.. أكرر إعجابي وثنائي على مجهود شركة أرامكو السعودية في إنتاج وإصدار أطلس المنطقة الشرقية ، ولما كنت قد تساءلت في مقال الاثنين الماضي : هل وقع بصري على إرم ذات العماد؟ أجدني ملزما بالاستطراد في هذا الموضوع.
إن المملكة العربية السعودية تضم صحارى كبيرة وصحارى صغيرة .. فمثلا صحراء الحماد لا يعرفها إلا سكان المناطق الشمالية ، ولولا وفاة المرحوم سليمان الفليح الذي ولد في خيمة في صحراء الحماد لما وصل اسم هذه الصحراء إلى صفحات جرائدنا، أما الصحارى الكبيرة فهي الربع الخالي والدهناء والنفود.
وقد اقتحمت شركة أرامكو السعودية صحراء الربع الخالي باكتشافها النفط الحلو في حقل الشيبة قبل عشر سنوات أو أكثر، وهي تنقب في منطقة مدين وسواحلها .. ويأتي مجهودها الثقافي ذيلا كذيل العروس للمجهود النفطي الهائل الذي تتولاه أرامكو والشركات المتعاقدة معها.
ولقد خطر ببالي أن هذه الشركة العملاقة قادرة على استكشاف المساحات الواسعة في المملكة العربية السعودية التي لم تدخل في النطاق الحضري أي أنها لازالت بادية .. بدون طرق .. ولا عمران ولا مياه .. وبالتالي لم يعرف أحد ما تحتويه هذه الأصقاع من ثروات وكنوز وآثار.
ونحن على يقين لا ينازعه شك أن هناك جبلا اسمه الجودي رست عليه سفينة نوح .. فإذا كان هذا الجبل في حدود المملكة فمن ذا يقوم باكتشافه غير أرامكو ؟.. وهناك من يعتقد أن كهف أهل الكهف في جنوب المملكة في منطقة بللحمر أو باللسمر.. فحيهلا بأرامكو في رحلة بحث ثقافي تاريخي آثاري.
لكن قد يقول قائل : إن جبل الجودي هو جبل أرارات في تركيا. فلئن وافقناه فأين السفينة التي حملت أجداد البشرية الأوائل نوح عليه السلام وأبناءه سام وحام ويافث؟، أقول ذلك لأن هناك من يعتقد أن السفينة حطت بالقرب من مكة المكرمة على أحد الجبال بين مكة والطائف.
ولا ينازعنا شك أن إرم ذات العماد موجودة في الجزيرة العربية ، وآخر من رآها هو الصحابي أبو قلابة في زمن الخليفة معاوية بن أبي سفيان .. فإذا كانت إرم ذات العماد ضمن الحدود السعودية بالقرب من نجران أو شرورة أو الخرخير .. فإن أرامكو السعودية هي الأقرب والأنسب ، بل هي أولى من جامعاتنا وأقدر على البحث عن هذه المدينة العظيمة.. لأن جامعاتنا ليس لديها الطائرات ولا العربات ولا الأجهزة القادرة على معرفة ماذا في داخل المملكة العربية السعودية .. بل إن اليمن فيما أظن لن تمانع في جهد علمي تاريخي كهذا إذا كانت إرم ذات العماد في الحدود اليمنية الحالية.
إن ذيل العروس يشد الأنظار ويحرك كوامن الأشجان فهل تعزم أرامكو السعودية عزيمة لا تعرف الكلل للبحث عن الكنوز ؟.
السطـر الأخـير :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «بورك لأمتي في بكورها».