أفراح أم أتراح

خالد بن علي القرني

لا أعلم ماهي الفائدة أو الثمرة التي يجنيها البعض من قيامهم بإطلاق وابل من الرصاص من أسلحة رشاشة وما يتبعها خلال بعض المناسبات العامة خاصة مناسبات الزواج والأفراح، كما أنني أتساءل ما الذي يشعر به من يقوم بمثل هذا التصرف الغريب والدافع الذي يدفعه لهذه المخاطرة وما الثمرة التي يجنيها من هذا السلوك.
ومن المعلوم أن وزارة الداخلية منذ أعوام طويلة منعت استخدام الأسلحة وإطلاق النار خلال الاحتفالات والزواجات نظراً لما ينجم عنه من سلبيات ونتائج مؤسفة، وتم العمل بموجب هذا القرار ولم نعد نرى أو نشاهد مثل هذه السلوكيات إلا فيما ندر، إلا أننا خلال السنوات الأخيرة فوجئنا بعودة هذه المظاهر والتصرفات غير المسؤولة وبشكل واضح خلال بعض احتفالات الزواج بأفنية القصور أو في ساحاتها وأحيانا بأفنية المنازل خلال خروج المحتفلين منها، ويلاحظ زيادة أعداد من يطلقون النار في الاحتفال الواحد ووجود أسلحة رشاشة تطلق نيرانها بوقت واحد أو متقارب كنوع من الفرح والمباهاة والوجاهة والبطولة على محيا من يقوم بهذا الفعل وبعضهم يوثق ذلك بالتصوير وينشره على الملأ في المواقع الإلكترونية والتواصل الاجتماعي.
والحقيقة أن مثل هذا السلوك لا يعتبر سلوكا إيجابيا ولا يتوافق مع توجيهات الدولة وأنظمتها التي وجدت لحماية الناس وممتلكاتهم وأنفسهم، كما أن لهذا الفعل سلبيات كثيرة ووخيمة ونتائج مؤلمة وعواقب لا تحمد، وينجم عنها العديد من الإصابات والوفيات والمآسي التي يخلفها هذا التهور والرعونة، إذ تتحول الأفراح إلى أتراح والغبطة والسرور إلى مأتم وحزن تظل آثاره السلبية في النفوس فترة طويلة، والمأمول من الجهات المختصة محاسبة من يقوم بهذه الأعمال بعقوبات رادعة وغرامات تكفل عدم تكرارها.
خاتمة :
للشاعر المتنبي
ومن الحماقة عذل من لا يرعوي
عن غيه وخطاب من لايفهم