الملك يطبّب آلام مرضى الكلى بمراكز غسيل متخصصة

تدشين مركزي مكة والمدينة خلال أشهر.. و 475 جهازاً في جدة والرياض

الملك يطبّب آلام مرضى الكلى بمراكز غسيل متخصصة

إبراهيم علوي (جدة)

كشف لـ«عكاظ» المدير التنفيذي للشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني المشرف العام على العيادات الملكية الدكتور بندر القناوي أنه سيتم خلال ما بين 3 و4 أشهر تدشين مركزين للغسيل الكلوي في مكة المكرمة والمدينة المنورة ضمن مشروع خادم الحرمين الشريفين لرعاية مرضى الكلى.
واستعرض القناوي ما تحقق في المرحلة الاولى للمشروع الانساني، خلال جولة ميدانية على مركز الكلى بجدة شارك فيها عدد من رؤساء تحرير الصحف المحلية واعلاميين وقيادات الشؤون الصحية بالحرس الوطني، مساء أمس.
وأشار الى أن قضية الإنسان بكافة أبعادها، وكامل تفاصيلها تظل حاضرة في وجدان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز . ويتلاشى كل أمر في ذهنه -حفظه الله- أمام أن يعيش المواطن بأفضل ما تكون عليه الحياة، وحينما يتعلق الأمر بالمرضى من أبناء وطنه، يريد لو استطاع أن يأخذ أنات الوجع من أفواههم، وأن يطبب جراحهم.
وقال ان هذه الرؤية تحولت الى واقع يقدم الخدمات الانسانية من خلال مؤسسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للأعمال الإنسانية التي احتضنت العديد من المشاريع الإنسانية، منها مشروع رعاية مرضى الكلى بسعة 1000 جهاز أمر -حفظه الله- بتوفيرها بأحدث وأرقى المراكز المتخصصة التي تكفل بميزانيتها على مدار 7 سنوات، وبتكلفة سنوية تتجاوز 400 مليون ريال.
ولفت القناوي إلى أن فكرة إنشاء هذه المراكز تأتي إثـر اطلاع خادم الحرمين الشريفين على التقارير التي تتناول تفاقم أمراض الكلى في المملكة، كما جاء في تقرير المركز السعودي لزراعة الأعضاء في عام 2012م، الذي أشار إلى وصول عدد المرضى المعالجين بالتقنية الدموية إلى 12844 مريضا، وذلك ما يشير لمعدل انتشار الفشل الكلوي بما يعادل 499 حالة لكل مليون نسمة بالسنة، بينما بلغ عدد المرضى الجدد الذين يعالجون بذات التقنية في العام نفسه 3666 مريضا، تتوقع الدراسات أن يرتفع عددهم خلال العام الجاري 2014م إلى 15000 مريض، وذلك لأسباب عدة من أهمها الإصابة بارتفاع ضغط الدم وداء السكري والسمنة والتدخين وانسداد المسالك البولية.
تلك التقارير دفعت المليك حفظه الله للمسارعة في تبني مشروع مؤسسة الملك عبد الله الإنسانية لرعاية مرضى الكلى وعلى نفقته الشخصية، وهو مشروع إنساني بامتياز، لأنه يعتمد على توفير خدمة الغسل الدموي بأحدث وأرقى التقنيات الطبية وبالمجان لكافة أبناء الوطن.
ويبلغ المجموع الكلي للأجهزة في هذا المشروع (1000) ألف جهاز وبطاقة استيعابية قدرها (3350 ) مريضا قابلة للزيادة لتصل إلى (6000 ) مريض.
وأشار القناوي إلى أن المشروع شهد أوقاتا قياسية في التخطيط والدراسة والتنفيذ و بإشراف ودعم إداري وإشرافي من الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني خلال زمن قياسي، وهو ما تحقق بعد أن تحول إلى مبنى مخصص ليكون مجمعا تسويقيا إلى مركز طبي متخصص لغسل الكلى أقيم على مساحة 7586 مترا مربعا ويضم 3 أدوار وبسعه 204 أجهـزة تم الانتهاء منه وتشغيله خلال 6 أشهر فقط.
وإلى جانب الالتزام بالمعايير الطبية العالمية لمكافحة العدوى، انطلقت خدمات المراكز المخصصة لغسل الكلى في مرحلتها الأولى في العاصمة الرياض بواقع فرعين، الأول مركز جنوب الرياض: ويقع في حي شبرا على مساحة تبلغ 3200 متر مربع، ويضم 98 وحدة غسل كلوي، والثاني مركز شمال الرياض في حي الياسمين المقام على مساحة تقدر بـ 3291 مترا مربعا، ويضم 128 وحدة غسل، إضافة إلى فرع ثالث في مدينة جدة يقع على طريق الملك عبدالله، ويضم 204 وحدات غسل للكلى، على مساحة إجمالية تبلغ 7586 مترا مربعا. وتم لهذه الغاية توفير «1000» جهاز معزز بأحدث تقنيات الغسل الدموي في هذه المراكز، ليكون المخصص منها حتى الآن للرياض وجدة 475 جهازا وتمت خلال 6 أشهر فقط.
وتشمل المرحلة الثانية مراكز مماثلة سيتم افتتاحها في مكة المكرمة والمدينة المنورة خلال مابين 3 و4 أشهر. وقد تم اختيار موقع في حي الشهداء على مساحة تتجاوز 2255 مترا مربعا ويتكون من دورين و يضم 52 وحدة غسل فيما تم اختيار مركز تجاري مخطط الحمراء تم تحويله إلى مركز متخصص على أعلى مستوى خلال أشهر قليلة وتبلغ سعته أكثر من 4875 مترا مربعا ويتكون من 4 أدوار. كما خصص مركز في حي الملك عبدالله بحائل بسعة 850 مترا مربعا يتكون من «4» أدوار ويضم 37 وحدة غسل. وتم اختيار موقع في محافظة رفحاء على
مساحة «3» آلاف متر مربع ويتكون من «3» أدوار وبسعة «20» وحدة غسل بالإضافة إلى إنشاء مركز في القصيم خلال الفترة القادمة.
وسيتم تخصيص مراكز أخرى والإعلان عنها لاحقا لتقديم الخدمة لبقية المدن والمراكز الطرفية بالمملكة وحسب الحاجة.
ومن المقرر أن تصل الطاقة الاستيعابية القصوى لهذا المشروع الإنساني الكبير بعد اكتمال مراحله في مختلف مدن المملكة ليستوعب أكثر من «6» آلاف مريض، على مراحل تدريجية لن تتجاوز سبع سنوات..
وتشتمل مرافق المشروع الإنساني والخيري إلى جانب الألف جهاز مع كافة مستلزماتها، على مبان مجهزة ومصممة وفق أعلى معايير الجودة. وتتوفر فيها كل المرافق اللازمة لتقديم خدمة طبية نوعية من أجهـزة التناضح العكسي، إلى النظام الكهربائي الذي يضمن استمرارية التيار بمولدات احتياطية، ومحطات خاصة للغازات الطبية. وتم التعاقد مع شركات متخصصة ورائدة في خدمات التشغيل والإدارة، إلى جانب ربط هذه المراكز بشبكة عنكبوتية واحدة لضمان استفادة المريض في موقعه من خدمات هذه المراكز.