عبث الدورات والتدريب
الخميس / 23 / رجب / 1435 هـ الخميس 22 مايو 2014 18:48
خالد بن علي القرني
الحديث عن الدورات التدريبية في المجالات التي نراها حولنا عموما وفي مجال تنمية الذات وإطلاق الطاقات واكتشاف القدرات والإبداع وغيرها من المسميات الجاذبة والعناوين المغرية، حتى أصبحنا لا نكاد نتصفح موقعا أو نقرأ صحيفة أو نمر بطريق إلا ونلاحظ إعلانات متنوعة ومتجددة ومبتكرة عن دورة معينة لا تخرج في مجالها عن ما ذكر سابقا، خصوصا من قبل المراكز الخاصة والمعاهد الأهلية التي تنشط في هذا المجال وتستغل حاجات الناس إلى الخبرة والمهارة بمجال معين يأنسون فيه نقصا أو يأملون فيه تعزيزا، فتمطرهم هذه الجهات بوابل من الإعلانات المثيرة التي تؤكد لهم أنهم سيخرجون من هذه الدورات وقد أصبحوا عباقرة وعالجوا كل مشكلاتهم في الحياة والعمل والأسرة والمجتمع.
والحقيقة التي نراها ونلمسها ــ للأسف ــ أن الكثير من هذه الدورات يكتنفها العديد من الملاحظات الهامة والسلبيات الحساسة، منها ــ على سبيل المثال لا الحصر ــ أن مضمون بعضها لا يتفق مع المسمى فهناك بون واضح بينهما، كما أن الوعود والدعايات المنشورة على البرشورات الإعلانية لا يتحقق جزء كبير منها خلال الدورة بشهادة كثير من المتدربين الذين بذلوا أموالهم لهذا الهدف، وأنا لا أعلم مدى علاقة تخصصات بعض المدربين ببعض مواضيع الدورات، خصوصا التي يظهر بها المدرب هزيلا في معلوماته وعطائه، وتحديدا أمام أهل الاختصاص، ناهيك عن نوعية ودقة مؤهلات بعض المدربين التي تعلن ومدى مطابقتها للواقع، ومن الغرائب أنك تدخل إلى بعض هذه الدورات فتجد أغلب ما فيها يشبه غيرها بشكل نظري واضح، بل حتى حركات وألفاظ المدربين تكاد تكون مستنسخة، والكثير ممن التحقوا ببعض هذه الدورات، سواء على حسابهم الخاص أو مرشحين من جهات عملهم، يجزم كثير منهم بخروجهم بلا فائدة تذكر سوى الاستمتاع بالخدمات الفندقية والإعاشة والتنزه أحيانا مع شهادة الدورة، دون أن يكون هناك ثمرة تنعكس على سلوك المتدربين العملي أو على أدائهم لأعبائهم بجودة وتميز أو حتى تغيير في آلية تواصلهم مع الآخرين بشكل إيجابي أفضل، وأذكر أن أحد المتدربين النبهاء قال بعد الدورة: إن مدربنا بحاجة إلى من يدربه.
والحقيقة أنني أتساءل، كما يتساءل غيري: لماذا لا تخضع هذه الدورات للتدقيق والفحص من قبل الجهات المختصة ذات العلاقة للرقابة على هذه الدورات ومدى صلاحيتها ومنهجها ومفرداتها وعناصرها، وهل المدربون القائمون عليها مؤهلون علميا من جامعات معترف بها، خصوصا بعد أن ثبت أن بعضهم خريج لجامعات مفتوحة غير معترف بها!! وهل لديهم الخبرات الكافية للاضطلاع بهذا العبء، وهل ما يتم تقاضيه من أموال طائلة مقابل هذه الدورات مناسب لفحواها، أم أن فيه مبالغة واستنزافا لأموال الناس والمؤسسات الحكومية؟؟
كل هذه الأسئلة الهامة والمؤرقة وغيرها تحتاج إلى إجابة شافية كافية من كل جهة رسمية لها علاقة بهذا العبث الذي نراه في حراج الدورات وسوق التدريب.
والحقيقة التي نراها ونلمسها ــ للأسف ــ أن الكثير من هذه الدورات يكتنفها العديد من الملاحظات الهامة والسلبيات الحساسة، منها ــ على سبيل المثال لا الحصر ــ أن مضمون بعضها لا يتفق مع المسمى فهناك بون واضح بينهما، كما أن الوعود والدعايات المنشورة على البرشورات الإعلانية لا يتحقق جزء كبير منها خلال الدورة بشهادة كثير من المتدربين الذين بذلوا أموالهم لهذا الهدف، وأنا لا أعلم مدى علاقة تخصصات بعض المدربين ببعض مواضيع الدورات، خصوصا التي يظهر بها المدرب هزيلا في معلوماته وعطائه، وتحديدا أمام أهل الاختصاص، ناهيك عن نوعية ودقة مؤهلات بعض المدربين التي تعلن ومدى مطابقتها للواقع، ومن الغرائب أنك تدخل إلى بعض هذه الدورات فتجد أغلب ما فيها يشبه غيرها بشكل نظري واضح، بل حتى حركات وألفاظ المدربين تكاد تكون مستنسخة، والكثير ممن التحقوا ببعض هذه الدورات، سواء على حسابهم الخاص أو مرشحين من جهات عملهم، يجزم كثير منهم بخروجهم بلا فائدة تذكر سوى الاستمتاع بالخدمات الفندقية والإعاشة والتنزه أحيانا مع شهادة الدورة، دون أن يكون هناك ثمرة تنعكس على سلوك المتدربين العملي أو على أدائهم لأعبائهم بجودة وتميز أو حتى تغيير في آلية تواصلهم مع الآخرين بشكل إيجابي أفضل، وأذكر أن أحد المتدربين النبهاء قال بعد الدورة: إن مدربنا بحاجة إلى من يدربه.
والحقيقة أنني أتساءل، كما يتساءل غيري: لماذا لا تخضع هذه الدورات للتدقيق والفحص من قبل الجهات المختصة ذات العلاقة للرقابة على هذه الدورات ومدى صلاحيتها ومنهجها ومفرداتها وعناصرها، وهل المدربون القائمون عليها مؤهلون علميا من جامعات معترف بها، خصوصا بعد أن ثبت أن بعضهم خريج لجامعات مفتوحة غير معترف بها!! وهل لديهم الخبرات الكافية للاضطلاع بهذا العبء، وهل ما يتم تقاضيه من أموال طائلة مقابل هذه الدورات مناسب لفحواها، أم أن فيه مبالغة واستنزافا لأموال الناس والمؤسسات الحكومية؟؟
كل هذه الأسئلة الهامة والمؤرقة وغيرها تحتاج إلى إجابة شافية كافية من كل جهة رسمية لها علاقة بهذا العبث الذي نراه في حراج الدورات وسوق التدريب.