الحزيمي وجهيمان وبوكو حرام
الثلاثاء / 14 / رجب / 1435 هـ الثلاثاء 13 مايو 2014 18:51
عبده خال
ناصر الحزيمي أحد رجالات جهيمان الخلص، والذي نفذ من حكم الإعدام كونه رفض فكرة الاستيلاء على الحرم المكي وإفزاع الآمنين فيه، وكان يعلم بساعة الصفر للحركة، وحاول جاهدا معارضة الدخول إلى الحرم، لكن معارضته بات بالفشل، فانفصل عن المجموعة قبل المداهمة بأيام، وقد سجن سبع سنوات عقوبة لانضمامه إلى فئة تخريبية، وعندما كانت الجهات المختصة تنقب عن جهيمان كان ناصر الوحيد الذي يعرف موقعه.
منذ سنوات، التقيت بناصر في قاهرة المعز، وأمضينا سهرة في مقهى القاريون نتجاذب الحكايات والمواقف، وفي تلك الليلة سرد ناصر حكايته كاملة مع جهيمان، وكنت مفتونا بتداخل الأحداث الدراماتيكية، وبعد انتهاء سهرتنا توعدته إن لم يخرج تلك الحكاية في كتاب فسوف أقوم بكتابتها كرواية.
ومضت سنوات بعد تلك الليلة لم يكتب ناصر حكايته ولم أستطع تنفيذ تهديداتي له، إذ انشغلت بمشاريع روائية أخرى.. وفي أحد معارض الكتاب بالرياض (منذ سنتين)، وبينما كنت أطالع عناوين الكتب الحديثة جذبني عنوان (أيام مع جهيمان)، وكان من ضمن أوائل الكتب التي قرأتها في تلك الدورة، كان كتابا نفيسا ألقى الضوء على البدايات الأولى لتكوين جماعة إسلامية حركية انشقت على الحركة الدعوية السلمية، بدءا من ثورة الصور بالمدينة المنورة والتي تزعمها جهيمان أيضا، في هذا الكتاب سرد ناصر تجربته وانتقاده للفكر الحركي بما يحمله من هشاشة أفكار وضعف وسائل الإقناع والاعتماد على مشاعر الشباب الدينية بإذكائها وتحريضهم على إنكار كل تحديث يحدث في المجتمع، وصولا إلى الارتكاز على فكرة المهدى المنتظر لإتمام عملية المبايعة من صحن الكعبة.
وكتاب (أيام مع جهيمان) من الوثائق المهمة التي يحبذ أن يطلع عليها الشباب قبل أن يخطفوا إلى المفاهيم المغلوطة للدين ودور الداعية المسلم، وكنت عازما على تقديم الكتاب بمشاهدات مستفيضة مقارنا بين ما سمعت من حكايات في تلك الليلة البعيدة، وبين ما ورد في الكتاب من ابتسار لكثير من المواقف، وما زالت هذه الرغبة تلاحقني أتمنى أن أنجزها قريبا.. والذي ذكرني بناصر الحزيمي اليوم مقالة له كتبها في زاويته مقابسات تحت عنوان (ماذا خسرنا)، مستذكرا فيها كتاب (ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين) لأبي الحسن الندوي ذلك الكتاب الذي قدم له سيد قطب بعد الطبعة الأولى، وافترض ناصر الحزيمي لو أن أبا الحسن الندوي عاصر الجماعات التكفيرية المعاصرة (والتي تعيش بيننا في هذه الأيام)، فإنه سيؤلف كتابا ويسميه (ماذا خسر الإسلام بسبب المسلمين)، وأكد على وجوب الاعتراف بأن الدعوة الإسلامية تمر بأزمة يجب الالتفات لها والاهتمام بدراستها.
ومن يشاهد صنائع الحركات الإسلامية يتحسر ويتفتت كمدا على ما يفعلونه في مشارق الأرض ومغاربها من تشويه للإسلام، وتعميق فكرة التوحش تحت راية غدت شعارا للوحشية، بينما هي شعار هداية ومحبة.. وآخر كوارث هذه الجماعات بزوغ جماعة حركة بوكو حرام النيجيرية التي اختطفت مائة شابة متخذة منهن رهائن مقابل الإفراج عن سجناء من الحركة.
وقد تناقلت وكالات الأنباء العالمية صور مائة فتاة قامت الحركة بإلباسهن الحجاب وأداء الصلاة قسرا وقهرا، بينما ظهر زعيم الحركة أبوبكر شيكاو مفاخرا بهذا الاختطاف وإرغام الفتيات على لبس الحجاب والصلاة خلف راية جماعة القاعدة.. فعلا كم خسر الإسلام من هؤلاء الأدعياء؟
وقد اختلف مع ناصر في جزئية الدعوة للاهتمام بدراسة هذه الحركات؛ لأنها درست وتدرس، لكن مطالبتي لعلماء الأمة الإسلامية بإنقاذ الإسلام من هؤلاء الأدعياء، وتكوين جبهة إسلامية علمية ترفض كل هذا التشويه وتسعى للاعتذار للعالم عما يفعله هؤلاء السفهاء، مع إظهار براءة الإسلام مما يفعله هؤلاء الدمويون.. فهل يحدث هذا؟.
