التسوية يمكن ربطها بمؤشرين, الأول مرتبط بمدى جدية إسرائيل ونواياها الحقيقية في تحقيق سلام عادل وشامل قائم على المبادرات واتفاقيات السلام التي طرحت بدءا من أوسلو وحتى خارطة الطريق باعتبارها آخر الاتفاقيات التي كان عليها إجماع دولي, أما المؤشر الثاني فهو مرتبط بمدى إمكانية عودة إسرائيل إلى حدود يونيو (حزيران) 1967 وهي حدود الدولة الفلسطينية التي تم الجور عليها أيضاً بعد عام 1948 وهو عام النكبة ثم التقسيم.
د. ابو طالب:
هناك تفاؤل بنتائج القمة القادمة، فخلال الفترة الماضية نشطت الدبلوماسية السعودية بشكل ملحوظ ، من الاتصال مع إيران، ورسائل خاصة بلبنان ، إلى استضافة للفرقاء الفلسطينيين، وعقد القمة العربية الدورية في الرياض، وقبلها زيارة الرئيس الروسي حمل معه رغبة في تعزيز موقع بلاده في منطقة الخليج ومجالات النفط والغاز والبرامج النووية السلمية، في كل هذه المجالات كانت المملكة محورا لتفاعلات مهمة إقليميا ودوليا .هذا المسعى السعودي يمكن فهمه بخصائص اللحظة الجارية إقليميا ودوليا، والصورة تتضح أكثر من خلال الإشارة إلى ما يجرى فى العراق وما أفرزه من توتر وعنف طائفي محلى ، وما يجري في فلسطين ولبنان ، ولذلك كانت تحركات المملكة في أكثر من اتجاه ومع اكثر من لاعب دولي وإقليمي، ليس فقط لدرء الأزمات بل والاحتواء المبكر لما قد يتفجر منها من شظايا وتأثيرات.
عكاظ: هل ترون أن الفرصة مواتية لحل المشاكل الإقليمية العديدة في المنطقة؟
د. جعفر عبدالسلام:
الأمة تواجه تحديات كبيرة ومشكلات جمة تحتاج إلى المواجهة الشاملة وبذل أقصى الجهود الممكنة من الأفراد والحكومات والمؤسسات العلمية وأجهزة الإعلام حيث تمثل مواجهة هذه التحديات قضية حياة أو موت لأمتنا.. والتحديات هي تحدى العولمة وتحدى التقدم العلمي وتحدى فرض الإرادة السياسية على العالم من خلال المنظمات الدولية وتحدى الهيمنة من خلال المنظمات الاقتصادية الرئيسية وكذلك تحدى العولمة الفكرية والثقافية والحضارية. ومن مظاهر التفاؤل أننا أصبحنا على وعي بضرورة المواجهة والعمل لتحقيق ذلك كما برز في المبادرات العديدة التي قدمت لإصلاح الوضع العربي. و التعاون القوى بين الدول العربية هو الكفيل وحده بتحقيق ذلك.
د. محمود خلف:
من عوامل التفاؤل أن العالم العربي لديه قوى حقيقية علمية وبشرية وإستراتيجية ، وإذا قارنا بين القوة العسكرية لإسرائيل والعرب, لوجدنا أن النصر لا يكون دائماً حليف إسرائيل, ففي حرب أكتوبر 1973 كان الميزان العسكري يميل الى مصلحة إسرائيل، كما كان في حرب 1967، وبرغم ذلك استطاع الجيشان المصري والسوري أن يحققا النصر العسكري, مع امتلاك إسرائيل القنبلة النووية وانحياز أمريكا السافر لها, وهذا النصر الحاسم, لم يكن سببه الإعداد الجيد للحرب, بل ثمة عوامل أخرى منها التضامن العربي .
د. حسن أبو طالب
أنا أرى أن هناك فرصا مواتية لحل المشاكل ، وهذه الفرصة ترجع لخبرة المملكة التي طرحت مبادرتين لحل القضية الفلسطينية. (1981 و2002). من الناحية الأخرى ما فتئ الرأي العام سواء في المملكة أو في المنطقة كلها يطالب بالاستفادة من موقع المملكة كأهم دولة في إنتاج النفط من أجل التدخل في تسوية النزاعات المشتعلة في العالم العربي.
وحين يكون هناك دور إقليمي أو دولي فإن الإدراك هنا والثقة بالنفس، إضافة إلى الوسائل والإمكانات تلعب التأثير الأكبر فى بلورة الدور وعلى أى نحو يكون.
العمل العربي المشترك
عكاظ: ماهي توقعاتكم للعمل العربي المشترك في المرحلة القادمة؟
د. جعفر عبدالسلام
لما كان النظام العربي يمر الآن بمرحلة من أخطر مراحل تطوره في ظل متغيرات عالمية وإقليمية ظاهرة للعيان، أوجدت وضعا جديدا في المنطقة، يشكل، دون مبالغة، خطرا داهما على المصالح العربية، فإن التعامل الرشيد مع هذه الأوضاع يستلزم بالضرورة أن تتم إزالة كل الشوائب من العلاقات العربية - العربية، والعمل على تسويتها جميعا، في إطار مسعى جاد لتنقية الأجواء العربية، بما يؤدي إلى تقوية أسس النظام العربي، ودعم مؤسسته الرئيسية جامعة الدول العربية.
د. محمود خلف: أتوقع أن تعمل الدول العربية على مسالة التضامن العربي وبناء القوة لتحقيق الأمن العربي ، فالقضية الفلسطينية لن ترى حلا سهلا لأن حكومة رئيس الوزراء والاسرائيلي ايهود أولمرت تعاني ضعفا شديدا ولا تملك القدرة على الدخول في مفاوضات جادة مع الفلسطينيين يمكن أن تؤدي في نهاية الأمر إلى إقرار تسوية للصراع في المنطقة .