إهداء جديد للوطن.. سواعد وطاقات شابة

محمد السديري

هذه الأيام تزف الجامعات السعودية عرسانها إلى سوق العمل، ولعل من يمن الطالع أن تحتفل جامعة الملك سعود اليوم بتخريج الدفعة الثالثة والخمسين من طلابها وطالباتها، في مناسبة سنوية ومحفل علمي بهيج تزف فيه للوطن كوكبة جديدة من الخريجين في مختلف التخصصات الأكاديمية والمراحل الدراسية بالجامعة وذلك بعد أيامٍ قليلة من أيام الوطن بفرحته الكبرى بيوم بيعة لقائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله، ومرور تسعة أعوامٍ مورقة بالخير والمنجزات، كان لقطاع التعليم العالي منها ما تباهي به الجامعات السعودية جامعات العالم التي لم تتحقق لولا طموحات قائد هذا الوطن ورؤاه المستقبلية الواعدة بالخير وامتداد عطائه الذي لا يعرف له حد ولا مد.
إن النهضة الشاملة التي تشهدها بلادنا ليست وليدة الصدفة بل هي نتيجة طبيعية للجهود المخلصة، والنظرة الثاقبة، والتخطيط السليم، ودعم حكومتنا السخي والمتواصل لمسيرة التنمية بصفة عامة، ولمسيرة التعليم بشكلٍ خاص. وإنها لمناسبة سانحة نرفع من خلالها أسمى التقدير والعرفان والامتنان لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد، وسمو ولي ولي العهد ــ حفظهم الله ــ على العناية والاهتمام اللذين يولونهما لمسيرة التعليم والدعم الكامل الذي يقدمونه والذي انعكس على المخرجات من خلال بناء الجامعات والتوسع في إنشائها ليس في المدن الرئيسية بل والمحافظات ودعمها بالكوادر المتخصصة التي تسهم في تطوير التعليم العالي ودفعها نحو التفوق والازدهار، وما الدفعات المتلاحقة من جميع جامعات المملكة إلا خير دليل على هذا الدعم اللامحدود وترجمة صادقة لأحلام القيادة الرشيدة في رقي وازدهار هذا البلد.
ويمتد الفرح ابتهاجاً في هذا العرس برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض لهذا الحفل، ومشاركته مع سمو نائبه فرحة الخريجين بالنجاح والإنجاز رغم مشاغلهما الجسيمة؛ والذي يُعدّ تشريفاً للجامعة ولخريجيها وطلابها وجميع منسوبيها، وتقديرا منهما لما تحمله هذه الجامعة للمملكة في جميع المجالات وعلى رأسها بناء الإنسان في جميع اتجاهاته وتخصصاته وباعتبارها أهم صروح العلم والمعرفة في هذه البلاد المباركة.
إن علاقة الجامعة بطلابها والتواصل معكم أبنائي الخريجين والخريجات لا ينتهي عند حفل التخرج بل يتعدى ذلك من خلال وحدات قنوات التواصل للخريجين التي تفتحها الجامعة لتبقى على اتصال دائم بخريجيها ومتابعة شؤونهم بعد التخرج.
أبناءنا الخريجين والخريجات هذا اليوم هو نقطة التحول في حياتكم، وبداية لجني ثمار جميع سنوات الدراسة، وها أنتم تقفون في نهاية عتبة، وبداية أخرى وأمامكم تحديات فكونوا على قدر ما ينتظره منكم مجتمعكم ووطنكم من بذل وإخلاص وعزم وطموح، كونوا لبنات عطاءٍ، وسواعد بناءٍ، وأذرع خير لهذه البلاد المباركة التي تفخر بأبنائها وتهيئ لهم جميع السبل للتحصيل والتميز. فأنتم طاقة وطنية كبيرة ستدخلون اليوم إلى ميدان جديد من العطاء والعمل يعول عليكم في قيادة نهضة الوطن والمساهمة في دفع حركة نموه.
إن احتفاءنا بكم اليوم ما هو إلا دليل على ثقة الجامعة بكم، الأمر الذي يجعلنا نحثكم على مواصلة الخطى والسير قدما لخدمة وطنكم ومجتمعكم في كل المجالات والعلوم وانضمامكم إلى أقرانكم من الخريجين السابقين للجامعة بناة لهذا الوطن المعطاء وسواعد للتعمير والبناء بما اكتسبتموه من مهارات علمية وعملية طوال فترة دراستكم الجامعية. والأمل يحدونا بأنكم ستحققون بذلك أهداف هذه الجامعة التي ستظل تفخر بعطائكم وتميزكم. فأنتم لا تمثلون انفسكم بل عنوان جامعة عريقة تحملون بصمتها وشعارها وتخرجون اليوم من أسوارها إلى فضاء وطنٍ عامر شرفتم بالانتماء إليه ولابد أن تكونوا خير سفراء في أي موقع تنزلون به أو تعملون فيه.
إنني في هذا المقام أهنئكم ووالديكم وذويكم بهذا اليوم السعيد الذي هو مسك الختام لسنوات جميلة قضيتموها في رحاب جامعتكم بين جدٍ واجتهاد انطلاقا من إدراكنا جميعا بأن رغبة الوصول إلى الآمال جوهرها الجد والعمل والمثابرة.
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قَوم منال إذا الإقدام كان لهم ركابا
فهنيئا لكم التخرج والمستقبل السعيد بإذن الله، وهنيئا للوطن بكم وأنتم تخطون خطواتكم الأولى في سبيل خدمته ورفعته. ودمتم والوطن سالمين.