منذ سنوات، التقيت بناصر في قاهرة المعز، وأمضينا سهرة في مقهى القاريون نتجاذب الحكايات والمواقف، وفي تلك الليلة سرد ناصر حكايته كاملة مع جهيمان، وكنت مفتونا بتداخل الأحداث الدراماتيكية، وبعد انتهاء سهرتنا توعدته إن لم يخرج تلك الحكاية في كتاب فسوف أقوم بكتابتها كرواية.
ومضت سنوات بعد تلك الليلة لم يكتب ناصر حكايته ولم أستطع تنفيذ تهديداتي له، إذ انشغلت بمشاريع روائية أخرى.. وفي أحد معارض الكتاب بالرياض (منذ سنتين)، وبينما كنت أطالع عناوين الكتب الحديثة جذبني عنوان (أيام مع جهيمان)، وكان من ضمن أوائل الكتب التي قرأتها في تلك الدورة، كان كتابا نفيسا ألقى الضوء على البدايات الأولى لتكوين جماعة إسلامية حركية انشقت على الحركة الدعوية السلمية، بدءا من ثورة الصور بالمدينة المنورة والتي تزعمها جهيمان أيضا، في هذا الكتاب سرد ناصر تجربته وانتقاده للفكر الحركي بما يحمله من هشاشة أفكار وضعف وسائل الإقناع والاعتماد على مشاعر الشباب الدينية بإذكائها وتحريضهم على إنكار كل تحديث يحدث في المجتمع، وصولا إلى الارتكاز على فكرة المهدى المنتظر لإتمام عملية المبايعة من صحن الكعبة.
وكتاب (أيام مع جهيمان) من الوثائق المهمة التي يحبذ أن يطلع عليها الشباب قبل أن يخطفوا إلى المفاهيم المغلوطة للدين ودور الداعية المسلم، وكنت عازما على تقديم الكتاب بمشاهدات مستفيضة مقارنا بين ما سمعت من حكايات في تلك الليلة البعيدة، وبين ما ورد في الكتاب من ابتسار لكثير من المواقف، وما زالت هذه الرغبة تلاحقني أتمنى أن أنجزها قريبا.. والذي ذكرني بناصر الحزيمي اليوم مقالة له كتبها في زاويته مقابسات تحت عنوان (ماذا خسرنا)، مستذكرا فيها كتاب (ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين) لأبي الحسن الندوي ذلك الكتاب الذي قدم له سيد قطب بعد الطبعة الأولى، وافترض ناصر الحزيمي لو أن أبا الحسن الندوي عاصر الجماعات التكفيرية المعاصرة (والتي تعيش بيننا في هذه الأيام)، فإنه سيؤلف كتابا ويسميه (ماذا خسر الإسلام بسبب المسلمين)، وأكد على وجوب الاعتراف بأن الدعوة الإسلامية تمر بأزمة يجب الالتفات لها والاهتمام بدراستها.
ومن يشاهد صنائع الحركات الإسلامية يتحسر ويتفتت كمدا على ما يفعلونه في مشارق الأرض ومغاربها من تشويه للإسلام، وتعميق فكرة التوحش تحت راية غدت شعارا للوحشية، بينما هي شعار هداية ومحبة.. وآخر كوارث هذه الجماعات بزوغ جماعة حركة بوكو حرام النيجيرية التي اختطفت مائة شابة متخذة منهن رهائن مقابل الإفراج عن سجناء من الحركة.
وقد تناقلت وكالات الأنباء العالمية صور مائة فتاة قامت الحركة بإلباسهن الحجاب وأداء الصلاة قسرا وقهرا، بينما ظهر زعيم الحركة أبوبكر شيكاو مفاخرا بهذا الاختطاف وإرغام الفتيات على لبس الحجاب والصلاة خلف راية جماعة القاعدة.. فعلا كم خسر الإسلام من هؤلاء الأدعياء؟
وقد اختلف مع ناصر في جزئية الدعوة للاهتمام بدراسة هذه الحركات؛ لأنها درست وتدرس، لكن مطالبتي لعلماء الأمة الإسلامية بإنقاذ الإسلام من هؤلاء الأدعياء، وتكوين جبهة إسلامية علمية ترفض كل هذا التشويه وتسعى للاعتذار للعالم عما يفعله هؤلاء السفهاء، مع إظهار براءة الإسلام مما يفعله هؤلاء الدمويون.. فهل يحدث هذا؟.